أســـر عمق جراحها الإرهاب!

بسام أحد أبناء ضحايا الإرهاب والذي يعول أسرته خلفاٍ لوالده الذي كان يعمل في إحدى شركات القطاع الخاص , ويعمل بسام البالغ من العمر 16 سنة بجهد كبير في الجولات لبيع الماء البارد لأصحاب السيارات والمارة ويعمل كذلك في جمع قارورات المياه البلاستيكية الفارغة وذلك بعد انتهائه من عمله السابق يومياٍ على هذا الحال لتوفير لقمة عيش لأسرته المكونة من أمه واثنين من الإخوان , إذ بات اليوم مقعداٍ بعد أن تعرض لشظايا الانفجار الإرهابي في سوق عنس قبل عدة أشهر.

وتشكل ظاهرة الإرهاب معضلة مالية على ذوي الضحايا الإرهابية والتي استهدفهم الإرهاب دون أي وجهة حق لقتلهم أو ذنب, حيث يرى الأخ عبدالله شكري أن كثيراٍ من الأسر فقدت أربابها وكذلك أبنائها سواءٍ في الأمن والجيش أو من المدنيين العزل وبذلك فقدت مصدر لقمة عيش أبناءها خصوصاٍ وأن الحكومات السابقة لم تلق أي بال على هذه الأسر وتركتها في مهب الريح وخصوصاٍ ضحايا الجيش والأمن.
ويضيف شكري :نحن لا نستطيع كأبناء الشعب اليمني أن نزيل هذه الصورة النمطية بالشكل الكامل ولكن يجب على اللجنة الأمنية العليا واللجان الشعبية أن تتبع ما يسمى بالتوعية والبث الثقافي في ما يخص من يقومون بمثل هذه الأعمال الإرهابية أنهم قلة قليلة وأن القاعدة تشكل نسبة بسيطة وأن معظمهم من خارج البلد كما صرح بها الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي أن 70% من القاعدة أجانب , ويشير إلى أن بيئة البلد لازالت حاضنة للقاعدة ويجب على اللجنة الأمنية بالتعاون مع اللجان الشعبية التعاون في مكافحتها وجعل البلد منطقة طاردة لتنظيم القاعدة إلى جانب حماية جميع ممتلكات الدولة بما فيها حقول النفط وتطبيق العقوبات ومكافحة الفساد والوصول إلى ما يسمى بالحكم الرشيد , وإذا تم ذلك وتحسنت ظروف البلاد بشكل امثل وأصبحت خالية من الإرهاب فإنها ستتغير الصورة النمطية عند المجتمع الدولي عن اليمن تدريجيا حتى تتلاشى وعندها سيتسنى لنا بناء اقتصاد البلاد بشكل آمن ومستقر .
خطر محدق
يعتبر الإرهاب مظلة يستظل تحتها الكثير ممن يريدون العبث بأمن هذا الوطن وبممتلكاته العامة والخاصة ويشكل بكافة أنواعه آفة على المجتمعات والشعوب وخطرا يحدق بالأجيال القادمة إذا لم يتم استئصاله من الجذور وتجفيف منابعه وأماكن انتشاره نظرا لما يتسبب به في بث الرعب والخوف وسموم التطرف والغلو بين أبناء البلد الواحد إلى جانب التدهور في الاقتصاد وإرجاع عجلة التنمية إلى الوراء من خلال استهداف القطاعات والمنشآت الحكومية وبالأخص الاقتصادية ومحاولة تدميرها وعرقلة أي تطور يتم فيها كما يشكل الإرهاب تهديدا كبيرا للاستثمار داخل البلد سواءٍ المحلي أو الأجنبي الأمر الذي يمكن أن يؤدي مستقبلاٍ – اذا لم يتم حل هذه المعضلة- إلى ركود اقتصادي تام في البلاد وانتشار الفساد في أرجائه وهذا كما يراه الأخ محمد الهمداني طالب بكلية التجارة حيث يؤكد أن الإرهاب ليس إرهاب تنظيم القاعدة فقط كما يتم التحدث عنه في وسائل الإعلام بل يشمل كل تعد عنيف سواءٍ كان فكرياٍ أو بالقوة بمعنى أن الإرهاب له أشكال متعددة ويدخل في إطاره كل من يقوم بالنهب والسرقة واختلاس الأموال وكل من يمارس الضغط والابتزاز على الناس في أي عمل سياسي معين أو على الدولة بالاعتداء على الكهرباء وتفجير أنابيب النفط وغيرها .
عائق للتنمية
ويضيف الهمداني :إن إرهاب القاعدة شكل من أشكال الإرهاب الفكري الذي يستخدم القوة من أجل فرض أفكاره باعتقاده أن البلاد يسير في الاتجاه الخاطئ ديناٍ , وعلاقة الإرهاب بالاقتصاد وثيقة مع قوى خارجية وإذا لم يتم التخلص منه فانه لا يمكن تحقيق نمو اقتصادي بتاتاٍ وستكون المؤشرات أكثر سلبية من قبل وكل تنمية اقتصادية ترتبط دائما ببيئة ملائمة للتغيير وإذا توفرت هذه البيئة ستعمل على تنمية شاملة في جميع المجالات الاجتماعية والثقافية والتعليمية وغيرها من المجالات في الحياة العامة .
إدانة
ويوضح الدكتور صلاح المقطري أن موضوع الإرهاب هو ما يجب علينا كلنا الالتفاف حوله ونبذه ونبذ كل ما يؤدي إلى استخدام العنف وإذا آمنا أن العنف لا يمكن أن يحل مشكلة من مشاكل البلد فسنكون قد وصلنا إلى الاتفاق الحقيقي وهو نبذ العنف والتطرف الديني والفكري ونحن كاقتصاديين ندين باستمرار كل أشكال ومنابع العنف والتطرف الإرهابي الذي بات اليوم يهدد أمن اليمن ويعرقل مسيرته التنموية والاقتصادية , وفي إطار ذلك نطالب بتجفيف تلك المنابع الإرهابية وتحقيق الأمن والسلم لهذا البلد لكي يتسنى له البدء بوضع الخطط الاقتصادية القادرة على انتشال البلد من هذا الوضع بمشاركة الجميع وليس حكرا على بعض الأطراف وعلى سبيل المثال عادة البرامج التي تعرض على المانحين يقوم بها مجموعة أشخاص دون استشارة جميع الأطراف والمكونات السياسية أو المتخصصين في هذا الجانب وهذا بدوره يقلل من قيمة البرامج المقدمة وعدم الخروج برؤية واضحة مع المانحين .
حلول مفتوحة
ويطرح محمد سنان طالب بكلية الشريعة والقانون بعض الحلول للخروج من هذه المعضلة والقضاء عليها كونها العائق الرئيسي والهام في تدهور الاقتصاد في البلاد , حيث يقول أنه يجب على الأحزاب السياسية والمنظمات الخروج من المناكفات السياسية واستشعار الخطر الذي يداهمنا جميعاٍ ,وإذا استمرت هذه المناكفات السياسية لن تبقى الأحزاب السياسية وأن سعيها للوصول إلى السلطة حالياٍ سيفقد اليمن نفسها , ويضيف: لهذا السبب يجب العمل على ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر الحوار لإخراجه إلى النور ومن ضمن بنود الاتفاق هو مكافحة الإرهاب بكافة أشكاله ولن يتم ذلك حتى يتوفر تعليم جيد وثقافة واعية لأن الوضع الحالي يرسم صورة نمطية سيئة عن اليمن في الخارج وكذلك تنفيذ بنود السلم والشراكة والتي ستعمل على تهيئة الأجواء للمصالحة الوطنية بين الأطراف .
رؤية واضحة
ويوضح سنان أنه يجب على الفرقاء السياسيين أن يتفقوا فيما بينهم ويخرجوا برؤية واضحة للجميع بشأن ما يحصل في البلد وبالذات فيما يخص الدين الإسلامي والفتوى الدينية وأنه لا يوجد أي دور يذكر للأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات وغيرها سوى بيانات التنديد بين الحين والآخر وربما أنه لا يوجد وعي حقيقي في أن ما يحدث يمثل الخروج عن الدين ويعتبر كارثة مستقبلية ستؤثر على الأجيال القادمة .

قد يعجبك ايضا