أعمال الترميم والصيانة بـ”القشلة” كشفت ممرات وأنفاقا تربط القلعة بالمواقع والأماكن المحيطة بها

■زعيم حركة أنصار الله يطالب أعضاء الوفد الصحفي والإعلامي بإعلاء كلمة الحق وتجنب الإشاعات التي تؤزم الوضع الداخلي للبلد

تعد محافظة صعدة من أبرز محافظات الجمهورية الغنية بالمعالم الأثرية والحضارية التي تعكس عظمة الإنسان اليمي وأصالته وإبداعه وتحتفظ بالكثير من تاريخ الحقب الزمنية التي مرت بها بلادنا وما دار فيها من أحداث بطولية ومأساوية ومن هذه المعالم الأثرية والحضارية على سبيل المثال جامع الهادي ومدينة صعدة القديمة وقلعة القشلة التي كانت من ضمن برنامج زيارة الوفد الصحفي والإعلامي لمحافظة صعدة في اليوم الثالث والأخير من تلك الزيارة وقد كانت البداية التي استهل بها أعضاء الوفد زيارتهم الميدانية في الصباح الباكر من يوم السبت الموافق 14 مارس الجاري من جامع الإمام الهادي الذي يعتبر من أهم وأقدم وأجمل الجوامع في بلادنا ويحتوي على طراز معماري أثري وزخرفي.

تأسيس الجامع
يقول الأخ ضيف الله الشامي –عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله- نقلاٍ عن المؤرخين: في العام 290هـ أسس الإمام الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي بمدينة صعدة القديمة جامع الهادي وبعد وفاته قام أولاده وعلى رأسهم الإمام “أحمد” باستكمال بنائه.
ويذكر بعض المؤرخين أن المنبر الموجود حالياٍ بداخل الجامع (المتقدم) وضعه الإمام أحمد بن يحيى بن الحسين وفي القرن الثامن الهجري قام حفيد الإمام الهادي (علي بن محمد) بتوسعة الجامع من جهة الشرق والمسمى حالياٍ بـ”المؤخر” كما قام بإصلاح البئر القديمة الخاصة بالجامع كما حظي الجامع في منتصف القرن العاشر الهجري بتوسعة أخرى بأمر الإمام شرف الدين بن شمس الدين وقد شملت التوسعة مقدماٍ وجناحين شرقي وغربي ومؤخراٍ يتوسطها ساحة شمسية بها صومعة عالية يبلغ طولها حوالي 50 متراٍ وتعد آية من آيات الفنون المعمارية والهندسية التي تميزت بها بلادنا ويوجد في الساحة الجنوبية لجامع الهادي مراقد لعدد من الأئمة وهي خمس مشاهد بنيت عليها قباب محكمة البناء رائعة التصميم تزينها آيات قرآنية وزخارف ونقوش بديعة.
متحف مفتوح
ونحن نتجول في مدينة صعدة القديمة التي يقع فيها جامع الهادي انتابنا شعور بالفخر والاعتزاز بانتمائنا إلى بلد حضاري وعريق بلد كله متحف مفتوح ثري بالمعالم التاريخية والحضارية والإنسانية..
وحين كنا نجول بأنظارنا يمنة ويسرة في مدينة صعدة القديمة كانت تتقلب أمامنا وبصورة متسارعة صفحات مشرقة من صفحات البطولات والفداء والريادة التي سطرها أبناؤنا وأجدادنا الأوائل في كل قرية وسهل ومدينة وفي قمم الجبال وصولاٍ إلى القرن الأفريقي الذي أسس فيه اليمنيون حضارة الأكسوم في عهد الملكة العظيمة بلقيس..
ورغم ما أصاب مدينة صعدة القديمة من أضرار جراء الحروب الست التي اندلعت في المحافظة إلا أنها مازالت شامخة البنيان المرصوصة التي تم بناؤها من الطين وما زالت أزقتها المترابطة والمرصوفة بالأحجار تؤدي بزائرها إلى حيث يشاء من أحيائها لم تقطعها أحواش ولا أي بنايات إسمنتية ولا تقطعها بسطات خضار أو مواد غذائية أو وقوف عبثي لسيارات كما هو حاصل في صنعاء القديمة.
قلعة القشلة
متحف القلعة أو ما تعرف بـ”قلعة القشلة” هي واحدة من أهم المعالم التاريخية والأثرية التي تتميز بها صعدة خاصة واليمن عامة لما تحتوي من آثار وتصاميم معمارية غاية في الجمال والإبداع..
وقد كشفت أعمال الترميم والصيانة التي شهدتها قلعة القشلة التاريخية في عام 2013م عن وجود العديد من الممرات والأنفاق التي تربط القلعة بالعديد من المواقع والأماكن التي تحيط بها كما تم اكتشاف مواقع أثرية عدة في القلعة ذات مهارة هندسية غاية في الجمال والروعة وتصاميم معمارية إبداعية ودقيقة وقد تم تمويل أعمال الصيانة تلك من قبل صندوق إعادة إعمار صعدة بتكلفة إجمالية بلغت (60) مليون ريال وكانت قلعة القشلة التي تطل على أرجاء مدينة صعدة قد تعرضت لأضرار فادحة خلال الحروب الست في محافظة صعدة.
تخابر…!
ومن ضمن الأماكن التي قام الوفد الصحفي والإعلامي بزيارتها عمارتي الشيخ عثمان مجلي بمدينة صعدة واللتين تم تدميرهما من قبل اللجان الشعبية التابعة لحركة أنصار الله بتهمة قيام مجلي بأعمال إجرامية وعدوانية ضد أبناء المحافظة والتخابر لصالح جهاز المخابرات الإسرائيلية (الموساد) قبل وأثناء الحروب الست في صعدة –بحسب ماذكر الأخ ضيف الله الشامي.
كما زار بعد ذلك أعضاء الوفد مقبرة الشهداء في منطقة حميدان التي يوجد فيها جثامين عدد من ضحايا حروب صعدة الذين ينتمون إلى محافظات (صعدة – صنعاء – تعز – الحديدة – ذمار – أبين ….الخ).
لقاء السيد
وفي تمام الساعة الرابعة من عصر السبت قبل الماضي اختتمنا زيارتنا لصعدة بلقاء جمعنا بزعيم حركة أنصار الله السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في منطقة مطرة التي تبعد عن مدينة صعدة بنحو (10-15كم) وكان لقاء حميماٍ وقيماٍ تخللته نقاشات حول جملة من الموضوعات والقضايا منها قضية التدخلات الإقليمية والدولية في الشأن الداخلي لليمن وكذا عن أداء وسائل الإعلام الرسمية وقد أتيحت لي الفرصة للتحدث في هذا اللقاء الذي دام لأكثر من ساعتين فقلت: إن أجهزة ومؤسسات الإعلام الرسمية تتعرض لمؤامرة كبيرة تنبئ بانهيارها كلية وتتمثل هذه المؤامرة في توقيف صرف مستحقات مختلف العاملين فيها منذ شهر أكتوبر الماضي وحتى اليوم (يوم السبت 14 مارس الجاري).
ونوهت إلى أن التغييرات التي حصلت في بعض تلك الأجهزة والمؤسسات لم تكن بالمستوى المطلوب الأمر الذي أدى إلى فشلها..
وقد وعد زعيم حركة “أنصار الله” بحل ما نوهت به وطالب أعضاء الوفد الصحفي والإعلامي بأن يكونوا مع الوطن وقضاياه في السراء والضراء وبأن يعلوا كلمة الحق ويتنبهوا للإشاعات التي تفرق اليمنيين وتؤزم الوضع الذي يعيشونه.
تصوير/مازن رشاد

قد يعجبك ايضا