دراسة: الصحافة اليمنية استخدمت أطرا لتغطية الصراع السياسي

أظهرت دراسة علمية حديثة تأثر تغطية وسائل الإعلام اليمنية لقضايا الصراع السياسي في البلاد بأنماط الملكية واتجاهات الممولين نحو تلك القضايا.
وانطلقت الدراسة المعنونة ” الإعلام اليمني: وسيلة لتغطية الصراع أم لتأجيجه¿” والتي أعدها أستاذ الإعلام بجامعة صنعاء الدكتور عمر عبرين – نائب عميد كلية الإعلام للشؤون الأكاديمية ونشرها مركز الجزيرة للدراسات مؤخرا من التساؤل حول ما إذا كانت وسائل الإعلام اليمنية بتغطيتها للأحداث السياسية ناقلة لواقع الاختلاف في الممارسة الحزبية للقوى السياسية اليمنية التي تعبöر عنها تلك الوسائل أم أن تأطيرها وتغطيتها للأحداث يدفعان القوى السياسية والموالين لكل منها نحو الاختلاف بشأن تلك الوقائع.
واستهدفت الدراسة تحليل التغطية الخبرية بطرق كيفية لعينة عمدية من صحف: الثورة واليمن اليوم والمصدر كعينة ممثöلة لمجتمع الوسائل الإعلامية اليمنية المكتوبة والصادرة خلال الفترة الانتقالية من 2012م حتى يناير2015م المحددة كفترة زمنية للدراسة ونتيجة لتنوع قضايا الصراع السياسي التي شهدها اليمن خلالها فقد تم تحديد هيكلة الجيش ومؤتمر الحوار الوطني ومخرجاته واتفاق السلم والشراكة واستقالة الرئيس هادي وحكومة بحاح قضايا ممثلة لأبرز الأحداث المهمة المعبöرة عن أشكال الصراع السياسي خلال تلك الفترة.
وتوصلت الدراسة إلى أن أطر الصراع هي الأكثر استخداما كتعبير عن واقع الصراع السياسي الذي شهدته الفترة الانتقالية إلى جانب أطر المسؤولية واتسمت به بدرجة أعلى تغطية صحيفتي المصدر واليمن اليوم. أما أطر الاهتمامات الإنسانية فقد حلت ثانيا من حيث استخدامها وإن تميزت بها تغطية صحيفة الثورة في المقام الأول وارتبطت عموما بقضيتي الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة فقط فيما لم تستخدم الصحف مجتمعة أطر النتائج الاقتصادية إلا في حالات نادرة بشكل لا ينسجم وحاجة الدولة والمجتمع للتحذير من نتائج الصراع السياسي على الاقتصاد اليمني المتردöي بطبيعته.
وتفاوتت بنسب مختلفة اتجاهات التغطية الخبرية للصحافة اليمنية حول قضايا الصراع السياسي ما بين مؤيد ومحايد ومعارض وكان لنمط ملكيتها دور في طبيعة اتجاه التغطية كما اختلف مستوى التزام الصحف اليمنية بالقواعد المهنية الحاكمة للممارسة الإعلامية وكان لاختلاف عدد سنوات الخبرة في الممارسة الإعلامية للوسيلة وطبيعة توجهها ومحاولة انتهاج مبدأ المحايد حينا والمعارض حينا آخر أثر في ذلك الاختلاف.
وأظهرت النتائج التزام صحيفة الثورة بالطابع المهني والاحترافي في التغطية الخبرية للقضايا الأربع حيث ارتفعت فيها نسبة التغطية المتوازنة 79,6 % والموضوعية 97,4 % كونها صادرة عن أقدم مؤسسة صحفية يمنية فضلا عن كونها تمثل الجانب الرسميالأمر الذي يؤكده ارتفاع نسبة تغطيتها المتحيزة 26,3 % للسلطة الرسمية التي تمثلها.
في حين غلب على صحيفتي اليمن اليوم والمصدر طابع التغطية غير المتوازنة من خلال عرض وجهة نظر واحدة بلغت 24 % لكل منهما وانخفضت التغطية الخبرية غير الموضوعية فيهما بنسبة 61 % في اليمن اليوم و 39,2 % في المصدر كما بلغت نسبة التغطية الحيادية في صحيفتي اليمن اليوم 27% والمصدر 43,4 % .
وخلصت الدراسة إلى أن استخدام وسائل الإعلام اليمنية لأطر واتجاهات محددة في تغطيتها لقضايا الصراع السياسي قد يكون بغرض توجيه الرأي العام خاصة القواعد الحزبية لتبنöي اتجاهات محددة نحو تلك القضايا تتوافق والممارسات الحزبية التي تعبöر عنها تلك الوسائل خاصة أن التغطية الإعلامية في الوسائل المكتوبة غالبا ما تلي الحدث بيوم أو أكثر وتكون فيه القوى السياسية والحزبية قد اتخذت في معظم الحالات مواقفها نحو تلك القضايا.

قد يعجبك ايضا