تقترب المحادثات بين إيران والقوى العالمية بشأن برنامجها النووي والمستمرة منذ عام ونصف العام من خط النهاية حيث يبذل المفاوضون كل ما في وسعهم لحسم نقاط الخلاف بما في ذلك أسئلة عالقة عن أبحاث نووية أجرتها طهران في فترة سابقة.
وتجري إيران محادثات مع الولايات المتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا بشأن اتفاق للحد من أنشطة برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
وقال دبلوماسي غربي كبير: “نقترب من النهاية” مضيفا أنه لا توجد خطط لاستمرار المفاوضات لفترة طويلة بعد الثلاثاء القادم.
وقال: “إما أن نحصل على اتفاق أو لا” مشيرا إلى أن العملية “لاتزال صعبة جدا”.
وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف للتلفزيون الإيراني الرسمي “تم إحراز تقدم كبير لكن تظل هناك مسائل فنية متنوعة بحاجة إلى الإرادة السياسية للطرف الآخر”.
لكن جميع الأطراف تقول إن الاتفاق في المتناول. وقال مسوؤل أمريكي كبير :إن مسؤولين أمريكيين وأوروبيين وإيرانيين بينهم وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية ويندي شيرمان ونائبا وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ومجيد تخت روانجي عقدوا جلسة مفاوضات استمرت ست ساعات وانتهت أمس الجمعة.
وقال رئيس وفد التفاوض الروسي سيرجي ريابكوف :إن أكثر من 90 % من نص الاتفاق اكتمل. وعبر وزير الخارجية الصيني وانغ يي عن ثقته في أن جميع الأطراف ستتوصل إلى اتفاق مقبول.
وفشل المفاوضون في إبرام اتفاق نهائي قبل حلول مهلة 30 يونيو التي حددتها الأطراف لنفسها لكنها مدتها حتى السابع من يوليو ومن المقرر أن يعود وزراء الخارجية إلى فيينا غدا الأحد لإعطاء دفعة أخيرة للمحادثات.
وإذا تم عقد اتفاق فإنه سيتطلب من إيران تقليص أنشطتها لتخصيب اليورانيوم بشدة لأكثر من عشر سنوات لضمان أن تحتاج الى مدة عام على الأقل حتى تتمكن من إنتاج يورانيوم مخصب لدرجة عالية تكفي لإنتاج سلاح واحد مقارنة بالتقديرات الحالية لهذه المدة التي تتراوح بين شهرين وثلاثة أشهر.
إلى ذلك قال مسؤولون غربيون وإيرانيون إن هناك بوادر على التوصل الى تسوية بخصوص واحدة من نقاط الخلاف الرئيسية وهي زيارة المواقع الإيرانية لمراقبة الالتزام بأي اتفاق مستقبلي.
وقال مسؤول إيراني كبير في فيينا أمس الأول: إن إيران ستنضم إلى نظام للتفتيش تابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية يطلق عليه البروتوكول الإضافي وسيطبق مؤقتا في بداية تنفيذ الاتفاق ثم يصدق عليه البرلمان الإيراني في وقت لاحق.
ويتيح البروتوكول للمفتشين زيارات أوسع للمواقع المشتبه في أنها تشهد أنشطة نووية لكن مسؤولين أمريكيين يقولون إنه لا يكفي لأن إيران ماطلت فيما سبق من خلال إطالة أمد المفاوضات بشأن طلبات زيارة المواقع النووية.
وقال المسؤول الإيراني :إن من الممكن أن توافق إيران أيضا على نظام “للدخول بضوابط” ويقتصر على حماية الأسرار العسكرية والصناعية المشروعة في المواقع العسكرية ذات الصلة.
أما قضية الأبحاث النووية الإيرانية السابقة فهي أكثر صعوبة.
واجتمع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو أمس الأول: مع الرئيس الإيراني حسن روحاني ومسؤولين آخرين في طهران لبحث القضايا التي لم تحل المرتبطة بالوكالة الدولية للطاقة الذرية.
لكنه قال في بيان أمس إنه لم تتحقق انفراجة وإن “هناك حاجة للمزيد من العمل”.
وقال دبلوماسيون غربيون إنهم لا يطلبون اعترافا علنيا بأن ايران أجرت أبحاثا لصنع رأس نووي حربي لكن ينبغي أن تصل الوكالة الدولية الى درجة من الرضا من خلال الاطلاع على النطاق الكامل للأنشطة النووية الإيرانية السابقة من أجل وضع أساس له مصداقية لعمليات المراقبة في المستقبل.
ويقول مسؤولون قريبون من محادثات فيينا إن تعليق بعض العقوبات سيرتبط بحل هذه المسألة وقال الدبلوماسي الغربي الكبير “حان الوقت لطي هذه الصفحة”.
ومن بين نقاط الخلاف الأخرى توقيت تعليق العقوبات وقبول إيران بخطة لإعادة عقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة إذا لم تلتزم طهران ببنود الاتفاق.
ومن بين العقبات الأخرى إصرار إيران على الاحتفاظ بالقدرة على مواصلة أنشطة الأبحاث والتطوير المتصلة بأجهزة الطرد المركزي التي تدور بسرعة فائقة لتنقية اليورانيوم لاستخدامه في محطات الطاقة أو الأسلحة.
ويقول محللون ودبلوماسيون إنه إذا قامت ايران بتشغيل عدد كبير من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة فإن هذا يمكن أن يختصر الفترة اللازمة حتى تتمكن من إنتاج يورانيوم مخصب لدرجة عالية تكفي لإنتاج سلاح واحد لتصبح أقل من عام مرة أخرى.
قد يعجبك ايضا