أزمة المقابر العشوائية تفاقم معاناة سكان غزة

الثورة نت /..

بعد أكثر من شهر على دخول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ، تبرز مشكلة المقابر العشوائية كواحدة من أبرز آثار العدوان الإسرائيلي، إذ تم اكتشاف عدد كبير من المقابر المنتشرة داخل المنازل المدمرة، الشوارع، الأحياء، والأراضي الزراعية.

ويواجه قطاع غزة أزمة مزدوجة تتمثل في ارتفاع تكاليف الدفن وانعدام الأكفان، إذ تجاوزت تكاليف القبور 300 دولار، ما دفع الحانوتي طافش أبو حطب، الذي يعمل في مهنة الدفن منذ أكثر من 20 عامًا، إلى البحث عن بدائل باستخدام ركام المباني المدمرة لتخفيف العبء على المواطنين.

وقال أبو حطب لوكالة “سبوتنيك” الروسية: “خلال الحرب دفنت نحو 18 ألف شخص بينهم ابني وأخي، مقارنة بعدد 40 شخصًا فقط سنويًا قبل الحرب، ونضطر لشراء الحجر المستخدم في تجهيز القبور بأسعار مضاعفة نتيجة شح المواد الأساسية”.

وأضاف:” هناك قبور مجانية تتسع لعدد يتراوح من 15-20 شخصا، وهذه إحدى البدائل التي نحاول مع الجمعيات الخيرية توفيرها في ظل هذه الظروف الصعبة التي نواجهها”.

وطالب أبو حطب، العالم بتقديم المساعدة العاجلة كي يتم الدفن بطريقة لائقة، مشيراً إلى أنه مع دخول فصل الشتاء سيزداد الوضع صعوبة على المقابر، وربما تغمر المياه القبور فتخرج ما بداخلها.

وكان الدفاع المدني في قطاع غزة، قد ذكر في وقت سابق، أن الظروف الصعبة وارتفاع أعداد الشهداء أجبرت الأهالي على دفن موتاهم في أماكن غير مخصصة، ما أدى إلى انتشار المقابر العشوائية، بما في ذلك داخل ساحات الجامعات والمستشفيات.

ويعاني قطاع غزة من نقص الأكفان وأدوات التعقيم، وتعمل بعض الجمعيات الخيرية على توفير دفن جماعي مجاني يستوعب 15-20 شخصًا كحل مؤقت.

وبدعم أمريكي وأوروبي، يرتكب جيش العدو الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023، جرائم إبادة جماعية وحصار وتجويع في قطاع غزة أسفرت عن استشهاد 69,756 مدنياً فلسطينياً، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 170,946 آخرين، حتى أمس الأحد، في حصيلة غير نهائية، حيث لا يزال الآلاف من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

قد يعجبك ايضا