ســـقوط “الأقنعة”

طائفة “البهرة”
مجموعة لا يستهان بها من إخوتنا الأعزاء “طائفة البهرة” أوجبت على نفسها في صنعاء القيام بحملة نظافة شملت أرجاء واسعة من أحياء وشوارع متفرقة في أمانة العاصمة في مشاهد وصور وطنية تثلج الصدر وتمتاز بالروعة والأناقة والحضارة والأخلاق وتضع أمامنا أكثر من علامات الرضا والطمأنينة والسكينة هذه العلامات تبشرنا بأن الدنيا هي نفسها لم تتغير لكن الناس هم من يتبدلون والدليل على ذلك أن الطائفة البهرية قد أعادت الحياة إلى قلوبنا بعد أن شابها التعب والحزن والتواكل على غير أنفسنا ففي أيام متوالية من الأسبوع الماضي وأينما سرت شاهدت هؤلاء الناس وقد نزلوا إلى الشوارع والحارات ودخلوا الأزقة وحملوا في أيديهم المشمعات والمكانس والجرافات والشوالات وهم بألبستهم النظيفة وعلى وجوههم الكمامات بدأوا في كنس وتنظيف الشوارع وتحميل المخلفات الصلبة وجهزوا مئات الأطنان من القمامات وحملوها إلى القلابات والسيارات المخصصة لكنني مع كل ذلك ما زلت “غاثي وزعلان” لأن الناس لم يتعاونوا مع إخوتنا بالشكل المطلوب وكانت احتياجاتهم المطلوبة ليست أكثر من تعاون الأهالي بإخراج القمامات من منازلهم وإعارتهم لوقت مؤقت العربات لاستخدامها في نقل الأكياس المحشوة بالقمامة وحملها على السيارات لا أقل ولا أكثر فقد حاول الأعزاء البهريون تسلفها وكانوا في أمس الحاجة لها واعتقد لو تم اشعار عقال الحارات بمثل هذا المشروع التطوعي الجميل وبتواجدهم لهبوا في نجدتهم باستدعاء الأهالي في المشاركة ورغم هذا الجهد الطيب الذي لن ننساه لإخوتنا أصحاب البهرة نسأل أنفسنا لماذا لم يعلم العقال بهذه الحملة فذلك إهمال شديد الخطورة وفيه من الأنانية ما يقتل القلوب والعقول أما إذا علموا بالحملة ولم يقوموا بالواجب فطامة كبيرة لها ما لها وعليها ما عليها.
معك “صاحبه”
لصاحب ترك صاحبه سال الدمع من كل عين من السلوكيات التي نجهلها في المعاملات الأخلاقية والسلوكيات التي تربينا عليها أن يجيبك صاحب الشأن على الهاتف ويقول لك أنا لست فلانٍا انا (صاحب فلان فقط) إذا اردت التحدث معه فضع له رسالة قلت له الأمر يتعلق بتصرفات يشوبها التقصير والإخلال بالواجب على اللجنة الثورية الفلانية فكيف اكتب لك رسالة والحالة تستدعي شرحٍا لأمر هام ومستعجل فيجيبك هذا “الفلان” صدقٍا أو تمثيلٍا لأنه قد يكون “هو” لكنه ربما يريد التخلص من تبعات المسألة نفسها هذا الذي اتصلت به ليس إنسانا فضائيٍا أو شخصية يصعب بلوغه أو التحاور معه أو فلتة من فلتات الزمان وهيهات التعامل معها لأنها وضعت الكون في كف وحاجات الناس في الكفة الأخرى ليس الأمر كذلك هو نفسه يعتقد هذا الاعتقاد ربما لكنني أظنه يختال كالديك في مشيته وفي شعوره بالزهو والخيلاء مع أصحابه الكثر الذين سماهم هوº فهذا الشخص اعتقد أنه قد أساء جدٍا إلى نفسه ومعيب أيضا السكوت عليه وعلى تصرفاته لهذا أطالب باسمي وباسم الآلاف من المواطنين بمحاسبة كل مخل بواجبه أو مناظرتي في قضية “معك صاحبه” وأظن أن هذا عنوان قد يرسي عليه ذوقي لمجموعة قصصية استوحيتها من دعاة هذا الاختراع الثوري لا يقل في قوته ونظارته من اختراعات “الزنداني” والابتكار العجيب في زمن عجيب هم أبرز شخصياته وممثليه.
خاطرة مجهولة
معك “صاحبه” اختراع البعض من ذوي اللجان الثورية وسبقه اختراع للزنداني في ساحة التغيير وما أشبه الليلة بالبارحة هنا سأتوقف لكي أجيب على سؤال من هو هذا الصاحب الذي ترك صاحبه أقول لكم إنه الصديق (خ. م) الذي سكت دهرٍا ونطق كفرٍا لا أدري ما وظيفته لكن لتكن ما تكونº فهو في نظري قد تجاذبته النشوة من كل جانب وهو يعرف تمامٍا أن العلوم الحديثة لم تقرها ولا الشرائع ولا الأعراف القبلية ولا حتى قوانين حمورابي ناهيك عن أخلاق الإنسان المسلم الذي ينبغي أن يجيب عليك ولو بشق تمرة بطبيعة الحال هذه الخاطرة التي احدثكم اليوم بها لن تكون الأولى والأخيرة لكنني سأعقبها بتفاصيل أكثر وضوحٍا حتى نكون سويٍا على بينة من الأمر لاعتقادي أن “معك صاحبه” من تفاهات أصحاب الحل والعقد وأنها مجهولة النسب والأصل والفصل ولا يعنينا صاحبها لكننا أمام هكذا “اختراع” يجب أن نمحص هذا القول التافه ونقول له من أين أتيت بهذا وأين أنت من اخلاق أصحاب الثقافة القرآنية وأين أنت من أخلاق أئمة آل البيت إن قرأت كتاب سيرة الأئمة الهداة في “التحف شرح الزلف” لأولئك الذين شقوا الصخور ولم يناموا إلا قليلا من الليل حتى يستريح السائل والمجيب.
الطفولة والمدينة
لو تجولت في أزقة المدينة العتيقة صنعاء التاريخ لوجدت كيف أن الناس قد ألفوا القصف والشهادة والموت في سبيل الوطن والصبر على المكاره والوثوق بالله تعالى وأن النصر كما تيقنوه من ثقافتهم القرآنية هو قادم وآت لا محالة ولو تأملت في وجوه الصبية وهم يلعبون بأسلحتهم الخاصة التي تشبه الأسلحة النارية وقد صنعوها بأيديهم ومن بقايا علب العصائر المعدنية وقد لفوها باللواصق وحملوها في أيديهم وظهورهم يتجولون بها في مواضع الدكة الصنعانية وكيف استطاعوا أن يجعلوا منها رشاشات وآليات وقاذفات وهمية يحمل كل واحد منهم سلاحه المصنوع بيده يقول الطفل ذو الثمان سنوات “نفسي أسير اقاتل من يعتدي على وطني ويقصفنا بالطائرات لا أظن هؤلاء إلا يهودٍا”º وهذا هو منطق الطفولة البريئةº فالمسلم لا يقتل أخيه بالصواريخ والقذائف يطلقها من السفن والبارجات الحربية وواجبي أن أدافع عن بلدي ضد أي معتدُ نحن يا صغيري لم نعتد على أحد ولم نباشر بقتل أحد ولم نفكر يومٍا من الأيام أن نقتل شعبٍا بريئٍا أو نقصف حيٍا أو قرية أو مدينة أو نفعل مثل هذه الأفعال العدوانية التي تشبه أفعال اليهود وماهي عنها ببعيد هؤلاء الصغار الذين لم يبلغوا الحلم قد ساروا في الشوارع بحثا عن العدو الذي يباغتهم بضربات في الصحو والنوم وفي يوم الجمعة من كل أسبوع.
المقاطعة التجارية
تعتبر المقاطعة التجارية للمنتجات السعودية جزءٍا من المساعدة على دعم المجهود الحربي ضد العدوان السعودي الأمريكيº لذا حري بنا أن نقاطع كل المنتجات التي تصلنا من بلد العدوان تمامٍا مثلما نقاطع منتجات الدول المشاركة في العدوان على اليمن وهذا هو أضعف الإيمان ونحن لن نخسر شيئٍا إذا قمنا بمثل هذا العمل الوطنيº فالمقاطعة والامتناع عن شراء السلعة السعودية هو جزء من الواجب الذي ينبغي أن تؤديه وأنك لا تشارك القاتل والمعتدي والعدو في تثمير تجاراته وتصدير منتجاته التي يقبض ثمنها من أموالك ثم يشتري بها السلاح الذي يعتدي به عليك ويقتلك به ويستأجر الجيوش الأجنبية لتقاتلك في أرضك وحرام ثم حرام أن تكون عزيزي المستهلك الكريم مشاركٍا في الإثم والعدوان على نفسك وفي قتل أخيك اليمنيº لهذا فأبسط شيء يمكنك أن تقوم به هو أن تعدل إلى منتجات غذائية بلدية أخرى محلية وكذلك منتجات دول أخرى عربية ليست ضالعة في العدوان علينا وبهذا نكون قد جنبنا أنفسنا الوقوع في الحسابات الخاطئة وتوقينا تأنيب النفس وأسدينا لأنفسنا معروفٍا بتجنب الوقوع في الجريمة وفعلنا كما في الحديث النبوي الشريف انصر أخاك ظالمٍا أو مظلومٍا ونصرتنا للظالم هو أن نقول له أنت سفاح انت قتلت النفس أنت أحرقت الأطفال والنساء وارتكبت المحرمات باستخدامك أطنانٍا من القنابل والصواريخ والسلاح الممنوع والمحرم دوليٍا انت “خادم الحرمين” مجرم حرب أنت “سلولي” العقيدة ولست ببعيد أن تكون “يهوديٍا” إن لم يكن بالدم والجنس والنوع فأنت “صهيوني” بالسلوك والممارسة.
المستهلك والضمير
أكمل: كيف تحرك ضميرك أو بالأصح كيف تجعله ينهض من بدري قد يقول قائل إذا لم نشتر منتج “آل سعود” فلن نجد أغذية موازية لها في الجودة أقول: منتجات “العدو” التي أنت بشرائك لها سوف ترتد إلى صدركº فلو استطعت وانت مستطيع أن تمتنع عن شرائها ومقاطعتها واعتبارها “مؤقتٍا” خطرٍا على “ضميرك” الإنساني فافعلº لتكون أنت القوي في نفسك وفي داخلك وفي قراركº فاذا تعودت أن تكرر التجربة بمقاطعتك للعدو الجديد “آل سعود”º فأنت محق في أن تكون إنسانٍا يمتلك في صدره مشاعر نبيلة هي أقوى من القنابل الذكية وصواريخ وطائرات العدو التي يضرب بها مزرعتك وطريقك وبيتك ومصنعك وحانوتك ويقتل بها اهلك وولدك ألا ترى معي عزيزي المستهلك أن عقيدة وفكر المشبهة والمجسمة “الوهابية – السلفية” الذين أتوا من رحم فكر محمد عبد الوهاب يفتون بجواز قتلك وحرمانك من الحياة هم يقولون بقتلك لأنك في عقيدتهم “كافر” ولو كان طفلٍاٍ في حضن أمهº فمن أين جاءت العقيدة الوهابية لـ”آل الشيخ” التي تقوم على التشبيه والتجسيم أقول لك باختصار لن تجهد نفسك في البحث كثيرٍا عن المصادر وهي بالآلاف فتلك العقيدة تجدها بشحمها ولحمها في كتب “اليهود” في التشبيه والتجسيم حين قالوا إن يد الله مغلولة وما أشبه هذا بذاك.
الحصار والصناعة
كلنا نعرف أن العائلة الحاكمة (آل سعود) هي العدو الأول ليس لليمن ولليمنيين وحسب ولكن للعالم كما هم اليهود خطر على العالمº لذا فأنت أيها اليمني مقاطعٍا لمنتجات (آل سعود) من اللحظة ولن تعود إلى هذا المنتج أبدٍا تذكر ذلك قلت في تعليق لي كتبته على صفحة الفسبوك ردٍا على منشور حول دعوة إلى المقاطعة التجارية لمنتجات (السعودية) الذي نشرته الكاتبة Ombatool Ismaeal: “أهي فرصة نستقل صناعيٍا هل نحن ناقصين منتجات (آل سعود) يكفينا المنتج المحلي وما بقي نشتريه من دول غير معتدية علينا ثم بعد ذلك لو تأملنا إيران أنا أظن لو حوصرنا لاستفدنا وبدأنا نشغل عقولنا شوية على الأقل يكون عندنا استقلالية ولو في صناعة الشيبس مصيرنا نصل إلى ما وصلت إليه إيران بعد 33 سنة من الحصار فالجمهورية الإسلامية الإيرانية أصبحت راس براس مع الولايات المتحدة الأمريكية”º بعد ذلك ردت الكاتبة Ombatool Ismaeal بتساؤلات قائلة: “وما يؤلم في الموضوع أستاذ عبد الرحمن أن أكثر المنتجات في السوق هي منتجات سعودية طيب احنا ايش بنصنع طوال هذه السنين أين منتجاتنا¿ ليش ما يكون عندنا اكتفاء واقتناع بمنتجنا المحلي كيف ما كان يكون¿لماذا لا نشجع الصناعات الوطنية ويتم الترويج لها¿ ليش المواطن اليمني ما يشتريش منتج بلاده ولا يقتنع به ويبحث عن المستورد ولو كان رديء” هذه الأسئلة وغيرها ستبقى في انتظار الإجابة من الثورة الجديدة نوجهها إلى المختصين إذا كان هناك مختصين ومعنيين.
“هامان” والتجربة
يبدو أن مرض الزهايمر قد تسرب إلى القادة العسكريين في مؤسسة (آل سعود) ومن معهم من الداعمين الخونة وعلى ما يظهر أيضٍا أن الملك عبد الله لم يوص الملك سلمان بأن له تجربة مرهقة في الحروب العدوانية الست ضد صعدة والدليل على ذلك أنهم الآن يشنون حربٍا عدوانية على اليمن بأكمله وليس صعدة فقط وعلى الرغم من فشلهم الذريع في حروبهم ضد صعدة فما بالهم باليمن بأكمله على كل حال مرض الغباء والحماقة قد لا يسعف أحدٍا من الوقوع في الخطأ لكن التجربة خير برهان اليوم يضربون جوٍا وبحرٍا على نقاط مدنية ويستهدفون بالضرب الصاروخي البنية التحتية كالمطارات والطرقات والمؤسسات الإدارية والصحية والإغاثية واضعين في نصب أعينهم زرع الرعب وترك آثار مدمرة نفسية بقصد تركيع وإذلال الشعب اليمني الذي لم يحرك ساكنا باستثناء إعمال المضادات الجوية التي لا تصل إلى طائراتهم الحديثة والمستعارة وهم بهذا التصرف وهذه التفاهات (بعيدة المدى) كطائراتهم التي لا دواء لها إلا الكي يظنون انهم قد حققوا أحلامهم على الرغم من أن الجيش اليمني لم يرد ولم يكن يومٍا في وادي الرد على منهج آل سعود في عدوانه على الأقل في الوقت الراهن والسبب انشغاله الكبير بملاحقة ومطاردة ومحاربة القاعدة وهي الشوكة الخبيثة التي زرعها آل سعود بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية واللوبي الصهيوني في المنطقةº بينما من يقود العمليات العسكرية الجوية ضد الحكمة اليمانية هو شخص يدعى محمد بن سلمان ومستشاروه من العملاء اليمنيين هذا الرجل هو “هامان” هذا العصر والمعتوه الأحمق الأهبل لن تتم حياته على خير.
السعار الملكي
أكمل: الذي تقوله القراءة الأولية لتقرير علمي نفسي صدر قبل أيام عن مركز للعلاج النفسي وسط بوسطن الأمريكية تروج له دوائر استخباراتية بأن محمد بن سلمان يتمتع بقدر عال من الطموح الملكي الأحمق (جنون العظمة) ومن سعار(التطرف الديني) بمعناه الوهابي فيما تتناقص لديه منظومة القيم الخاصة بالفهم والصبر والحلم والتحمل إلى درجة الذوبان في شهوة القتل لتتزايد النسبة في خاصية جانبية من المخ كلما توغل في إزهاق الدم البريء المسكوب في الطرقات وأجدر المساكن والبيوت والمدن المأهولة بالسكان وحسب تقارير مركز الأبحاث النفسية والثقافة والشخصية في بوسطنº فإن محمد بن سلمان يعاني من التخبط في شخصيته منذ طفولته وبشكل تدرجي هرمي مقلوب وإلى هذا الوقت المبكر إن لم تكن بوادر ظهور المرض قد أصبحت متدافعة منذ عام تقريبٍا وحلول الزهايمر في أقصر مدة علاوة على تعرضه لأمراض نفسية هي نفسها التي أصيب بها قادة عسكريون ومن شاركوا من الجيش الإسرائيلي عندما ضربوا جنوب لبنان المقاوم وضربوا بذات القوة مدينة غزة الفلسطينية بأسلحة الدمار الشامل ومثلما أصاب المرض “شامير” رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بعد مجزرة صبرا وشاتيلا ومكث لأكثر من ثمان سنوات في حالة موت سريري سيلاحق ذات المرض “الذرية الملكية” وسيكون المرض مدمرٍا للعائلة السعودية وإيذانٍا بسقوط أخلاقي وسياسي ونفسي وتشظُ قيمي يعقبه انهيار للمنظومة السياسية التي بغت في الأرض وسقطت امبراطوريات وأقوام من قبل.
سقوط الأقنعة
يعتبر بيان اللجنة العليا لحزب الإصلاح اليمني المقيم في “الرياض” والذي يدين فيه نفوق “كلب عقور” وحرق”عشة كبسة” في صحراء الربع الخالي بأن ذلك من الجرائم الإنسانية التي لا ينبغي السكوت عليها ولا أن تذهب بدون عقاب وأن على المنظمات والهيئات الدولية والعالم العلوي والعالم السفلي أن يدين هذا العمل الإجرامي الوحشي البربري الذي قامت به “قبائل همدان” لأنه مخالف للأعراف وللقوانين الدولية المنظمة لحقوق الإنسان واستطرد البيان “الدلوع” الذي صاغته أنامل ساقطة وأقنعة معتلة من عتاولة قيادة الإصلاح ما هو إلا واحد من مئات الأدلة على عمالة هؤلاء لآل سعود وواحد من الملفات التي تكشف ارتباط مشاريع قادة الإصلاح في اليمن بسيدهم وواحد من عشرات الاغتيالات التي كان الإصلاح واتباعه المتشددون وراءها بل كان الوسيط المؤتمن الذي لم يخن العيش والملح وظل وفيٍا وصامدٍا في “خيانته” ولم يتغير في “عمالته” ولم يتزحزح في “سقوطه” المدوي ولم يبال بوعيد الله “للمنافقين” وهكذا تكون “الصحبة ولا بلاش”º فبيان قادة حزب الإصلاح في الرياض الذي صدر قبل عشرة أيام يدين وبشدة إطلاق قذيفة “عابرة للقارات” ضربت “خيمة وديمة وغرفة مليئة بالإسفنج”º فاشتعل الرأس شيبٍا وتسربت من نافذة تلك الخيمة الأدخنة وطبعت على جدرانها السواد وقامت القيامة ولم تقعد وتحركت “مشاعر” الإصلاح الرقيقة ولم تنمº فيا لهذا الهول الذي قامت به همدان عندها “غيرة” و”نخوة” يمنية إسلامية ثأرٍا لدماء الأطفال والنساء الذين يموتون في بيوتهم بالطائرات السعودية والأمريكية ناهيك عن الدماء التي سفكت فامتلأت وديان اليمن من جريانها في أصقاع اليمن ولم ترد على المعتدي بمثل ما اعتدي عليها رغم أن الحق تبارك وتعالى قال واعتدوا عليهم “بمثل” ما اعتدوا عليكم فأين “المماثلة” وأين “الأف من البم” فاللعنة قد أوجبها الله على الكاذبين من آل سعود فتنة على الإسلام ومن فتنة المنابر آل الإصلاح.
المتابعة الغائبة
لو تتبعت التوصيات والقرارات والملاحظات والأوامر والنواهي ستجدها كثيرة وعليها مسحة من صيغ المبالغة والتكثير ما يكفي لشهرة صاحبها على أوسع نطاقº فإذا اقتربت من تلك الكثرة وتابعت أحوالها ستجدها كغثاء السيل لا قيمة لها ولا معنى لها ولا فائدة منها ولا حياة فيها لمن تنادي والسبب عندي: أن بقاءها كان نتيجة لغياب الآلية الخاصة بملاحقتها أي بمتابعة تنفيذها وتطبيقها وتحويلها من مجرد أقوال وعبارات وشعارات مكتوبة إلى خطابات مطبقة وأقوال مترجمة وممارسة في الواقع أي في ميدان العمل وحيث لا يوجد وازع قوي من (عصا) لضرب ولخبط المخالفين أو معاقبة المهملين لها أو مساءلة المجرمين فيها أو توجيه الزجر للشخص المرتكب للخطأ فلا معنى ولا قيمة لهذه الأوامر والتوجيهات والقوانين والتوصيات أي لا قيمة (للإنسان) صاحب الأفكار وصاحب العبقرية وصاحب هذا الكرسي وصاحب هذا المنصب أي لا قيمة (للحياة) لنا جميعٍا وحيث لا يوجد مكان للعقاب المجتمعي الذي يحقق الضوابط ولغياب ذلك الضابط يتساوى المجرم والبريء واللص والشريف لنضعهما في سلة واحدةº فهذا في الشرع يعتبر ثلمة كبيرة ونفاقٍا عظيمٍا.
العقاب الاجتماعي
حين يغيب العقاب الاجتماعي وهذا التوصيف الذي يستنكر السلوك الممنوع والسلوك المحرم ولا يجد الفاعل أمامه العقاب الاجتماعي أو العقاب القانوني فنتساءل: مالنا لا نكون بشرٍا ألهذا خلقنا لنشهد للظالم على براءته ونشهد ضد البريء بجرم براءته فالخشية كل الخشية أننا أضعنا حتى الـعقوبات الاجتماعية الزجرية التي ترى الشخص المخالف هكذا: بنص عين (زجر وعيب وما يسبرش وخطأ وحرام وهذا منكر وهذا مخالف إلخ) وهو ما يعرف بالعقاب الاجتماعي والخشية كل الخشية أيضٍا أن نكون قد تغاضينا حتى عن تفسير غياب الحل الآخر الذي هو أكثر صرامة وأكثر إلزامٍا وهو العقاب المدني ومفرداته (قوانين قضاء منع وحبس وتوقيف وسجن وتعزير ومحاسبة ومحاكمة ومعاقبة إلخ)º فإذا كان العقاب المدني القانوني لا يجري مجراه ولا ينفذ ولا يأخذ دوره في الحياة ويعتبر في حكم المعدومº فما قيمة الحياة إن لم تكن هذه الضوابط التي تنظم حياة الناس وناموس الكون.

قد يعجبك ايضا