الثورة نت/ إبراهيم الأشموري
تبدأ السبت القادم بصنعاء أعمال المؤتمر الوطني لإدارة وتنمية الموارد المائية¡ الذي ينظمه مركز سبأ للدراسات الاستراتيجية بالتعاون مع وزارتي الزراعة والري والمياه والبيئة, والصندوق الاجتماعي للتنمية, وبالاشتراك مع التعاون الألماني للتنمية “GIZ “, ومكتب البنك الدولي, وتحت الرعاية الشرفية لفخامة الأخ/ علي عبدالله صالح, رئيس الجمهورية.
وسيناقش المؤتمر الذي ينعقد خلال الفترة 15 – 17 من الشهر الجاري¡ بمشاركة عدد من الوزراء وممثلي الجهات المعنية¡ ونخبة من المختصين والباحثين اليمنيين والعرب والأجانب في مجال, وتطوير تقنيات استغلال الموارد المائية, وترشيد الاستهلاك. وممثلين لهيئات ومنظمات وطنية¡ وإقليمية¡ ودولية مختصين¡ ثلاثة محاور رئيسية, هي: الموارد المائية في اليمن¡ والتحديات والإدارة المتكاملة للموارد المائية, واستراتيجيات وسياسات وإجراءات إدارة الموارد المائية, ويتفرع عن كل محور عدد من المواضيع ذات الصلة بالقضايا الرئيسية المشار إليها.
وأوضح المدير التنفيذي للمركز الدكتور أحمد عبد الكريم سيف¡ أن المؤتمر مكرس لتدارس ومناقشة أهم قضية تشغل اليمنيين اليوم¡ باعتبار أن الماء هو العنصر الأساسي للحياة¡ ومصدر رئيسي للتنمية, الاقتصادية¡ والاستقرار الاجتماعي والسياسي خاصة أن اليمن يواجه نقصا◌ٍ حادا◌ٍ في هذا المورد الحيوي ويعاني من عجز كبير من جهة أخرى, مشيرا إلى أن اليمن يتميز بمناخ جاف إلى شبه جاف, ما جعله في وضع يعاني من ندرة ومحدودية تساقط الأمطار¡ انعكس في شحة المياه السطحية, وقلة الموارد المائية الجوفية¡ فيما القطاع الزراعي يتطلب كميات كبيرة من المياه, والمدن تنمو باضطراد مستمر¡ يتراوح ما بين 7 إلى10 % سنويا¡ ما يضع اليمن على رأس قائمة البلدان التي تعاني من فقر مائي يشكل في جميع مؤشراته تحديات خطيرة تدعو الجميع إلى التحرك قبل استفحال تلك الخطورة.
موضحا◌ٍ في سياق تصريحه, أن متوسط نصيب الفرد في اليمن سنويا◌ٍ يصل إلى حوالي (120 مترا◌ٍ مكعبا◌ٍ, بينما متوسط نصيب الفرد عالميا◌ٍ يقدر بـ (7500 متر مكعب/ سنة), ونصيب الفرد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يقدر بـ(850 مترا◌ٍ مكعبا◌ٍ/ سنة) وهذا يعني أن حصة اليمني لا تعادل سوى 2%, مقارنة بالمعدل العالمي¡ و14% مقارنة بالمعدل الإقليمي, علاوة على أن المياه المتجددة سنويا◌ٍ في اليمن لا تتعدى (2,5 مليار متر مكعب) سنويا◌ٍ, بينما الكميات المسحوبة سنويا◌ٍ من المياه الجوفية تقدر بـ(3,4 مليار متر مكعب), وبعجز يبلغ حوالي (900 مليون متر مكعب), وأضاف مدير مركز سبأ: أنه إذا ما استحضرنا إلى جانب كل تلك الأرقام معدل النمو السكاني المقدر بـ3%, يبدو جليا◌ٍ مدى التحديات المطروحة, مستطردا◌ٍ بقوله: إن الوضع “يطرح تحديات كبيرة على البلاد¡ ويدعوها إلى تبني استراتيجية علمية شاملة لإدارة وتطوير هذا القطاع, وبما يحقق الأمن المائي الذي لا يمكن الوصول إليه إلا بمناقشة كل جوانب المشكلة, ودراستها دراسة علمية شاملة, وهو ما ترمي إليه هذه التظاهرة العلمية التي سيناقش فيها مجموعة من المختصين والباحثين هذه القضية, ودراسة مختلف جوانبها¡ والوقوف على التجارب التي طبقتها البلدان التي تعاني مثل بلادنا من عجز مائي, وسوء إدارة. فضلا◌ٍ عن أن الموارد المائية في اليمن تتعرض للهدر الجائر, وخاصة في الري الزراعي والاستخدامات المنزلية والاقتصادية والاجتماعية”, وأشار سيف إلى أن هناك تغيرا في أنماط الاستهلاك, وكذا تغير سريع في درجة وطرق استخدام الموارد المائية المتاحة مثل حفر الآبار العشوائية والعميقة التي استنزفت الخزانات الجوفية, وكذا السحب الجائر, وتدني كفاءة الري, وسوء الاستخدام والإدارة, وعدم تطبيق القوانين, إضافة إلى تأثير التغير المناخي. منوها◌ٍ إلى أن استنزاف وتدهور نوعية المياه يعتبر تهديدا◌ٍ للأمن الغذائي بصورة خاصة, ولأمن واستقرار المجتمع اليمني بصورة عامة دونما إدراك للمخاطر المترتبة على مثل تلك الاستخدامات.