اســــتمرار العــدوان لا يخـدم أمن واســـتقرار المنـطـقـة

■ طلب هادي خيانة عظمى للوطن ..والواجب يلزم القوى السياسية بتقديم مصالح الوطن

قال الدكتور المطري: إن العدوان السعودي عدوان غاشم يستبيح اليمن أرضا وإنسانا ومقدراته.. وأنه عدوان من الوجهة الشرعية والدينية والقانونية الدولية .. رغم محاولة المعتدي إسناد شرعية عدوانه إلى طلب هادي إلا أن ذلك لا يدخل في نطاق صلاحياته إذا كان مايزال رئيسا شرعياٍ, وأن الأمر شأن داخلي بحت وقيامه بهذه الخطوة حوله من رئيس مْختلف حول شرعيته إلى مواطن يمني مسؤول عن العدوان.
ولفت الدكتور خالد المطري –أستاذ التاريخ بجامعة صنعاء, محلل سياسي- في هذا الحوار الذي أجرته معه (الثورة) إلى طبيعة العدوان وكذا مواقف القوى السياسية منه وواجبها تجاهه ومن المسؤول عنه وتوقعاته في حال استمراره .. كل هذا وغيره تجدونه في ثنايا هذا الحوار .. فإلى التفاصيل:

نبدأ معك دكتور من ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺍﻟسعودي على الوطن¿
* عدوان غاشم يستبيح اليمن أرضا وإنسانا ومقدرات البلد, ووصفه بالعدوان -من قبلي- ليس لكونه استهدف وطني ويهدد وجود وحياة أبناء بلادي ولكن لأنه كذلك من الوجهة الشرعية الدينية والقانونية الدولية وإن زعم القائمون به أنه يستمد مشروعيته من كونه يأتي استجابة لطلب الرئيس الشرعي للبلاد .. وعلى فرض أنه ما يزال يمتلك الشرعية في الحكم -كما يدعون-  فإن تقدمه بمثل هذا الطلب لا يدخل في نطاق صلاحياته كرئيس لأن الأمر شأن داخلي بحت وقيامه بهذه الخطوة حوله من رئيس مْختلف حول شرعيته إلى مواطن يمني متهم بالتسبب والاشتراك في قتل مواطنيه وتدمير منازلهم وممتلكاتهم الخاصة فضلا عن تدمير الجيش وقتل أفراده واستباحة سيادة بلاده .. وبالتالي فإنه يتشارك والمعتدون المسؤولية الشرعية والقانونية حول كل تلك الأمور.
– ﻣﺎ ﺗﻘﻴﻴﻤﻜﻢ ﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ¿
* تقييمي لمواقف القوى السياسية  تجاه هذا العدوان لا يمكن بأي حال أن يفصل عن رؤيتي الشخصية إلى أن ما يحدث هو عدوان خارجي يسعى إلى تحقيق  أهداف الطرف الإقليمي الذي تولى حشده وقيادتها على حساب مستقبل وسيادة اليمن , وبالتالي فإنني أرفض موقف القوى السياسية المنخرطة ضمنا في هذا العدوان – لأسباب مختلفة تجمعها- والمتمثلة في المشترك لكونها تقدم مصالحها السياسية الحزبية والمذهبية والمناطقية على مصالح الأمة والوطن المستقبلية, وترى في العدوان وسيلة تحقق لها تلك المصالح على حساب خصومها السياسيين , وإن كان ثمن ذلك تدمير البلد والجيش وقتل آلاف المواطنين.. ولكي أكون صريحاٍ -معك ومع القارئ الكريم- فإن المؤتمر وحلفاءه – وفي مقدمتهم أنصار الله- يتحملون جزءا من مسؤولية ما وصلت إليه الأمورº ولكن رفض هذا الفريق فرض الأقلمة ومحاولته الحافظ على وحدة البلد وكذلك رفض الوصاية المطلقة على القرار الوطني يجعل موقف هذا الفريق منسجما في عمومه مع  الموقف الذي تفترضه الوطنية في مثل هذه الظروف من دون نفي أن هذا الفريق  يسعى إلى  تحقيق أهداف سياسية ودينية خاصة بمكوناته الحزبية والدينية أو نفي صلته بأطراف إقليمية منافسة للطرف الإقليمي الداعم للفريق السياسي الأول.
– ما ﻭﺍﺟﺐ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ¿
* يتوجب على القوى السياسية في هذه المرحلة الخطيرة أن تدرك أن وقف هذا العدوان يتطلب التقارب والتوافق وتقديم مصالح الوطن والمواطنين على المصالح الحزبية الضيقة وان المبادرة إلى فتح باب الحوار الجدي سيكفل لكل الأطراف تحقيق الأهداف العامة والخاصة وأن عكس ذلك سوف يدمر كياناتها أن لم تع مخاطر هذه المرحلة بدقة.
– ﺍﻟﺒﻌض من اليمنيين ﻳﺒﺮﺭون ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ السعودي من منطلق الكيد والعداوة لمكون أﻧﺼﺎﺭ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ رأيكم في ذلك¿
* الحقيقة أن قيام البعض بتحميل أنصار الله مسؤولية هذا العدوان ربما كان أمرا  صحيحا ومقبولا في حال أنهم من بادر إلى مهاجمة أراضي المملكة العربية السعودية واستعانوا في ذلك بدعم عسكري إيراني وقامت المملكة بحشد حلفائها لدفع ذلك العدوان , وهو ما لم يحدث ومن ثم  فإن  من غير المقبول وطنيا ولا أخلاقيا أن تدفع العداوة والخصومة فئات من أبناء هذا البلد إلى تبرير هذا العدوان السافر والمدمر لأنه من ناحية أخرى لا يستهدف حركة أنصار الله وحسب ولا يمكن أن يقضي عليهم بأي حال..
– إلي ﻣﺎ ﺳﻴﺆﺩﻱ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ الظالم¿
* إذا استمر العدوان ولم تبادر الأطراف الإقليمية والدولية إلى وقفه فإن تداعياته سوف تكون على قدر عال من الخطورة سواء على المستويين الإقليمي والدولي نظرا لموقع اليمن الاستراتيجي المؤثر على الملاحة الدولية وأمن واستقرار المنطقة والعالم وما يتعلق بهذا الجانب من جوانب اقتصادية وهو أحد الأمور التي تسعى المعتدية المملكة السعودية إلى تأمينه من خلال هذا العدوان وإبعاد إيران عن مد يد السيطرة إليه عن طريق القوى الوطنية المقاومة لهذا العدوان . وهذا الأمر هو من بين أهم العوامل التي أدت إلى المبادرة إلى هذا العدوان , حيث تسعى المملكة إلى تحقيق تلك الغاية أما من خلال الأقلمة أو فصل الجنوب عن الشمال لكون حصولها على موطئ قدم من ناحية خليج عدن وبحر العرب وأهداف أخرى يتعارض مع استمرار كيان الجمهورية اليمنية الواحد.. وخلاصة الأمر في هذا الجانب أن سعي المملكة إلى تحقيق أهدافها من خلال هذا العدوان سيقود المنطقة إلى صدام إقليمي بين إيران والدول العربية  والإسلامية المنخرطة في هذا العدوان وربما تركيا أيضا. مما سوف يؤدي في نهاية الأمر إلى ضربة قوية للدول الإسلامية. ويحقق الأمريكان وإسرائيل الفرصة لضرب إيران وباكستان وتقسيم بعض تلك الدول ومن بينها السعودية نفسها. وهو ما أعتقد أن دولا مثل إيران وباكستان وتركيا تدركه جيدا.
تقييمكم للدور الإعلامي من العدوان¿
* بالنسبة للتغطية الإعلامية فإن هيمنة الدول العربية المشاركة في العدوان على أكبر وأهم الوسائل الإعلامية وقيام مصر بوقف إرسال قناتي اليمن الرسمية وسبأ جعل من الصعب نقل الصورة الحقيقة للعدوان لاقتصار وسائل القوى المقاومة لهذا العدوان على قنوات المسيرة واليمن اليوم والساحات وهي ضعيفة الانتشار إذا ما قورنت بوسائل التحالف المعادي  ولا يغير في الأمر كثيرا موقف بعض القنوات المتسمة بقدر من الحيادية كالبي بي سي وقناة 24 الفرنسية أو قناتي المنار اللبنانية والعالم الإيرانية المؤيدتان للقوى المقاومة للعدوان. وبرغم ذلك فانه يتوجب استثمار القنوات الفضائية بشكل أفضل وبما في ذلك كيفية الظهور في القنوات المعادية كقناة الجزيرة.

قد يعجبك ايضا