الثورة نت /..
كشف الجاسوس أنس أحمد صالح، عن بداية استقطابه وتجنيده من قبل غرفة العمليات المشتركة للعدو وخطوات التدريب التي تلقاها من قبل ضباط استخبارات سعوديين، والمهام والأنشطة العدائية التي قام تنفيذها.
وتحدث الجاسوس أنس في عرض بثته وزارة الداخلية أمس، عن جزء من تفاصيل اعترافاته ضمن الخلية التابعة للمخابرات الأمريكية CIA” ” والموساد الإسرائيلي والاستخبارات السعودية، التي تم إلقاء القبض عليها مؤخرًا.
استقطاب وتجنيد
بدأ استقطاب الجاسوس أنس في شهر شعبان 1446هـ من قبل ابن عمه المرتزق بدر محمد سلمان، الذي قام بربطه بأحد ضباط غرفة العمليات المشتركة للعدو، وتلّقى تدريبات من ضباط استخبارات سعوديين على كيفية الرصد وكتابة التقارير الاستخباراتية ورفعها للغرفة.
كما تلقى الجاسوس أنس تدريبات على التمويه وكيفية الرد في حال تعرضه لسؤال من أي شخص يشتبه فيه أثناء عمله التجسسي.
وأوضح أنه تم استقطابه وتجنيده للعمل لصالح الاستخبارات السعودية، في شعبان 1446هـ، الموافق فبراير 2025م، من خلال اتصال تلقاه من ابن عمه بدر، الذي أخبره بأن هناك عمل على الحدود السعودية، وهو يشتغل هناك.
وقال ” أخبرني بدر سلمان، عن نوعية العمل في شركة إغاثية إنسانية، وستكون أموري طبية، وسيتم التواصل بي من قبل أشخاص وأعطاهم رقمي وطلب مني تحميل تطبيق على تلفوني، بعدها اتصل بي ضابط سعودي يدّعى أبو خالد، وسألته عن العمل الذي اشتغل فيه، وأخبرني بأن العمل استطلاع بيوت وأماكن في صنعاء”.
وأضاف “بعدها حولّني الضابط السعودي أبو خالد على رقم أبو سيف ضباط سعودي آخر الذي اتصل بي وأخبرني أنه يريد اشتغل معه في وصف الأحياء والأماكن الذي عندي وحالة الناس المعيشية والمادية والصحية والاجتماعية”.
وأشار الجاسوس أنس، إلى أن بداية استقطابه كانت بغرض شرح حالة الناس في صنعاء ومعيشتهم، وكذا في الحارات ووضع الكهرباء والصحة.. مبينا أن التواصل انقطع مع الضابط أبو سيف ليومين أو ثلاثة أيام، عقبها اتصل به وطلب منه وصف أماكن لمعرفة مدى امتلاكه للحس الأمني في وصف المواقع، وتصويرها عبر تطبيق لاستطلاع ووصف المنازل.
وذكر أن الضابط السعودي أبو سيف طلب منه تحميل التطبيق وأخبره بأنه موجود إلا أنه لا يستطيع استخدامه، وأن الضابط أخبره بأنه سيدربه على كيفية استعماله.
تدريبات
ولفت الجاسوس أنس أحمد صالح، إلى أنه في مرحلة التدريب استمر في تصوير المنازل واستطلاع المباني السكنية، ومنها التدريب على منزل في الحارة على شارعين مكون من أربعة أدوار.. مبينا أنه عرض على الضابط السعودي وصف الاستطلاع، وكانت غير متوافق مع ما يريده.
وأوضح أن الضابط السعودي أبو سيف، أعطاه معلومات تفصيلية عن كيفية استطلاع المنازل ووصفها تتضمن: عدد طوابق المبنى، ولونه والشوارع التي يطل عليها من مداخل ومخارج، وكاميرات المراقبة والحراسة المتواجدة، وتحديده سواء “تجاري، سكني”.
وقال “طلب مني مرة ثانية نجرب التصوير على مبنى آخر في حي شميلة، أمامه سيارتين، وتم تصوير المبنى ووصفه وإرساله إليه، وطلب مني أيضًا تصوير السيارتين ووصفهما ولونهما وموديلهما ونوعهما وأرقامهما، وأيضًا تم التدريب على مبنى ثالث في دار سلم، أمامه سيارات، وتصويره ووصف المبنى مع السيارات”.
وأفاد الجاسوس أنس، “بأن الضابط السعودي أبو سيف، أخبره بتميزه في العمل، وأرسل له 1500 ريال سعودي، وقال له إذا هناك عمل سيتواصل معه، ودخل شهر رمضان وأرسل له إحداثية عن مبنى، وقام بوصفه له، وأعطاه ألف ريال سعودي بغرض شراء جوال ثاني، برقم آخر لاستخدامه في مهمة التجسس غير الجوال الشخصي”.
وأشار إلى أن الضباط السعودي المشغل، دّربه على التمويه في كيفية الرد عند تعرضه لسؤال من أي شخص يشتبه فيه وكذا كيفية التحرك بالسيارة وتغيير مسار الطريق والتأكد من عدم التتبع أثناء تنفيذه مهمته التجسسية، من خلال السير من طريق والعودة من طريق آخر.. مبينا أنه كان يقوم بحذف المحادثات بعد تنفيذ كل عملية رصد أو استطلاع يقوم بها لصالح غرفة العمليات المشتركة للعدو.
المهام والأنشطة العدائية
كشف الجاسوس أنس عن الأنشطة العدائية التي نفذها في إطار عمله التجسسي بتوجيه الضابط السعودي أبو سيف، المتضمنة رصد واستطلاع منازل سكنية في العاصمة صنعاء، وتصويرها ورفع تقارير دقيقة عنها، ووصف منزل أو مبنى وتواجد السيارات.
وتحدث عن المباني التي تم استطلاعها وتصويرها بتكليف من الضابط أبوسيف، لصالح غرفة الاستخبارات السعودية في شهر رمضان، ومنها مبنى سكني في الخامس من شهر رمضان مكون من دور وبعدها بأيام، أرسل له إحداثية عن مبنى آخر، وفي منتصف رمضان أرسل له إحداثية عن منزل في منطقة عصر في حي سكني، مكون من عدة أدوار، أمام مصلحة الأحوال المدنية.
وقال “بعد أيام تواصل معي الضباط السعودي أبو سيف وأرسل لي إحداثية عن مبنى بجانب المبنى الأول، لغرض تصويره وتوثيقه، وكان مبنى تجاريًا كبيرًا قيد التشطيب، وبعدها بأيام أرسل لي إحداثية عن مبنى آخر في حارة الصيانة وتم تصويره ورفع تقرير ومعلومات عنه، وأرسل لي بعد أيام صورة الملعب وحدد لي أمام الملعب نقطة حمراء، وأخبرني الساعة التاسعة مساءً، أن أمام البوابة الجنوبية للملعب، سيارة هيلوكس غمارتين، وطلب مني التأكد من تواجد السيارة من عدمه”.
وأشار إلى أن التواصل بينهما انقطع من ثلاثة أيام إلى أسبوع، وبعدها أرسل له إحداثية عن منطقة بها بيوت سكنية، وأخبره عن طبيعة المهمة، وطلب منه عقب وصوله إلى المنطقة، تشغيل فيديو عن المنطقة، وإرساله بدون تقرير، وأخبره أنه سيتواصل به ضابط استخباراتي آخر يُدعى ياسر، كونه سيغيب لفترة.
وذكر الجاسوس أنس، أنه تواصل به ضابط الاستخبارات السعودي ياسر، وأرسل له إحداثية عن منزل في جولة عمران، وتم تصوير المنزل ورفع تقرير عنه، عقبها انقطع التواصل معه، وعاد ضابط الاستخبارات السعودي أبو سيف للتواصل، وكلفه بتصوير منازل ومباني أخرى.
وأضاف “طلب مني الضابط السعودي أبو سيف تصوير مبنى في حدة، تعرض لضربات جوية، وأخبرني أن الأمن قد يكون هناك منتشر، وربما يسألني أحد عن أسباب وجودي بالمكان، وذهبت إلى هناك وأعطاني الإحداثية وكان المبنى مكون من ستة أو سبعة طوابق، وعندما رجعت قال لي شفت الضربات الجوية، قلت له نعم، وطلب مني أحددها بالخريطة، بوضع نقطة حمراء بالقلم، وأرسل لي إحداثية لمبنى بجواره فندق، يُريد مني أن أذهب لرؤيته هل يطل عليه أو لا، وكان من ضمن الوصف أني ذكرت له المبنى ومداخله ومخارجه”.
وأضاف “بعدها بأيام، أرسل لي إحداثية عن مبنى الدراسات والبحوث اليمني، وطلب مني استطلاعه، وبعد الاستطلاع أرسلت له الصور، وبعدها بأيام أرسل لي إحداثية لمبنى قيد الإنشاء ورفعت له تقرير عن المبنى مع الصور، وبعدها بأيام تحدث عن عربيات الآيسكريم، وهل ممكن أن تصل إلى مختلف المناطق، وأبلغته أن السيارات لا يمكن أن تدخل، بينما عربيات الآيسكريم ممكن تدخل إلى معظم الأحياء والحارات، وسألني عن أسعارهن”.
وتابع “مضت ثلاثة أو أربعة أيام، وأخبرته أن السيارات نادرة، لكن ممكن نشتري دباب سوزوكي، أو سيارات هيلوكس ترّكب عليها ماكينة، واتصل بي بعدها بأيام وسألني عما إذا كنت أعرف أشخاص أثق بهم يعملون في هذا الجانب، وأبلغته بأني أفكر بالموضوع، وأجبرت …. على العمل وأنه عمل إغاثة إنسانية، ومن الضروري أنها ترد على الضابط السعودي وتتحدث معه بشكل طبيعي، فمن سيقوم بتنفيذ المهام هو أنا وليس هي، وفعلًا اتصل بها، وطلب منها وصف حالة الناس، وردت عليه بكلام مميز مثل حديث لصحيفة وأخبرها بأنه سيعتمد لها 1500 ريال سعودي شهريًا”.
وبحسب الجاسوس أنس فإنه وعلى ضوء ذلك أعد تقريرًا عن الصحة والتعليم والمستشفيات، والمباني الحكومية.. مؤكدًا أن المباني والأحياء التي كُلف من قبل الضابط السعودي أبو سيف بتصويرها واستطلاعها وإعداد تقارير عنها من 20 إلى 25 مبنى سكنيا في صنعاء.
