حلويات العيد.. صناعة عريقة تتوارثها الأسر اليمنية

سجلت الحلويات والمكسرات والكعك حضورا قوياٍ خلال أيام عيد الفطر.. حيث شهدت الحلويات رواجا كبيرا في الأسواق اليمنية قبل أيام العيد ويأتي هذا الإقبال من الأسرة اليمنية استعدادا لاستقبال ضيوف العيد.
تقوم الأسرة اليمنية بتقديم حلويات العيد من المكسرات والكعك لضيوفها المعيدين والزائرين خلال أيام العيد كنوع من الموروث الثقافي والشعبي اليمني الأصيل.
وتختلف موائد الحلويات التي تقدم للضيوف من أسرة لأخرى احتفالا بعيد الفطر المبارك.. حيث تقوم بعض الأسر بصناعة الحلويات في المنزل وبعضها تقوم بشرائها من السوق والبعض الآخر يجمع بين الشراء من السوق وعملها في المنزل.
يقول أحمد صدقي – بائع حلويات- إن المكسرات والكعك شهدت إقبالا كبيرا خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك حيث يتسابق المتسوقون لشراء ما يكفيهم ويكفي استقبال ضيوفهم خلال أيام العيد.. فمنهم من يكتفي بشراء الحلويات من المكسرات كالزبيب واللوز والجوز والبسكويت بمختلف أنواعه وحلويات الشوكلاته بمختلف أنوعها أيضا.. ومنهم من يشتري الحلويات والبسكويت والكعك.. وكثير من الأسر اليمنية تعمل الكعك في المنزل حيث تختلف أذواقها من أسرة لأخرى حيث تعمل بعض الأسر الكعك بسكر والبعض الآخر بدون سكر وبعضها مطلي بالشكولاته.
وحول أسعار الحلويات والكعك أضاف صدقي: الحقيقة أن الأسعار هذا العام مرتفعه عن العام السابق بسبب ما تمر به البلد من عدوان والحصار الذي تفرضه السعودية علينا حيث توقف استيراد الحلويات وارتفاع أسعار المواد الخام لصناعة الكعك.. وكذلك أسعار الحلويات والكعك لا نستطيع تحديده فهناك أنواع مختلفة من الحلويات والكعك وكل واحد لها سعر مختلف.. فمثلا الزبيب يتراوح سعر الكيلو الواحد بين 1400 إلى 4000 ريال حسب جودته وطعمه.. وكذلك أسعار الحلويات المصنوعة صنع محلي تختلف عن أسعار الحلويات المستوردة.. والكثير يفضل الحلويات المصنوعة صنع محلي لأنها لا تحتوي على مواد حافظة ويستثنى عن ذلك حلويات الشوكلاته.
من جانبه يقول كمال الجبرتي: مع انتهاء شهر رمضان الكريم عادة نقوم بالاستعداد لأيام العيد حيث نشتري الحلويات والمكسرات التي لا يمكن صناعتها في المنزل.. مثلا نشتري الزبيب واللوز والدخش والفسدق وغيرها من المكسرات ونشتري كذلك أنواع مختلفة من البسكويت.. وتقوم النساء في المنزل بصناعة الكعك بأنواعه المختلفة.
وأضاف الجبرتي: أسعار المكسرات والحلويات لهذا العام مرتفعة عن العام الماضي وأعتقد أنه سبب الحصار الخانق الذي يفرضه قادة العدوان السعودي على اليمن.. لكني هذا العام لم استطع شراء ما يكفي لاستقبال الضيوف واكتفيت بشراء ما يمكن شراؤه في إطار إمكانياتي المحدودة.
وتعد المكسرات والكعك من أبرز الموائد التي تقدمها الأسرة اليمنية خلال أيام عيد الفطر المبارك لاستقبال ضيوفها وتحرص كل أسرة على توفير المكسرات والكعك بأنواعها المختلفة لمشاركة ضيوفها الابتهاج والفرحة بعيد الفطر المبارك.. وتعتبر الحلويات الشعبية التي تصنع في البيوت اليمنية من أبرز الحلويات التي تشهد إقبالا عليها مثل الكعك المسكر والكعك غير المسكر.. ولا ننسى حضور الكيك المصنوع في المنازل فكل أسرة تتفنن في صناعة أنواع مختلفة من الكيك تجذب المواطنين إليها بمجرد النظر إليها فقط.
وتنتشر محلات الحلويات من المكسرات والكعك في الأسواق التجارية الكبيرة والمتوسطة وكذلك تكون حاضرة بقوة في الأسواق الشعبية.. وتسمى هذه الحلويات والمكسرات بـ”جعالة العيد” ويتصدر الزبيب قائمة الطلبات التي تشهدها محلات الحلويات تليها اللوز والفستق والشوكلاته.
وتشهد الأسواق اليمنية غزواٍ للبضائع الخارجية حيث يوجد في السوق زبيب بلدي وزبيب خارجي صيني وإيراني ولوز بلدي ولوز خارجي وغيرها من أنواع المكسرات.. إلا أن المكسرات اليمنية هي التي تشهد إقبالا كبيرا لجودتها وطعمها الفريد.. وتنعكس هذه الجودة والطعم على سعرها فتجد المكسرات البلدي أغلى من المكسرات الخارجية بنسبة لا تقل عن %30.
ويشتكي الكثير من تفاوت أسعار المحلات والأسواق لـ”جعالة العيد” حيث تختلف سعرها من مكان لآخر للنوع الواحد.. حيث يعتبر أصحاب المحلات أن الأيام ما قبل العيد يعتبر موسما لا يتكرر لأصحاب محلات “جعالة العيد” فمنهم من يقوم برفع الأسعار ومنهم من يلتزم بالتسعيرة.. ومع غياب الرقابة على أسعار البضائع في السوق يقوم التجار بالتحكم في أسعار البضائع كما يشاؤون ويجب تشديد الرقابة على الأسعار والحد من جشع بعض التجار خصوصا هذه الأيام حيث تشهد اليمن عدوانا سافرا من قبل طائرات التحالف العربي بقيادة المملكة السعودية.. كما يشتكي الكثير من عرض “جعالة العيد” في أسواق شعبية مكشوفة حيث تكون عرضة للتلوث وبالتالي من يأكل هذه الحلويات قد يكون معرضا للمرض في أي وقت.. وذلك يجب أن تقوم وزارة الصحة والإدارات المحلية بواجبها الوطني في الجانب الرقابي والصحي بأكمل وجه.

قد يعجبك ايضا