في الثامن من مايو 2014م وصل المدرب التشيكي ميروسلاف سكوب إلى صنعاء بعد مرحلة من المفاوضات مع اتحاد كرة القدم لتولي مهام قيادة المنتخب الوطني الأول في الاستحقاقات الخارجية للفترة من منتصف مايو 2014م وحتى 15 مايو 2015م قابلاٍ للتجديد لمدة عام آخر وبموجب موافقة الطرفين.
وفور وصوله قام المدرب التشيكي بالتوقيع على العقد التدريبي لقيادة المنتخب الوطني لمدة عام واحد مقابل راتب شهري عشرين ألف دولار وتم منحه مقدم عقد خمسين ألف دولار تخصم من راتبه السنوي الذي يبلغ (240) ألف دولار كما تم تحديد راتب الطاقم المعاون بمبلغ ثمانية آلاف دولار لكل من مساعد المدرب ومدرب الحراس ومدرب اللياقة البدنية من التشيك بالإضافة إلى توفير السكن والمواصلات وتذاكر السفر ذهاباٍ وإياباٍ مرة واحدة في العام للجهاز الفني وتحديد فترة راحة المدرب وإجازته السنوية خلال فترة توقف الدوري وعدم وجود أي استحقاقات خارجية للمنتخب الوطني.
تصنيف متأخر
سكوب لم يتأخر كثيراٍ في مباشرة مهامه في قيادة المنتخب الوطني حيث اقتصرت فترة ذهابه إلى بلاده لتسوية أوضاعه لمدة أسبوع فقط ليعود مجدداٍ إلى صنعاء في 15 مايو 2014م ودشن مسيرته مع التدريبية.. وكان سكوب يعلم حجم ومستوى مسئولية المنتخب والتحدي الكبير الذي ينتظره خاصة وأنه استلم تدريب المنتخب واليمن تحتل المرتبة (179) ضمن أسوأ (30) منتخب في العالم وهو التصنيف المتأخر الذي شكل أحد التحديات الرئيسية التي تحتاج إلى جهد كبير ونتائج إيجابية من أجل تجاوز هذه المرتبة.
سكوب عمل جاهداٍ على إحداث نقلة نوعية في واقع المنتخب الوطني وانتشاله من النتائج السلبية التي لازمته لفترة طويلة والتي أثرت على موقعه في التصنيف العالمي حيث استهل مهامه بمتابعة مباريات الدوري بالإضافة إلى الاطلاع على تسجيلات المباريات الأخيرة للمنتخب الأول والأولمبي والشباب لتثمر تلك العملية التي استغرقت شهر عن تحديد القائمة المبدئية التي ضمت (63) لاعباٍ والتي تم إخضاعها لاختبارات المهارات والقدرات الفنية والبدنية من خلال تجمعين منفصلين ضم التجمع الأول (29) لاعباٍ خلال الفترة (15-20) يونيو 2014م فيما ضم التجمع الثاني (34) لاعباٍ خلال الفترة (21- 25) من نفس الشهر لتكلل تلك العملية بإعلان الجهاز الفني للمنتخب الوطني عن القائمة الأولية التي اجتازت مرحلة التقييم الفني والتي ضمت (30) لاعباٍ وشهدت اختيار ثلاثي المحترفين في الخارج ناطق حزام ووحيد الخياط وسالم موسى وعودة الحارس سعود السوادي بعد استبعاده عقب انتكاسة المنتخب في تصفيات كأس آسيا وشهدت القائمة غربلة جديدة للاعبين من خلال ضم لاعبين جدد واستبعاد ثمانية لاعبين آخرين وتقليص القائمة إلى (22) لاعباٍ خلال شهر سبتمبر 2014م.
تطور ملحوظ
ونجح المدرب التشيكي سكوب في أول اختبار له حينما قاد المنتخب الوطني لتحقيق الفوز على المنتخب الأولمبي الماليزي بهدفين لهدف في أول تحدُ خارجي ضمن تحضيرات المنتخب لخوض بطولة خليجي22 وفي البروفة الثانية فرض المنتخب التعادل السلبي على مستضيفه الأندونيسي.
وبدأت بصمات سكوب تظهر على أداء المنتخب وقدرته على مقارعة الخصوم حيث حقق تعادلاٍ بطعم الفوز أمام المنتخب العراقي بهدف لمثله في البروفة التي احتضنتها المنامة البحرينية وأظهر المنتخب قدرة جيدة في الودية الرابعة التي خاضها أمام المنتخب الكويتي نهاية أكتوبر 2014م والتي كرره فيها نتيجة التعادل الإيجابي بهدف في كل شبكة قبل أن ينهي مرحلة التحضيرات لكأس الخليج بالخسارة أمام عْمان بهدفين نظيفين.
وعلى عكس التوقعات قدم سكوب صورة مغايرة عن المنتخب الوطني في خليجي22 من خلال الأداء الايجابي والنتائج غير المسبوقة والتي تكللت بتحقيق تعادلين أمام البحرين وقطر بدون أهداف والخسارة بصعوبة أمام السعودية بهدف وحيد لينهي سكوب عام 2014م بخوض خمس مباريات تجريبية وثلاث رسمية وحقق الفوز في مباراة وتعادل في خمس مباريات وخسر مباراتين.
وفي العام الجديد 2015م حقق سكوب نجاحاٍ لافتاٍ مع المنتخب الوطني حينما قاده إلى التأهل لمرحلة المجموعات في تصفيات آسيا المشتركة لكأس العالم وكأس آسيا بعدما فاز على باكستان ذهاباٍ (3 /1) والتعادل السلبي إيابا.
تحسن طفيف
ومع تحقيق بعض النتائج الإيجابية طرأ تحسن طفيف على تصنيف المنتخب الوطني حيث تقدم للمرتبة (175) وبواقع أربعة مراكز عن المرتبة التي كان يحتلها عند بداية مهام المدرب التشيكي سكوب في شهر مايو 2014م.
نصف مليون دولار
يذكر أن راتب الجهاز الفني للمنتخب الوطني بلغ (528) ألف دولار سنوياٍ وبواقع (44) ألف دولار شهرياٍ حيث بلغ الراتب السنوي للمدرب سكوب (240) ألف دولار يما يوازي (51.600.000) واحد وخمسون مليون وستمائة ألف ريال يمني كما بلغ راتب الجهاز الفني المعاون والذي ضم المدرب الوطني أمين السنيني مساعد المدرب ومدربا الحراس واللياقة البدنية أندريه ومارتن مبلغ (61920.000) واحد وستون مليون وتسعمائة وعشرون ألف ريال وبواقع عشرون مليوناٍ واربعة وستون ألف ريال لكل مدرب في الطاقم المعاون.
وبالتالي فإن حصيلة إنجازات المدرب التشيكي وطاقمه المعاون تمثلت في فوز وثلاثة تعادلات في المباريات الرسمية منها تعادلان في خليجي22 وفوز وتعادل في تصفيات آسيا والتي كان ثمنها أكثر من نصف مليون دولار.
سكوب مستمر
ووفقاٍ للتفاهمات مع اتحاد كرة القدم فإن سكوب سيحتفظ بموقعه على رأس الجهاز الفني للمنتخب الوطني لعام آخر وتنتظره المزيد من المهام الصعبة وفي المقدمة مرحلة المجموعات للتصفيات الآسيوية المشتركة المؤهلة لكأس العالم وكأس آسيا وكذلك بطولة خليجي 23 المقررة بالكويت وكذلك النهائيات الآسيوية للمنتخبات الأولمبية تحت 23 عاماٍ والتي ستقام العام المقبل في قطر.