مقترح لردم “الفجوة التنموية” يبدأ بدراسة عناصر التغيير المتاحة لدينا

الثورة –
انزلقت اليمن إلى درجات أدنى في مؤشرات التنمية خلال العامين الماضيين. وطبقا◌ٍ لمؤشر متوسط نصيب الفرد اليمني من الناتج المحلي الإجمالي فإنه يبلغ نحو 870 دولارا◌ٍ¡ فيما بلغ هذا المؤشر في البلدان الغنية في المتوسط 37.566 الف دولارا◌ٍ في العام نفسه. وقبل نحو أقل من عقدين¡ أي في عام 1990 كان متوسط نصيب الفرد من هذا الناتج في اليمن نحو 680 دولارا◌ٍ يقابله 22.160 ألف دولارا◌ٍ للبلدان الغنية المتقدمة. وفي الوقت الذي بلغ متوسط معدل النمو الاقتصادي في اليمن خلال العقدين الماضيين نسبة لا تتعدى 4.5 بالمائة بلغ هذا المؤشر نسبة وقدرها 3.2 بالمائة للبلدان الغنية.
نتيجة لذلك يرى خبراء أن «الفجوة التنموية» بين اليمن والبلدان الغنية خلال العقدين الماضيين قد اتسعت بنحو 40 سنة بدلا◌ٍ من أن تتقلص¡ نتيجة لسوء الأداء التنموي ونهج التنمية الفاشل. وستحتاج اليمن طبقا◌ٍ لتشخيص مختصين في الشأن الاقتصادي والتنموي من اللحظة الراهنة إلى فترة قدرها ستة وثمانون عاما لكي تبلغ المستوى الحالي للبلدان الغنية من حيث نصيب الفرد من الدخل القومي¡ على افتراض أن معدل النمو الاقتصادي في اليمن يظل ثابتا كما هو عليه عند 4.5 بالمائة دون انتكاس على امتداد العقود الثمانية القادمة¡ بالإضافة إلى افتراض آخر أن تلك البلدان لن يتغير عندها متوسط نصيب الفرد من الدخل¡ وأنها لن تحقق أي نمو اقتصادي على الإطلاق¡
وفي نظر الخبراء فأن هذا الأمر لا يمكن أن يحدث في الواقع. إما إذا افترضنا أن تلك البلدان الغنية قيد المقارنة سوف تنمو بمعدلات النمو السنوي نفسها التي حققتها خلال الفترة المشار إليها أعلاه بمعدل متوسط وقدره 3.2 بالمائة¡ فإن ردم هذه «الفجوة التنموية» يحتاج إلى فترة زمنية قدرها 300 سنة تقريبا◌ٍ¡ وهو زمن يتعذر انتظاره وقبوله وتصوره. إذا◌ٍ لابد من البحث عن طاقات وقدرات مضاعفة¡ وعن انماط اقتصادية واجتماعية وسياسية مغايرة للسائد والأخذ بنهج وإستراتيجية جديدة¡ وايجاد منظومة حياة وعمل مختلفة تماما◌ٍ عن تلك المعتادة عليها خلال العقود المنصرمة.
وتتلخص رؤية الخبراء لردم الفجوة التنموية في تحديد موقعنا في سلم التنمية العالمي والشروع في دراسة مفصلة لعناصر التغيير المتاحة لدينا¡ بالإضافة إلى تحديد موقعنا بين شعوب الأرض في المرحلة الراهنة¡ ومن يشغلون المواقع المتقدمة وضرورة إجراء تقييم فاحص وجريء للداء قياسا◌ٍ بأدائهم¡ وتشخيص أسباب العجز والفشل وأسباب نهضة الآخرين وتقدمهم. وبالتالي انطلاق هذه المهمة بتحديد موقع البلد في الوقت الراهن والوقت الذي تحتاجه لكي تقطع المسافة للوصول إلى المستويات التي بلغتها البلدان الغنية حاليا◌ٍ.
كما تشمل رؤية برنامج ردم الفجوة التنموية الذي يجب العمل به خلال الفترة القادمة, اتخاذ متوسط نصيب الفرد من الدخل القومي معيارا◌ٍ لهذا القياس وتحديد السنوات المطلوبة لعملية القضاء على الفجوة الحاصلة في دخل الفرد.

قد يعجبك ايضا