> الليمون والتمر الهندي سلاح المصابين نتيجة انعدام الدواء
> دول العدوان تمنع دخول الأدوية مما وسع من دائرة انتشار المرض وزيادة الوفيات
> منظمات دولية: استمرار العدوان ينذر بتحول المرض إلى وباء قاتل يجتاح اليمن
ما يتعرض له الشعب اليمني من حرب إبادة من قبل العدوان السعودي والخليجي لم يقتصر على قصف الأحياء السكنية بالأسلحة الأمريكية المتطورة والمحظورة , فهناك حرب إبادة أخرى.. تطال تحديداٍ أبناء محافظتي عدن والحديدة وهي حمى الضنك التي لا ترحم صغيراٍ ولا كبيراٍ.. للشهر الرابع على التوالي يصر العدو السعودي على منع دخول الأدوية المخصصة لعلاج هذا المرض القاتل.. وتشير آخر الإحصائيات إلى إصابة أكثر من 10 آلاف مواطن بحمى الضنك منذ اند?ع العدوان في مارس الماضي .. وفي هذا التحقيق نناقش حجم المشكلة وأبعادها الخطيرة على صحة الناس …ودور العدوان في تفاقم هذه المشكلة ..
( مها , منال , خالد) ثلاثة أفراد في سن المراهقة ومن أسرة واحدة بمحافظة الحديدة أصيبوا بحمى الضنك وتكاد الأعراض المرضية تظهر على الأب إبراهيم هذه الأسرة لم تشارك الناس فرحتهم بالعيد فالحمى القاتلة جعلت العديد من الناس يتحاشون الاختلاط بالمصابين خوفا من انتقال العدوى وهذا ما يؤكده إبراهيم بالقول: العدوى أصبحت احتمالية حدوثها كبيرة جدا بسبب عدم توفر الأدوية المضادة للمرض كذلك بسبب انقطاع الكهرباء وارتفاع درجة الحرارة ويتخوف من أن يستمر الحصار وتتحول المحافظة إلى منطقة موبوءة بالمرض هذه الأسرة وغيرها آلاف الأسر تعتمد على الليمون والتمر الهندي في مكافحة المرض ولا فائدة في ذلك وإن توفر الدواء يوما فإن الكثيرين قد لا يملكون قيمة جرعة واحدة وهذه المأساة بذاتها.
في محافظة عدن تفتك هذه الحمى بالعشرات يوميا فمن سلم من قصف الطيران لم يسلم من هذه الحمى وهنا قصة من ألف قصة لأسرة مكونة من 9 أفراد مصابة بحمى الضنك وفي كل لحظة ينتظرون الموت لكي يرتاحوا من سقم وعذاب هذه الحمى القاتلة أحد أفراد العائلة يتساءل عن المغزى في منع دول العدوان من منع دخول الأدوية ويكيل اللعنات مراراٍ على من تسمي نفسها الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان وحذر قائلا: إن استمر الوضع هكذا فلن ينتظر الشعب الموت في البيوت وسينطلقون لاقتحام حدود المعتدين لإنقاذ انفسهم والدفاع عن كرامتهم وإنسانيتهم.
الحصار يفاقم المشكلة
ويرى الدكتور اليمني وهبي بعثر أخصائي الحميات والفيروسات أن مرض الحمى انتشر من قبل في بعض المحافظات الساحلية واستطاعت الدولة آنذاك مكافحة هذا المرض والحد من انتشاره وذلك في ظل وجود الإمكانيات المتاحة لجميع المختصين في ذلك الوقت. وتوقع من خلال متابعته للوضع انتشار المرض في هذه المرحلة ومعه أمراض وأوبئة جديدة تفتك باليمنيين بسبب ما تمر به البلاد من حصار وحرب ودمار وتدهور كلي للجانب الصحي وغياب تام للمنظمات الدولية المعنية وصمت مطبق للمجتمع الدولي لما يحدث من حصار متعمد لدخول الحاجات الإنسانية وعلى رأسها الدواء الذي جعل جميع المستشفيات الحكومية والخاصة في شلل تام من أداء واجباتها تجاه أي مريض بالحمى مشيرا إلى أن العوامل المساعدة في انتشار هذه الأمراض أصبحت متوفرة من بينها انقطاع الكهرباء وتدهور الوضع البيئي نتيجة للعدوان وحذر الدكتور وهبي من استمرار هذه الأوضاع لأن ذلك قد يحول حمى الضنك إلى وباء يجتاح اليمن بأكملها وقد يصاحبه عدة أمراض معدية وقاتلة.
انهيار الوضع الصحي
ويوضح الدكتور ربيع شاكر المهدي رئيس منتدى أكاديميون من أجل السلام وحقوق الإنسان ..سفير حقوق الانسان في اليمن أن حمى الضنك تحتاج لاستراتيجية دولية خصوصاٍ في الظروف الصعبة كالحروب لأنها تهدد 40% من سكان الأرض وتنتشر بسرعة.
وأضاف: إن الإصابات الأولية عند بدء ظهور المرض في بلد ما قد تتحول إلى ظهور إصابات شديدة ومميتة عند تكرار إصابات نفس الأفراد فيها وأن العدد الفعلي اليوم للدول التي استوطنها المرض يتجاوز أكثر من 100 دولة في كافة العالم. وتابع: “ولذا تصنفه المنظمة العالمية للصحة بأنه يمثل أحد المشاكل الصحية العالمية الرئيسة اليوم ما يعني أن الجدية في التعامل مع هذا المرض ومحاولات القضاء على دخوله إلى مناطق جديدة واستيطانه فيها وانتشاره من خلالها إلى مناطق أخرى هي جوانب طبية لا تحتمل أية إهمال أو تهاون”. وشدد المهدي على ضرورة سرعة التعامل الطبي والصحي الفاعل ذي النتائج الملموسة وهذه هي الوسيلة الوحيدة لإبقاء المناطق المتعرضة للإصابات بها خالية من أية رواسب تحول تلك المنطقة إلى مكان استيطان جديد على مناطق أخرى محلية أو إقليمية أو دولية .
وتابع أن الوضع الصحي في اليمن الآن منهار بشكل كبير وباعتراف الأمم المتحدة بسبب العدوان السعودي على اليمن وكانت من أهم أسباب انهيار الوضع الصحي وتفشي هذا الوباء ولذلك أعلنت المنظمات الدولية اليمن منطقة منكوبة.
نائب مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان الدكتورة أشواق محرم تضعنا أمام حقيقة الوضع الصحي.. تتحدث قائلة: حمى الضنك أصبحت بمثابة وباء داخل اليمن خاصة في المناطق التي تعاني ارتفاع درجة الحرارة وانعدام الخدمات مثل النظافة والكهرباء وتزداد مع وجود الأمطار وركود المياه وخاصة في محافظات الحديدة وعدن والضالع ولحج. وأضافت محرم إن انعدام المياه يؤدي إلى الاعتماد على تخزين المياه في الأواني وبعض الأدوات حيث تعتبر أماكن توالد البعوض وهذه البعوض هي الناقلة لهذا المرض وهذا المرض لا يوجد له لقاح أو علاج خاص به ولكن يتم علاج الأعراض .
وأكدت أن مرض حمى الضنك سبب رئيسي لارتفاع عدد حالات الوفاة داخل اليمن خلال الفترة الأخيرة.
نداء استغاثة
هذا وقد وجه الهلال الأحمر اليمني بمحافظة عدن نداء عاجلا لكافة المنظمات الإنسانية والطبية الدولية بضرورة التحرك لفك الحصار ودخول المواد الطبية المخصصة لعلاج حمى الضنك في عدن وكافة المحافظات.
وأوضحت الدكتورة اعتدال ناصر عضو فريق الهلال الأحمر بعدن أن أعداد المصابين بهذا المرض القاتل في تزايد وبشكل كبير يوميا وأن الأدوية اللازمة لعلاجهم غير متوفرة مضيفة بأنه قد تم رصد 6 آلاف إصابة وأن حالات الوفيات تزداد يوميا فيما تقدر احصائية منظمة الصحة العالمية بأن 2500 شخص قضوا بهذا المرض في عدن بعد إصابتهم.