يطلعنا الدكتور/ وليد أحمد الدبعي- استشاري كيمياء التغذية (الأستاذ المساعد بكلية الطب – جامعة صنعاء)على هذا نمط من أمراض فقر الدم موضحا جملة من التدخلات- خلال شهر رمضان- شافية بإذن الله للكثير من الحالات ومؤمنة – في الوقت ذاته- وقاية مجدية لشريحة واسعة من الناس وقد مزجها بنصائح مفيدة للصائم تقصيه عن دائرة الخطر وذلك مما استعرضه بقوله:
وفي معرض تناولنا للمشكلة سنسلط الضوء فقط على فقر الدم المرتبط بسوء التغذية إذ بات- حاليا- أكثر اتساعا من ذي قبل بسبب تدهور الحالة المعيشية والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد ومن دواعيه: الجهل بأسس التغذية الصحيحة وأهمية حفظ القيمة الغذائية للأطعمة المختلفة من خلال إعدادها إعدادا سليما بما يدع الجسم عرضة لشكل أو أكثر من أشكال عوز التغذية الذي يعتبر أحد أسباب فقر الدم.
وقد أظهرت دراسة- أجرتها منظمة الصحة العالمية- أن معدل الهيموجلوبين أقل مـن معدله الطبيعي لـدى(4%) من الذكور و(8%) من الإناث في العالم ويرتفع هذا المعدل من(2- 5)أضعاف في بلدان العالم الثالث لكنه- بشكل أساسي- يرتبط بسوء التغذية وصعوبة الحصول على تغذية سليمة نتيجة الفقـر ورداءة الأحوال الاقتصادية والمعيشية للمواطنين. ولا يرتبط فقر الدم الناجم عن عوز الغذاء بجنس معين ولا يقتصر على فئة عمرية بعينها فالذكور والإناث من مختلف الأعمار يصابون به.
بيد أن إصابة الإناث في سن الإنجاب تعد ضعف نسبتها عند الذكور وهذا عائد إلى زيادة حاجة الأمهات إلى الحديد أثناء الحمل والولادة وخلال فترة الإرضاع.
إن قدرة جسم الإنسان على أداء وظائفه بشكل طبيعي واستمرارها في الظروف المختلفة تتوقف على مقدار ما يوفره الغذاء من الاحتياجات اللازمة له كما ونوعا لكن نقص هذه الاحتياجات وعدم توافر المتطلبات اللازمة في مكونات الغـذاء أو وجودهـا فيه بكميات لا تـفي بالحـاجة قــد لا يـفي بمتطلبـات عــمـلية تـكـوين الـدم.
ومن خلال الملاحظة السريرية تظهر على المريض بفقر الدم علامات: الضعف العام التوعك الصداع الدوار أو الدوخة خصوصا عند محاولة الوقوف وكذلك ضعف الذاكرة وتدني القدرة على العمـل.
بالإضافة إلى شحوب لون الجلد والأغشية المخاطية وخاصة الملتحمة(الغشاء المبطن للجفن) وهشاشة الأظافر وتقوسها وتساقط الشعر.
وبهذا نأتي إلى حيز التعافي ووسائله الكفيلة بانتشال الكثيرين من حيز المعاناة بفقر الدم (الأنيميا) الناجم عن عدم كفاية الحديد في الغذاء حيث يكون ممكنا عبر إعطاء المريض أو المريضة أقراص الحديد(حبوب الحديد).
وبالإمكان- أيضا- منع عودة المرض مجددا مع تناول الأطعمة المحتوية على كميات كافية من الحديد مثل الكبدة اللحوم الفواكه والخضراوات وبالأخص(السبانخ الكرفس والخس).
أما فقر الدم المعروف باسم (الأنيميا الخبيثة) فينتج عن نقص في( فيتامينB12) في نخاع العظام وعلاجه يتأتى من خلال حقن المريض بالفيتامين ذاته على فترات طويلة.
وعند الوقوف على خط التغذية السليمة المؤمنة احتياجات الجسم وفق معايير الكم والنوع فذلك لكونها مهمة جدا لمثل حالات فقر الدم الناجم عن عوز غذائي.
وبذلك تستثنى الحالات الشديدة من الصيام إلى جانب حالات فقر الدم في الظروف الاستثنائية كبداية الحمل خلال الثلاثة الأشهر الأولى وكذا الإرضاع مدة الستة الأشهر الأولى بعد الولادة.
أما بقية مرضى فقر الدم المرتبط بعوز الغذاء فإن بمقدورهم الصيام مع الاهتمام بتغذيتهم جيدا حيث تشكل جانبا مهما للوقاية من المرض وتبعاته ويمكن للمريض الحصول عليها من:-
– المنتجات الحيوانية:- تشمل(اللحوم الأسماك والكبد).
– البقوليات:- مثل (الفاصوليا الفول العدس والبازيليا).
– الخضراوات والفاكهة الطازجة.
– العصائر الطازجة:- كعصير(البرتقال الليمون التفاح).
أضف إلى ذلك أن التمر صنف غذاء مهم للبدء بالإفطار وللدخول- أيضا- في مرحلة الإمساك عن الطعام لما فيه من سكريات سهلة الامتصاص وفيتامينات وأملاح معدنية وأحماض أمينية ذات فائدة عالية للجسم بما يحقق نفعا وفائدة كبيرة لمرضى فقر الدم لعوز غذائي فالأحرى بهم في رمضان أن يكثروا منه.
• المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني
بوزارة الصحة العامة والسكان