صورة الطفل السوري الغريق تبكي العالم

هزت صورة الطفل السوري الذي قذفته أمواج البحر إلى الشواطئ التركية ضمير العالم وأدمت القلوب حزنا على هذه المأساة حتى بات رمزٍا يختزل مأساة كبرى قضي بسببها مئات الآلاف من النساء والرجال والأطفال وتفاعل رواد مواقع التواصل مع صورة هذا الطفل التي كانت حدثاٍ عالميا وأجمعوا على ضرورة وضع حد لهذه المآسي والرحلات غير مضمونة العواقب والوجهة. وانتشرت الصورة على أغلب صفحات مواقع التواصل الاجتماعي مع تعليقات تتحدث عن الألم ووجع ومآسي السوريين. غرق_طفل_سوري” الذي وصل إلى لائحة الأكثر تداولاٍ عالمياٍ كما ركزت الصحافة على صورة الطفل وكتبت أغلب الصحف والمواقع العالمية عنها كما تناقلتها التلفزيونات العربية والأجنبية: نم يا صغيري.. كلنا جبناء.. موتك قد يكون هو إعلان الحياة.. يا ربيع سوريا لماذا تفر إلى الموت¿ ولماذا تفعلها على سواحل الغرباء¿”… كلمات صاغتها أنامل وقلوب عربية على مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلٍا مع صورة الطفل السوري الذي قذفته شواطئ البحر في تركيا خلال رحلة الموت للبحث عن حياة كريمة من خلال الهجرة إلى اليونان ومنها إلى أوروبا.
وبعيدٍا عن عاطفة رواد مواقع التواصل الاجتماعي سواء من العرب أو غيرهم فقد كانت لصورة الطفل السوري أصداء واسعة عبر الصحف العالميةحيث أجمعت وسائل الإعلام في العالم على أن “الصورة قاسية وتلخص حال المهاجرين خاصة السوريين حول العالم واللاجئين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا” حيث اختارت بعض وسائل الأعلام نشر الصورة كما هي بينما قررت وسائل اخرى تمويه صورة الطفل لما تحمله من وجع. حيث قالت صحيفة التلغراف اللندنية: إن هذه الصورة هي تجسيد للمأساة والتراجيديا التي يعيشها الآلاف من اللاجئين وكذلك هي تجسد المأساة الأوروبية في التعامل مع هذا الملف الأكثر تعقيدٍا فهو يحمل جانبا إنسانيا ولا تمكن مناقشته من هذا الجانب ولكنه لا يخلو من منغصات تتعلق بالنواحي القانونية وقدرة الدول الأوروبية على التنسيق بينها لاستيعاب المهاجرين أو التعامل بطريقة أكثر إيجابية مع هذا الملف.

أما صحيفة “نيويورك تايمز” فعنونت: “هذه الصورة الوحشية اللاإنسانية يجب أن يراها الجميع.. هذا ما يقوله النشطاء” وتابعت: “لقي 12 مهاجرٍا مصرعهم أثناء محاولاتهم العبور في المياه من تركيا إلى أقرب جزيرة يونانية ومن بين من لقوا مصرعهم طفل سوري ألقى به الموج على الشواطئ التركية لتنتشر صورته وتثير تعاطفٍا عالميٍا كبيرٍا وسط مطالب من النشطاء بأن يرى الجميع هذه الصورة لكي يستيقظ ضمير العالم”.
وسألت صحيفة “الاندبندنت”البريطانية “إذا لم تغير صورة هذا الطفل موقف أوروبا تجاه اللاجئين فما الذي سيغيره¿” بينما قالت صحيفة “دايلي ميل”: إن “مأساة الطفل الصغير تلخص يأس هؤلاء اللاجئين”.
فيما كتبت مجلة “لونوفال اوبسرفاتير” الفرنسية على موقعها: “كل هذا من أجل هذا الجحيم¿” بقلم أحد صحافييها البارزين ماتيو كرواساندو الذي قال “إن الصورة الفظيعة كفيلة وحدها بإقناع العالم وأوروبا بضرورة المرور من طور الاكتفاء بالكلام إلى طور الفعل” وأضاف: “الفعل يعني الآن وفوراٍ”.
أما صحيفة “لافانغارديا “الإسبانية فقالت إنه إذا كان لابد من وضع عنوان معبر عن المأساة السورية فإن هذه الصورة “الأكثر بشاعة وفظاعة” ستكون بلا شك العنوان المناسب لتوصيف الوضع الكارثي في سورية.
وذكرت تقارير عديدة أن الطفل غرق مع أخيه حين كانا مع والديهما في هذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر.وكان الطفل واحدا من 16 لاجئا غرقوا قبالة السواحل التركية بينهم خمسة أطفال وامرأة لم تثنهم المخاطر عن خوض البحر أملا في الوصول إلى جزيرة كوس اليونانية.
ووصفت مروة هاشم المسؤول الإعلامي للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين غرق طفل سوري والعثور عليه على الشواطئ التركية بـ”المأساة بمعنى الكلمة” وقالت: “هناك 4 ملايين لاجئ سوري يعيشون خارج بلادهم حتى الآن”.
وأضافت هاشم خلال مداخلة هاتفية مع برنامج “صوت الناس” على شاشة “المحور” : إن المفوضية لا تملك سوى حلولا إنسانية وكلها مؤقتة لافتة إلى أن المفوضية تعاني منذ 5 سنوات من ضعف المساعدات المقدمة إليها بسبب الحروب.وتابعت: “أكثر من 2500 عربي غرقوا في مياه البحر المتوسط هذا العام أثناء محاولاتهم الهجرة إلى أوروبا” موضحة أن ضحايا الهجرة غير الشرعية يقعون فريسة لعصابات التهريب والاتجار في البشر.
وفي هذا السياق قالت الشرطة التركية أمس إنها أوقفت أربعة سوريين يشتبه بأنهم مهربون بعد غرق قارب أدى إلى مقتل 12 مهاجرا في طريقهم إلى اليونان بينهم طفل في الثالثة من العمر أثارت صور جثته صدمة في العالم كما أفادت الصحافة المحلية.
وأوضحت وكالة الانباء (دوغان) أن الأشخاص الاربعة أوقفوا في منتجع بودروم التركي (جنوب غرب) نقطة انطلاق قاربين غرقا أثناء توجههما إلى جزيرة كوس اليونانية.
وقالت الوكالة إنهم سيمثلون أمام محكمة بتهمة القتل العمد و”تهريب مهاجرين”.
يذكر أن صورة جثة الطفل عيلان كردي الذي يرتدي قميصا أحمر وسروالا قصيرا أزرق وهو ملقى على وجهه وسط رغوة الأمواج المتكسرة على شاطئ يقع قرب بدروم أحد المنتجعات التركية الشهيرة أثارت اهتمام الرأي العالمي ووجدت تعاطفاٍ غير مسبوق مع قضية اللاجئين الذين يحاولون عبور البحر من شواطئ تركيا إلى الجزر اليونانية.

قد يعجبك ايضا