قفزت أسعار الدواجن الحية بشكل غير مسبوق منذ اليوم الأول من رمضان لهذا العام وزادت 50% على أقل تقدير في تحدُ جديد لموائد رمضان لكن اللافت للنظر اقتناع المستهلكين بأن شراء نصف دجاجة هو الحل حيث باتت تتصدر الطلب من المسالخ كتصنيف جديد للأوزان دون أي إحراج أو استحياء فيما بدأ بعض أصحاب المسالخ البيع بالربع أيضا.
يقول المستهلكون إن الأسعار لأصغر دجاجة ارتفع من 700 ريال إلى 1000 ريال حاليا ويعد الألف الريال الآن مقياسا للدلالة على حصول المستهلك على دجاجة أقل وزن في المحل ويشير الحاج حسن علي إلى أن الأسعار شهدت قفزة من 800 ريال للحبة متوسطة الحجم إلى 1200 ريال فيما بلغت الكبيرة 2000 ريال ارتفاعا من 1500ريال وهكذا على كل المستويات زيادة 50%.
حكايات
• تبدو حكاية الأسعار المرتفعة للدواجن الحية مركز الصدارة والاهتمام هذه الأيام الرمضانية لأن أجواء رمضان تتطلب حصول المستهلكين على دجاج طازج كجزء من المائدة الرمضانية على الأقل ولهذا يصنف اليمنيون هذه الأيام كمستهلكين من درجة متدنية نظراٍ لارتفاعات الأسعار من جهة وقلة المعروض من جهة أخرى ويشير محمد البرعي متعهد دواجن بسوق الدواجن إلى أن الأسعار قفزت إلى مستوى غير مسبوق على مدار الشهور الماضية نظرا للعدوان والحصار السعودي على اليمن ومستمرة حتى اليوم إذ تجد الدجاجة الحية زنة كيلو جرام والمذبوحة عند سعر 1300 ريال فيما كانت عند مستوى ألف ريال وكانت اصغر حبة تباع ب600 ريال قفزت اليوم إلى 900 ريال و1000 ريال لتجار الجملة وهي قرب أعلى سعر يسجل حاليا.
اضطرار
• يضطر المستهلكون لشراء نصف دجاجة أو أقل نظراٍ لظروف رمضان معتبرين أن وجود لحمة الدجاج في البيت مهمة لتزيين المائدة رغم ارتفاع الأسعار وظروف الناس الصعبة ويقول محمد يسلم: إنه يكافح لتوفير قيمة الدجاجة للمائدة يوميا حيث يعتبرها مهمة للطعام في رمضان ويقول: إنها اقل مايمكن أن نكافح من أجله في هذه الظروف حيث أن أسعار الدواجن اقل ب150% من أسعار اللحوم.
اختفاء
• يشير أصحاب المسالخ إلى قلة المعروض في سوق الدواجن الحية المركزي بصنعاء ويحكون أنهم يجدون صعوبة في الحصول على الدواجن الحية حيث أن المعروض منخفض جدا كما يقول عبدالحميد البيضاني وهذا يؤدي لارتفاع الأسعار ويضيف عبد الحميد: إن هناك انخفاضاٍ كبيراٍ في المعروض القادم من المزارع إلى السوق وهذا يؤدي إلى ارتفاع الأسعار كما هي اليوم مشيرا إلى أن أصحاب المزارع لم ينتجوا كميات كبيرة منذ بدأ العدوان السعودي على اليمن أواخر مارس الماضي نظراٍ لظروف البلد وتوقف الأنشطة الاقتصادية وانعدام المشتقات النفطية كما برزت مسألة ارتفاع أسعار الكتاكيت بنسبة 100% وهو ما عرقل خططهم لإنتاج كميات كبيرة للموسم .
الطلب
• لم يتأثر الطلب بعد ارتفاع الأسعار حسب ما يقول وائل هزاع أحد مالكي المسالخ بأمانة العاصمة ويشير إلى أن المستهلكين لم يجدوا أمامهم سوى الرضوخ للأمر الواقع وهذا ما عزز ارتفاع الأسعار بشدة في السوق لكن اللافت للنظر كما يقول هزاع أن الطلب تغير لدى المستهلكين فالمستهلك اصبح يشتري نصف دجاجة فقط وهكذا تحولنا نحو الوزن الأقل حتى وصلنا للربع دجاجة كما بدأت المسالخ من أول رمضان.
حكاية ربع الدجاجة بدت واضحة للعيان في الاسواق بصنعاء والسبب أن كمية كبيرة من الدواجن كبيرة الحجم ظهرت في السوق ويصل وزنها الى 1800 جرام وتباع ب2000 ريال نصفها ب1000 وربعها ب500 ريال وهكذا بدأ المستهلكون يلجأون للربع دجاجة بفضل وزنها المناسب في اشارة لوضع اقتصادي للناس متردُ دون وجه حق.
انخفاض
كنا نتوقع أن مزارعي الدواجن فرحون بارتفاع الأسعار مع استمرار الطلب على اللحوم البيضاء في هذه الأيام الرمضانية لكنهم يؤكدون أن الإنتاج لديهم انخفض بنحو 50% على الأقل وأكثر والسبب كما يشير يحيى خيران صاحب مزرعة طيبة أن ارتفاع أسعار الكتاكيت فئة يوم واحد هو السبب حيث ارتفعت من 70 ريالا أو اقل إلى 200 ريال وهذا اثر على مستوى الشراء لديهم حيث كانوا يشترون في كل موسم ما يزيد عن 3000 كتكوت بقيمة 2 مليونين و100 ألف ريال أما الآن فقد أصبح سعرها 5 ملايين و200 ألف ريال .
من جهتهم أكد مسئولون في شركات الإنتاج إن هناك مشكلة أخرى جديدة تتمثل في ارتفاع أسعار الكتاكيت عمر يوم واحد والمخصصة لإنتاج الدواجن اللاحم من 70 إلى 200 ريال على الأقل وارتفاع اعلاف الدواجن بشكل كبير جداٍ وهو ما حدا بالمزارع للتوقف عن الإنتاج الأمر الذي ضاعف تكلفة قيمة الكتاكيت من جهة والمصاريف التشغيلية للمزارع من جهة أخرى وأدى لإحجام المزارع نفسها عن شراء كميات كبيرة من الكتاكيت.
الإنتاج المحلي
• رغم الطلب المتنامي على اللحوم البيضاء المنتجة من الدواجن فإن الإنتاج المحلي لايزال غير قادر على تغطية الاحتياج المحلي وبحسب بيانات رسمية استهلك اليمنيون في 2013م 265 ألف طن من اللحوم البيضاء تمكن الإنتاج المحلي من تغطية 60% منها على الأقل فيما تم تغطية الاحتياج الآخر من الاستيراد .
ووفقا للبيانات الإحصائية الرسمية فقد أنتجت اليمن من مزارعها المنتشرة في كافة المحافظات 153 ألفا و621 طنا بقيمة 109 مليارات و148 مليون ريال.
المستورد
• بلغت كميات المستورد من لحوم الدواجن 112 الف طن بقيمة 44 مليارا و441 مليون ريال وتعد البرازيل الشريك التجاري الأول لليمن في واردات الدواجن المبردة والطازجة حيث استوردت بلادنا منها 60 ألفا و818 طنا بقيمة 25مليارا و754 مليون ريال فيما بلغت الواردات من فرنسا 33 ألفا و404 أطنان بقيمة 12 مليارا و925 مليون ريال ومن مختلفة المنشأ بقيمة 3 مليارات و23 مليون ريال كما استوردت من السعودية بـ904 ملايين ريال ثم الإمارات بـ187 مليون ريال ثم الأردن بـ140 مليون ريال ثم عمان بـ105 ملايين ريال.