لم أقتنع في يوم من الأيام بأن السعودية وحلفاءها من دول الخليج تدعم وتتبنى مناخ الحرية الفكرية والسياسية وإتاحة الفرصة لمواطنيها كي يعبروا عن آراهم .. لأنها ببساطة دول ديكتاتورية وعائلية وقائمة على الظْلم والقهر وخنق الأصوات المعارضة .. وتقوم سياستها على شراء الأصوات القوية وإسكاتها بالمال الوفير.. أما الأصوات الضعيفة فتقوم بمسحها من على وجه الأرض .. وما حصل من قتل لثورات الشباب الربيعية إلا أكبر دليل على اللعبة القذرة التي قامت بها دول الخليج فكان بعضها ( قطر والسعودية مثلاٍ ) تتظاهر بدعم ثورة الشباب ولكن عملياٍ والمحصلة النهاية هو قتلها تماما وإحلال الفوضى والسماح للجماعات المتطرفة بالتوسع والنمو.. وأحدث دليل ما يحصل حالياٍ في الرمادي بالعراق ومدينة تدمر بسوريا .. كما أن اعترافات نائب مدير الاستخبارات الأمريكية مايكل موريل يؤكد ذلك تماماٍ ( تفاصيل داخل الرسالة ) :
اعتراف : ” الربيع العربي كان بالفعل ربيعاٍ لتنظيم القاعدة “
لفت نظري الحديث الصريح والمهم لنائب مدير الاستخبارات المركزية الأمريكية السابق مايكل موريل الذي قال في مقابلة نشرتها شبكة ال سي إن إن بالعربي ( الخميس 14 مايو):
” حذرنا لسنوات بأن الضغط يتزايد في منطقة الشرق الأوسط.. ومنها الضغوط الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وما لم نتمكن من القيام به هو أن نقول للرئيس (الأمريكي ) بأن هذه الضغوط وصلت لدرجة الإنفجار .. ولم نتمكن أيضا من تحديد نقطة الذروة واعتقد أنه كان ينبغي علينا ذلك .”وأضاف :
إن الربيع العربي كان بالفعل ربيعاٍ لتنظيم القاعدة .. لأنه أدى لتدمير مؤسسات كانت قادرة على الوقوف بوجهه.. وأفضل مثال هو ليبيا حيث وبعد سقوط الأنظمة الأمنية والاستخباراتية فيها استطاعت الميليشيات التحرك بحرية. ”
والمثال الثاني – حسب كلام موريل- ما جرى في مصر في عهد الرئيس ( الإخواني ) محمد مرسي.. حيث أن قدرات النظام كانت موجودة للتصدي للمتشددين.. ولكن الضباط الذين كنت أتعامل معهم هناك بشكل يومي لم يعد لديهم الشعور بأن هناك نظاماٍ سياسياٍ يحميهم وعندها بدأوا بالتساهل.. لقد رأينا عودة تنظيم القاعدة للبلاد بعد 25 عاما.
وقبل هذا قال مايكل موريل : ” التقييم الآخر الذي قمنا به هو أنه وفي بدايات الربيع العربي قلنا بأن ذلك سيقطع الطريق على تنظيم القاعدة وتوجههم بأن العنف هو ما يأتي بالتغيير السياسي وتبين فيما بعد أن هذا الأمر كان خاطئا .”
ويْعرف عن موريل أنه ألف كتاباٍ استخباراتياٍ مهماٍ تحت عنوان ” الحرب العظيمة في عصرنا الراهن ” :
The Great War of Our Time: An Insider’s Account of the CIA’s Fight Against Al Qa’ida
استطلاع : خيبة أمل الشباب العربي في استنشاق الحرية
” تراجع إيمان الشباب العربي بالديموقراطية بنحو 77 % عما كانت عليه في العام 2011م فالحروب الأهلية والاقتتال الطائفي الذي انتشر في المنطقة العربية منذ ذلك بدأ ما عْرف في حينه ” بالربيع العربي” تسبب- حسب كثيرين- في انتكاسة حقيقية لإيمان الشباب العربي بما يمكن أن يتحقق من وراء الديمقراطية.”
هذا ما ذكره التقرير التلفزيوني عن الديمقراطية في الوطن العربي” عين على الديمقراطية ” والذي أعدته قناة ” الحرة ” وهي قناة أمريكية موجهة لخارج امريكا وبالذات الدول العربية.. وقد أجرى البرنامج لقاءات مع الشباب العربي الذي قال معظمهم إنهم يحلمون بالديمقراطية الحقيقية بعيداٍ عن الفوضى والظلم والديكتاتورية ..وقالوا إن الديمقراطية شبه منعدمة في الوطن العربي وبعيدة المنال حالياٍ .
وقد استعان التقرير الصحافي الذي نْشر في موقع القناه (25 أبريل الماضي )بالاستطلاع الذي قامت به مؤسسة ” اصداء بورصون مارستيلر ” ومقرها الرئيس بدبي .
وأهم ما ذكره التقرير هو أن بعض الشباب عبر ” عن خيبات الأمل التي خلفتها الصراعات العربية والاقتتال الطائفي مما تسبب في نفور الشعوب من هذا المصطلح(الديمقراطية ).. ناهيك عن سيطرة الهاجس الأمني على من هْم في السلطة في الوطن العربي على حساب التنمية في مجتمعاتهم.”
القبض على خبير نووي خطط لتدمير مساجد ومدارس إسلامية وقتل المسلمين
يتم حالياٍ محاكمة المتطرف اليميني روبرت داقرت ( 63 سنة ) بعد أن تم اعتقاله يوم 10 إبريل الماضي بتهمة التحريض وانتهاك الحقوق المدنية.. وإطلاق التهديدات ..ومحاولات تخريب الممتلكات الدينية لأسباب دينية.. وذلك على إثر ضبطه في تسجيل صوتي لمكالمة تلفونية بأنه كان يخطط مع مجموعه متطرفة من مليشيات الجناح اليميني حرق المساجد والمدارس الإسلامية في ولاية نيويورك وقتل كل من سيقف أمامه.
وذكر التقرير الصحافي الذي نشرته صحيفة ” أرزونا ريبابلك ” اليومية ( 16 مايو) ان المتطرف داقرت كان قد رشح نفسه للكونجرس بولاية تينسي (عام 2014م ) وفشل فشلاٍ ذريعاٍ .
وبعد محاكمته أقر بأنه مذنب في ما يخص تهدياته عبر وسائل التواصل الاجتماعي.. وتم إطلاق سراحه مؤخراٍ بضمانة مالية (30 ألف دولار ) بحيث يبقي محل الإقامة الجبرية وتحت المراقبة الإلكترونية حتى يتم النطق بالحْكم ..ويواجه خمس سنوات سجن .
ويذكر هنا أن المتطرف روبرت داقرت عمل في المجال النووي والحفريات والهندسة الكهرومائية على مدى 40 سنة الماضية .