الإعلام والأخلاق الغائبة

رغم الكم الهائل من القنوات الفضائية والوسائل الإعلامية القديمة والحديثة التي يمتلكها العدوان السعودي إلا أنه ضاق من 4 قنوات فضائية وبعض وسائل الإعلام اليمنية وعمل على إيقافها سواء بقصف مقراتها وقتل منتسبيها كما عمل مع قناة اليمن اليوم وقناة المسيرة أو الضغط على مسئولي الأقمار الصناعية بإيقاف كل القنوات اليمنية عن البث بل إنه عمل على استنساخ قنوات بديلة هزيلة تسانده في إجرامه وعدوانه وهذا يدل بشكل قاطع على فشل هذا العدوان وضعفه في المواجهة العسكرية والإعلامية وكل ميادينها.
أعتقد أن مصداقية هذه القنوات ونقلها للحقائق من الميدان جعله يخاف منها لأنها تنقل واقع وحقيقة الجرائم التي يرتكبها ومواقف صمود الشعب اليمني والجيش البطل واللجان الشعبية في مواجهة العدوان السعودي الغاشم الذي لم يتورع عن ارتكاب أبشع الجرائم واستخدام الأسلحة المحرمة دوليا في قتل الشعب اليمني وتدمير مكتسباته وهذا الخوف يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن هذا العدو جبان وسيهزم بل انه هزم فعلا لأنه لم يحقق أي نجاح حتى الآن رغم كل الآلة العسكرية التي يمتلكها والتي كان من المفترض أن تتوجه نحو إسرائيل عدو العرب والمسلمين الأول.
وكما قلت رغم ما يمتلكه هذا العدوان من قنوات ووسائل إعلام متنوعة ومختلفة إلا أنها فشلت في عملها لأنها أولا اعتمدت الكذب والتضليل في أدائها وثانيا لأنها تريد ان تبرر لعدوان غاشم على شعب مظلوم وصابر وثالثا لأنها تعتمد على مجموعة من الخونة والعملاء الذين يظهرون على شاشاتها أو يكتبون في صحفها بصورة هزيلة ومنطق ضعيف لا يقبله أي إنسان عاقل على اعتبار أنهم يبررون قتل الأبرياء وتدمير مقدرات بلد عربي مسلم وحصاره ومنعه من أبسط مقومات الحياة وأخيرا لأن هذا الإعلام الكاذب المضلل لم يلتزم بالمهنية والمصداقية التي من المفترض أن تكون لدى وسائل الإعلام.
بالطبع هناك أيضا لوم يتم توجيهه لمسئولي قمر النايلسات الذين ضربوا بكل المعايير المهنية والأخلاقية عرض الحائط من أجل حفنة من الدولارات التي تم ضخها لهم من قبل دولة العدوان من خلال قيامهم بحجب هذه القنوات رغم العقود الموقعة معهم والتي تلزمهم أدبيا وأخلاقيا بإبقاء هذه القنوات على هذا القمر لكنه المال المدنس الذي جعلهم يتخلون عن كل القيم والمبادئ والأخلاق ويقطعون بث هذه القنوات التي ليس لها ذنب سوى أنها صادقة في زمن الكذب ومهنية في غياب المهنية وملتزمة بالأخلاق في زمن الفساد والفجور والدجل والتضليل.
كم أتمنى كمشاهد عربي ومسلم أن يقوم مسئولو قمر النايلسات بوقف قنوات المجون والخلاعة التي تبث أمورا خارجة عن الأخلاق والدين وإزالتها من على هذا القمر الذي يفترض أنه يتبع دولة عربية إسلامية وكما كنت أتمنى أن تقوم دولة العدوان بالضغط على نايلسات بوقف هذه القنوات بدلا عن وقف قنوات الشعب اليمني التي تنقل حقيقة ما يتعرض له الشعب اليمني من عدوان وآثاره المدمرة رغم أننا نعرف جميعا أن قنوات الخلاعة والمجون تتبع شخصيات في النظام السعودي الذي يدعي أنه حامي حمى الإسلام وكم كنت أتمنى أن يكون إعلام هذه الدولة بطلا في مواجهة أعداء الأمة العربية والإسلامية وفضح مؤامراتها علينا وليس في تبرير المجازر والجرائم في حق الشعب اليمني والشعب السوري واللبناني والعراقي والليبي وغيرهم بدلا من التحريض على قتل هذه الشعوب ورمضان كريم.