مما لا شك فيه أن اليمنيين أرق قلوبا وألين أفئدة كما وصفهم الرسول المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم , ورقة القلوب ولين الأفئدة تجدها في أبناء اليمن ولو بحثت مليا في تصرفاتهم ستجد أن هذا الوصف ينطبق عليهم فلا نكاد نسمع دعوة من أي إنسان على وجه الأرض يحتاج للمساعدة إلا ويكون أبناء اليمن أول من يبادر للمساعدة وتقديم العون والشواهد التاريخية ماثلة للعيان ولا يستطيع أحد أن ينكرها .
على مر التاريخ وأبناء اليمن يشتهرون بالكرم والجود وإغاثة الملهوف والمحتاج وكل من يفد إليهم لا يعود خائبا أبدا, ولسنا هنا بصدد سرد الأمثلة التاريخية ولكن سنذكر بعض المواقف القريبة جدا والتي كان لأهل اليمن مواقف مشرفة , ففي السبعينيات من القرن الماضي حين حدثت الحرب الأمريكية على فيتنام لجأ بعض المواطنين الفيتناميين إلى اليمن وعاشوا بين اليمنيين ولم يشعروا بالغربة ومازال الكثير منهم هنا لهم أنشطتهم المختلفة دون أن يجدوا أي مضايقات تذكر, كما أن إخواننا الفلسطينيين والعراقيين والصوماليين والاثيوبيين والارتيريين والسوريين الذين جاءوا إلى اليمن وبقوا فيه كأنهم من أبنائه وهذا غيض من فيض , فاليمن من الدول القليلة التي انتهجت سياسة الباب المفتوح في استقبال اللاجئين .
ونحن الآن أمام مشكلة داخلية وهي قضية النازحين الذين نزحوا من مناطقهم ومدنهم وقراهم إلى بعض المدن والمناطق بسبب العدوان السعوي على اليمن , وبالتأكيد فإن هناك البعض الذين اندمجوا في منازل بعض المواطنين سواء كانوا أقاربهم أو غير, ذلك لكن هناك الكثير منهم تم نقلهم إلى مراكز إيواء في المدارس وغيرها وتم تجهيز هذه المراكز على عجالة وبالتالي فهي تحتاج إلى تجهيزات ومتطلبات وامكانيات لتستوعب تلك الأعداد من الأسر النازحة وبالتأكيد أن هذه الأسر بحاجة إلى مواد غذائية وإغاثية على اعتبار انها تركت كل شيء في منازلها ونزحت وتحتاج إلى تلك المواد.
خلال زيارتي لبعض المراكز للأسر النازحة في أمانة العاصمة وجدت ان هذه المراكز مكتظة بالنازحين وهناك الكثير من الاحتياجات والمتطلبات التي تساعدهم على العيش الكريم وهناك الكثير من رجال الخير والتجار والمواطنين الكرماء الذين قدموا الكثير من المساعدات والدعم لهذه المراكز, إضافة إلى ماقدمته الجهات المختصة في الحكومة لكن يبقى الاحتياج موجودا ولابد من استمرار البذل والعطاء لهؤلاء الناس الذين اضطرتهم الظروف إلى الخروج من بيوتهم ومناطقهم والنزوح إلى أماكن أخرى.
أنا على ثقة أن اليمنيين كما بذلوا للآخرين فإنهم لن يتأخروا عن تقديم كل ما لديهم لإخوانهم المحتاجين للتخفيف عنهم كواجب وطني وديني وإنساني ليشعروهم أنهم مازالوا في بيوتهم لم يخرجوا منها , ومما لاشك فيه أن البذل في هذا الشهر الكريم يكون أجره مضاعفا ويجب علينا أن نعرف أننا يمكن أن نكون مكان هذا النازح وبالتالي فلابد أن يكون الشعور بمعاناتهم أكبر ولا يمكن أن نقول سوى أن أهل اليمن لن يكونوا إلا كما وصفهم الرسول الأكرم أنهم أرق قلوبا وألين أفئدة.
Next Post