بات اغلاق معتقل جوانتانامو الذي وعد بإغلاقه الرئيس الأمريكي باراك اوباما في أول يوم من توليه منصبه عام 2009م بات ضرورة إنسانية ملحة أكثر من أي وقت مضى بالنظر للمعاناة الكبيرة والتعذيب المفرط لنزلائه حيث بدأت معاناة ومأساة هذا المعتقل منذ 13 نوفمبر 2001م عندما اعلن الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش عن إنشاء معتقل جوانتانامو بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م .
وطالبت العديد من المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان بإغلاق هذا المعتقل الذي أصبح مصدرا للانتهاكات الإنسانية والمعاملة غير القانونية التي تعرض لها المعتقلون .
وقالت هذه المنظمات: إن فشل الولايات المتحدة الأمريكية في اغلاق هذا المعتقل يخلق ارثا مسموما في مجال حقوق الإنسان .. وأكدت أن الولايات المتحدة فشلت طوال أكثر من عشر سنوات في احترام حقوق الإنسان وكذا تناقضاتها مع القيم التي تدعيها في الدفاع عن الحرية ومع كل تلك المعاني .. مؤكدة أن معتقل جوانتانامو مخالف للقانون الإنساني الدولي لمعاملة أسرى الحرب ويعتبر رمزا للتعذيب.
وفي هذا الإطار اعلن البيت الابيض امس الاول انه بات في “المراحل الاخيرة” من خطة اغلاق سجن جوانتانامو العسكري في كوبا حيث تعتقل الولايات المتحدة دون محاكمة متهمين بالارهاب منذ 13 عاما.
وصرح المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست ان “الادارة الاميركية في المراحل الاخيرة من خطة اغلاق سجن جوانتانامو بطريقة مسؤولة وآمنة وعرضها على الكونجرس” وذلك قبل 18 شهرا على انتهاء الولاية الرئاسية لباراك اوباما.
وذكر ايرنست في مؤتمره الصحافي اليومي ان المسألة تشكل “اولوية للرئيس” اوباما الذي تعهد اغلاق القاعدة العسكرية عند توليه منصبه في يناير 2009م.
واضاف: ان “ابقاء هذا السجن مفتوحا لا يشكل استخداما مجديا للضرائب”.
وكان اوباما الذي كرر تعهده مرات عدة خلال ولايتيه الرئاسيتين اعتبر خلال خطابه حول حالة الاتحاد في يناير 2015م انه “من غير المنطقي صرف ثلاثة ملايين دولار على كل معتقل للابقاء على سجن يندد به الجميع ويستخدمه الارهابيون للتجنيد”.
إلا ان اوباما اصطدم دائما بمعارضة الجمهوريين الذين يحظون بالغالبية في مجلسي النواب والشيوخ وغالبا ما اوجدوا عقبات ادارية لمنع نقل سجناء من المعتقل الى الولايات المتحدة حتى لمحاكمتهم مما ارغم الحكومة على البحث عن دول ثالثة لاستقبالهم.
وفي اواخر يونيو تبنى مجلس الشيوخ صيغته لقانون الدفاع السنوي والتي تعزز القيود على اغلاق سجن جوانتانامو مع ابقاء شرط ضمان عدم عودة السجناء الى القتال بمجرد اطلاق سراحهم في الخارج.
إلا ان اوباما توعد باللجوء الى الفيتو لتعطيل القانون وربما يقرر في نهاية الامر بحسب المراقبين اللجوء الى هذا الخيار لضمان اغلاق المعسكر. كما طالبت كوبا في اطار تطبيع علاقاتها مع الولايات المتحدة باستعادة الاراضي التي تقيم واشنطن عليها قاعدتها العسكرية وسجن جوانتانامو.
ووصل المعتقلون الاوائل الى المعتقل في 11 يناير 2002م وذلك بعد اربعة اشهر تقريبا على اعتداءات 11 سبتمبر 2001م. ولا يزال 116 سجينا من اصل 680 كعدد اقصى احصي في 2003م مما يشكل احدى اهم العقبات امام اغلاق السجن بسبب استحالة اعادتهم الى بلادهم التي تشهد نزاعا مسلحا.
وشبه غالبية الموقوفين لم تتم محاكمتهم او توجيه اتهام لهم. اثنان منهم اقرا بالذنب واحيل سبعة امام محكمة عسكرية من بينهم المتهمون الخمسة في اعتداءات 11 سبتمبر 2001م.
واعلنت السلطات امكان الافراج عن 52 معتقلا معظمهم بسبب غياب او عدم كفاية الادلة ضدهم وتريد ترحيلهم الى دولهم او الى دول ثالثة وهو ما حصل بالنسبة الى اربعة منهم منذ 2010م.
وتابع ايرنست: “لقد حققنا تقدما كبيرا. فقد انتقلنا من 127 معتقلا الى 116 في غضون ستة اشهر اي 11 عملية نقل في 2015م. كما غادر 28 سجينا المعتقل في 2014م الى كازاخستان والاوروغواي وجورجيا وسلوفاكيا.
قد يعجبك ايضا