الثورة نت /..
صدر حديثاً للباحث الدكتور ماجد بن احمد الوشلي عن دار المحجة البيضاء في بيروت كتاب بعنوان “اليمنُ فيْ عُمقه الإقليميْ بينَ التكاملِ والتبعيّة في الفترة: 1970 – 2020م”.
يتناول الكاتب في هذه الدّراسة القيّمة، والقائمة على أصول المنهج العلمي، ضمن أبواب ثلاثة، مفصلة في تسعة فصول مركزة على مواضيع محددة تتركز على نظريات الفكر السياسي، والسردّية التاريخية وأصول العلاقات الإقليمية بين اليمن ومحيطه، وتأثير موقع اليمن الاستراتيجي لدول البحر الأحمر والبحر العربي.
فاليمن في مُحيطه الإقليمي يُمثل قوة استراتيجية، ومكانة جيوسياسية لما يمتلكه من مقومات وثروات طبيعية، وإرثٍ حضاري، وتاريخٍ فريد، وهذا ما جعله عُرضةً للاطماع الخارجية والتحدّيات في مسار علاقاته الإقليمية والدولية.
كما تناول الكتاب ثورة ٢١ من سبتمبر عام ٢٠١٤م والتي كانت مرحلة مفصلية، وحدثاً تاريخياً هاماً في الخروج من مسار التبعية الاقليمية، واعادت الكثير من قيم السيادة والاستقلال، والثوابت الوطنية لليمن وشعبه.
تُظهر الدراسة عن نصف قرن من التحولات الاستراتيجية لموقع اليمن داخل محيطه الإقليمي، بين فرص التعاون والتكامل ومخاطر التفكك والتبعية منذُ سبعينيات القرن الماضي، مما جعلت اليمن يعيش حالات الصراع والانقسامات والتحديات المجتمعية والسياسية والأمنية.
تُقدّم الدراسة في طيّاتها مسارات الاعتراف والإنكار ، ومسارات التعاون والصدام، وتداخل النفوذ الخليجي والقرن الأفريقي، وصراع الدول الكبرى في عمق التأثير بموقعية اليمن.
الدراسة لا تكتفي بسرد الأحداث والمحطات التاريخية، بل تُقدّم تفسيرًا مُعمقًا لمُحددات السياسة اليمنية الخارجية، ودور القوى الإقليمية والدولية في صناعة القرار ، وتفتح آفاق واسعة على طبيعة التوازنات والمعادلات، وما يخفيه المشهد من هواجس ومخاوف واستراتيجيات متنافسة.
وفي محصلة هذه الدراسة، يرسم الكتاب رؤية لاستشراف مستقبل العلاقات اليمنية الإقليمية: فهل يتجه اليمن نحو تكاملٍ يُعيد له دوره الطبيعي والتاريخي؟ أم نحو مزيدٍ من التبعيّة في محيطٍ لا يتوقف عن إعادة تشكيل نفسه؟.
إنه عمل يُقدّم للقارئ فهمًا عميقاً لمسار اليمن الإقليمي، حيث تتقاطع السياسة بالتاريخ، والجغرافيا بالأمن، والطموحات بالتحولات والمتغيرات الكبرى.
ويتواجد الكتاب حالياً في بيروت بدار المحجة البيضاء، مكتبة بيسان للنشر والمكتبة الانطونية.

