التوسع الدلالي في المفردة القرآنية

قال عز وجل ((فذكöر إöنما أنت مذكöر)) الغاشية:21)
الشرح: يا محمد:ذكر الناس وعظهم وأنذرهم وبشرهم فإنك مبعوث لدعوة الخلق إلى الله وتذكيرهم ولم تبعث مسيطرا عليهم موكلا بأعمالهم ,بما عليك فلا عليك بعد ذلك لوم لقوله تعالى ” وما أنت عليهöم بöجبار فذكöر بöالقرآنö من يخاف وعöيدö” (ق:45) وعظهم وخوفهم  وليس عليك إلا التبليغ , أما الهداية فبيد الله عز وجل .أي ذكر عبادي حجاجي وآياتي .أما الذكر فهو القرآن ,قال تعالى “((إöنا نحن نزلنا الذöكر وإöنا له لحافöظون”))(الحجر:9).
((وإöذا رآك الذöين كفروا إöن يتخöذونك إöلا هزوا أهذا الذöي يذكر آلöهتكم وهم بöذöكرö الرحمنö هم كافöرون)) (الأنبياء:36)
الشرح : وهذا من شدة كفرهم ,فإن المشركين إذا رأوا رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم-استهزأوا به .وقالوا: (أهذا الذي يذكر آلهتكم) أي :أهذا المحتقر بزعمهم , الذي يسب آلهتكم ويذمها , أي :فلا تبالوا به ولا تحتفوا به ,فهؤلاء الكفار جمعوا على كل خلق ذميم , ومع هذا فذكرهم للرحمن الذي هو أعلى حالاتهم ,كافرون بكل شيء ,وكافرون به ,فإنهم لا يذكرونه ولا يؤمنون به إلا وهم مشركون ,فذكرهم كفر وشرك ولهذا قال : (وهم بذكر الرحمن هم كافرون ) . الذكر معناه :الحديث ,أي :يذكر آلهتكم أي بالسوء والعيب ,قال تعالى : [إöن هو إöلا ذöكر لöلعالمöين] (التكوير:27),( الذöين آمنوا وتطمئöن قلوبهم بöذöكرö اللهö ألا بöذöكرö اللهö تطمئöن القلوب)(الرعد:28)وذلك أن الذاكر حين يفتح لربه  جنانه ويلهج بذكره لسانه يهده الله بنوره فيزداد إيمانا إلى إيمانه ويقينا إلى يقينه , فيسكن قلبه للحق ويطمئن به .
المقصود من الذكر :تزكية النفس وتطهير القلوب وإيقاظ الضمائر .فوائد الذكر: يطرد الشيطان ويقمعه ويرضي الرحمن ,ويزيل الهم والغم عن القلب ,والعبد إذا تعرف إلى الله  بذكره في الرخاء عرفه في الشدة ,وهو ينجي من عذاب الله.
 والذكر في الأصل : التنبيه على الشيء واستحضاره في النفس , وذكر الله تعالى هو ملاك الأمور, ويكون بالقلب واللسان معا ,الذكر بالكسر : الحفظ للشيء ,ومن المجاز : الثناء ,والذكر :الشرف((لقد أنزلنا إöليكم كöتابا فöيهö ذöكركم أفلا تعقöلون))(الأنبياء:10).
المصدر ذكر الشيء :استحضره , يذكر ذكرا, وذكرا زوذكرى ,وتذكارا ,والذاكرة :القدرة على الحفظ.

قد يعجبك ايضا