التوسع الدلالي في المفردة القرآنية “الحبك”

قال عز وجل ((والسماء ذاتö الحبكö7/51إöنكم لفöي قول مختلöف)) (الذاريات :8-9) . الشرح :أي : والسماء ذات الطرائق الحسنة التي تشبه حبك الرمال ,ومياه الغدران ,حين يحركها النسيم .وفي الآية الكريمة جاء “الحبك” بمعنى استواء السماء وحسنها ,فشمل المعنى الزينة والحسن بعد أن كان لجرد الطرائق فقط.
أصل الكلمة ودلالاتها :قال أبن عباس :الحبك :هي الطرائق ,ووردت في معناها أقوال منها :قول الضحاك :الحبك : ذات الطرائق كما في الماء والرمل إذا أصابته الريح .وقال الفراء :الحبك : تكسر كل شيء كالرمل إذا مرت به الريح  ,والماء إذا مرت به الريح ,ودرع الحديد لها حبك ,والشعرة الجعدة تكسرها حبك .وعن الحسن :حبكها نجومها .والمعنى أنها تزينها كما تزين الموشى طرائق الوشى ,وقيل :حبكها صفاتها وإحكامها من قولهم : فرس محبوك ,أي :شديد الخلق .ثم تدرجت المفردة في دلالتها واتسعت ونستشف من ذلك أن معنى الحبك :ذات الخلق الحسن ,وذات الطريق التي تسير فيها الكواكب . كما توحي بجمال السماء وروعة منظرها .
المصدر: حبك الشيء يحبك حبكا: أحكمه , ويقال :حبك الثوب :أجاد نسجه ,وحبك الحبل :شد فتله .حبك الشعر: جعده , وحبك الريح الرمل والماء الساكن :جعلت فيه طرائق .الحباك : الطريقة تحدثها , والحبك :مسير النجم(جمع) :حبك.:يقال فرس محبوك : قوي شديد .
ويقال :وللريح في حبك وحبائك وحبيك :أي طرائق ,الواحدة :حبيكة وحباك .يقال :ما أحسن ما حبكتها الرياح, والمحبوك :الشديد الخلق من الفرس وغيره .
قال زهير :
 مكلل بأصول النجم تنسجه …                ريح خريق لضاحي مائه حبك
دعاء :اللهم ثبتنا بالقول الثابت وأسألك يا إلهي أن تحقق أملي وأن تصلح لي قولي وعملي ,أسألك يا الله  يا رحمن يا رحيم أن تجيب بفضلك دعائي , وأن تحقق لي رجائي.