العودة إلى كنف الطبيعة في التغذية والبعد عن الكسل والخمول وتلافي السمنة والتوتر والانفعال يضاف إليها جدية التقيد بالإرشادات الصحية والغذائية.. متطلبات ضرورية لا حياد عنها للأصحاء عموما فكيف بمرضى ارتفاع ضغط الدم الذين أغوتهم إيقاعات الحياة المتسارعة وأنماط المعيشة المعاصرة¿
يحدثنا الدكتور مروان محمد قاسم الدبعي- استشاري أمراض القلب عن هذه المشكلة وتأثيرها على مرضى ارتفاع ضغط الدم الشرياني وما يؤمنه صيامهم للشهر الكريم من مراس وتحكم للحفاظ على ضغط الدم عند المستوى الطبيعي مستهلا حديثه بتعريف المرض وإيضاح عوامله وأعراضه ومدى خطورته ومبينا دور وأهمية العلاج الوقائي في رمضان :
الإهمال واللامبالاة أبرز الأسباب المؤدية إلى تصعيد مشكلة ارتفاع ضغط الدم الشرياني.
ويقصد بارتفاع ضغط الدم: ارتفاع الضغط في الشرايين الصغيرة المنتشرة في جميع أجزاء الجسم أي الارتفاع لأي من الضغطيين الانقباضي والانبساطي أو كليهما معا فوق معدل القياس السليم للضغط ويسجل بقراءتين :
ضغط الدم الانقباضي: يكون القلب فيه في حالة انقباض وتظهر قراءته كرقم أعلى.
الضغط الانبساطي: وهو ضغط الدم أو قوة اندفاعه في الشرايين عندما يكون القلب في حالة انبساط أو استرخاء وتظهر قراءته كرقم أسفل.
وينقسم ارتفاع ضغط الدم إلى قسمين:-
– ضغط الدم الأولي (الأساسي): يصيب الفئة العمرية فوق الأربعين وأحيانا يصيب ما دونها ومع أنه الأكثر شيوعا إلا أن أسبابه غير معروفة.
ومن العوامل التي تساهم في تطوره لمن لديهم قابلية وراثية للإصابة :
– السمنة.
– التقدم في السن.
– عدم ممارسة الرياضة أو العمل العضلي.
– التدخين.
– الإدمان على المسكرات والمخدرات
– زيادة نسبة الدهون بالدم- الإفراط في تناول الملح في الأكل. كذلك تسهم فيه وفي تفاقمه بعض الأمراض مثل(داء السكر تصلب الشرايين).
– ضغط الدم الثانوي: لا تتعدى نسبة الإصابة به (10%) من مجموع مرضى ضغط الدم وأهم مسبباته أمراض الكلى واختلال الوظائف الهرمونية للغدد الصم بالجسم.
غير أن هذه الفئة إذا ما شخصت أمكن معالجتها تماما بمعالجة السبب.
وأجد أهمية في صيام مرضى ارتفاع ضغط الدم متى التزموا – فعليا- بتعاليم المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث قال: ” صوموا تصحوا” وكذلك بنصائح الأطباء المختصين.
فبقاء الصائم فترة طويلة تزيد على(14) ساعة يوميا ولمدة شهر كامل دون شربه للسوائل نهارا يساعد على تقليل كمية السوائل بالجسم ومن ثم انخفاض ضغط الدم ليوافق ما يسعى إليه الأطباء بدلا من وصفهم مدرات البول لتعمل على تخفيف كمية السوائل لدى مرضى ضغط الدم الشرياني.
كما يساعد الصيام في تخفيف وزن مرضى الضغط الشرياني وتقليل نسبة الدهون في دمهم وبخاصة (الكولسترول) الضارمما يسهم في تراجع وانخفاض ضغط الدم عند المصابين بالارتفاع..
كل هذه الفوائد يمكن أن يجنيها المريض بارتفاع ضغط الدم خلال الشهر الكريم شريطة ألا يعمد بعد الإفطار إلى شرب سوائل كثيرة في فترة قصيرة وألا يكثر من تناول الأطعمة المشبعة بالدهون فقد جرت العادة أن تزخر بها الموائد الرمضانية إنما الأفضل له تناول الغذاء الغني بالفواكه والخضراوات.
ولابد له- كذلك- من أن يخفف من الملح في الطعام لأن زيادة تناوله تؤدي إلى زيادة الطلب على السوائل من جراء العطش الذي يسببه الملح وبالتالي زيادة ارتفاع ضغط الدم.
أيضا المريض بارتفاع ضغط الدم مطالب بعدم السهر طوال الليل وبالإقلاع عن التدخين وأن يحافظ على سكينة نفسه وهدوئها بتجنب العصبية والتوتر حتى لا يضيع فوائد الصيام لتذهب هباء فيبوء بالخسران والندم.
• المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني
بوزارة الصحة العامة والسكان
Prev Post