ارتفعت حصيلة المجزرة التي أرتكبها العدوان السعودي في المدينة السكنية الخاصة بالعاملين في محطة كهرباء المخا بمحافظة تعز إلى 103 شهداء وأكثر من 150 جريحا معظمهم من النساء والأطفال . ويتوقع أن ترتفع أعداد الشهداء نظرا لوجود الكثير من الحالات الحرجة بين الجرحى .
وكانت المدينة التي تحوي 200 وحدة سكنية يقطنها المهندسون والفنيون العاملون في المحطة البخارية وعائلاتهم بالإضافة إلى مخيم يأوي العشرات من النازحين الذين لجأوا إلى المخا من مدينة تعز قد تعرضت منتصف ليل الجمعة ـ السبت إلى سلسلة من الغارات العنيفة تحولت المباني إثرها إلى إنقاض .
ونقل شهود عيان ممن نجوا من المذبحة في إتصالات هاتفية مع “الثورة” عقب الحادث مشاهد مروعة لحالات الضحايا وحجم الهلع والرعب الذي ساد النساء والأطفال الذين قضوا بقية الليلة على الشاطئ يسكبون دموعهم في مياه البحر ودخل كثير منهم في حالة إغماء وانتاب بعضهم حالة هيستيرية من هول الصدمة . فيما كانت الغارات تتوالى .
وأكد مراسل “خبر” للأنباء في المخا أن أعداد الضحايا تتزايد باستمرار مع تقدم البحث تحت الأنقاض والذي تعثر كثيرا في ساعات الليل وتحت الظلام مع تخوفات من تجدد الغارات الجوية التي استهدفت طواقم الإسعاف والمنقذين في غارات تالية للقصف الجوي لطائرات العدوان السعودي على المدينة السكنية.
واعتبر الناطق الرسمي لوزارة الصحة العامة والسكان الدكتور تميم الشامي في تصريح لوكالة “سبأ ” الجريمة التي ارتكبها طيران العدوان السعودي في مدينة المخا وراح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى وصمة عار في جبين العدو السعودي البربري الغاشم وتضاف إلى جرائمه التي ارتكبها في حق الشعب اليمني”.
وأشار إلى أنه تم نقل الضحايا إلى مستشفى زبيد ومستشفيات الحديدة التي تعمل في ظل النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية والعجز في الكادر الطبي والصحي من الأطباء والفنيين والممرضين بسبب العدوان الهمجي والحصار الجائر وعدم السماح بدخول الأدوية والمستلزمات الطبية إضافة إلى انعدام المشتقات النفطية التي أثرت على سير العمل في كافة المستشفيات والمرافق الصحية في عموم المحافظات.
وقال الدكتور تميم أن الوزارة اضطرت للاستعانة بسيارات وطواقم إسعافية من محافظات الحديدة وإب وصنعاء نظرا لعدم توفر سيارات وطواقم إسعافية في محافظة تعز والتي تم نهب الكثير من سيارات الإسعاف فيها من قبل عناصر القاعدة وميليشيات الإصلاح مرتزقة العدوان السعودي.
وشكا عمال إغاثة ومسعفون من صعوبة الوصول إلى الضحايا جراء بطء عمليات الإنقاذ بسبب إحجام المواطنين عن المشاركة جراء تخوفات متزايدة من تجدد الغارات بعد تحليق مكثف واستهداف طواقم الإنقاذ وسيارات الإسعاف بعد الغارة الأولى حيث تضررت عدد من سيارات الإسعاف والمركبات ومنازل مواطنين.
وعلى الرغم من أن مذبحة المخا تعد واحدة من أسوأ مذابح تحالف العدوان العربي السعودي على اليمن وأكثرها بشاعة ودموية إلا أنها قوبلت بتجاهل وتعتيم من قöبل وسائل ومحطات ووكالات الإعلام والأخبار عربية ودولية على السواء – بل وحتى يمنية .
ونقلت وكالة خبر عن مصدر محلي في المخا استياء شديدا إزاء تعمد وسائل إعلام ومواقع يمنية ومراسلين التضليل وتزييف المعلومات وصرف الأنظار عن المأساة الإنسانية والمذبحة التي وقعت والظروف الصعبة القائمة في ظل نشر أخبار مزيفة وكيدية والتحدث عن استهداف “قوات صالح والحوثيين” .
وقد تناقلت العديد من وسائل الأعلام مساء أمس خبر إعلان تحالف العدوان عن هدنة إنسانية لمدة خمس أيام وهو ما يفسره البعض بأنها مجرد حيلة مكشوفة للتعتيم على أخبار مذبحة المخا التي لا يمكن محو آثارها من أيدي السفاحين وفي مقدمتهم السفاح سلمان الذي أرسل طائراته لذبح اليمنيين المدنيين وذهب ليقضي إجازته في أحد الشواطئ الفرنسية.