تواضع كبار القوم يرفعهم .. والكراهية جريمة يحاسب عليها القانون


لا يعجبني على الإطلاق استخدام مصطلح ” ثقافة الكراهية ” في وسائل الإعلام ..يا جماعة ليش بتدلعوا الكراهية وتثقفوها.. فالكراهية سم وجهل وكارثة .. وهذا السلوك الجهنمي أوشك على تدمير اليمن وحرق سكانها.. والأوسخ من ذلك أن هناك من يتنافس على أن يتوج نفسه بطلا للكراهية ..!!¿
أين أبطال الحب .. أين عباقرة البناء .. أين الرجاااااال …!!!¿ فالكبار هنا في أمريكا دائما يتحسسون نبض الناس وصغار الموظفين والعمال( تفاصيل داخل الرسالة ) .. والجميع انطلقوا لبناء بلدهم بكل حب وإخلاص وأفادوا واستفادوا .. وفي قانونهم بند يصنف ” الكراهية ” بالجريمة ويحاسب مرتكبيها .

عمل إعلامي ممتع ورائع ومن الواقع
استمتع جدا ببرنامج اندركوفر باص ( مدير متخفي ) الذي تذيعه شبكة (سي بي إس) التلفازية مساء كل يوم أحد.. وتقوم فكرته على تخفي المسؤول الأول في شكل موظف بسيط والذهاب إلى العمل في إحدى فروع الشركة أو المؤسسة .. وهناك يلاحظ كل شيء على الطبيعة ويعرف الموظف الجيد والمثابر من الكسول والمخادع .. طبعا إلى هنا والأمر طبيعي جدا لأن المثير الذي لفت نظري هو قيام هذا المسؤول أو مالك الشركة بأعمال مزعجة جدا وقد تكون ممارستها مستحيلة لدي الكثير من الكبار وخصوصا في الوطن العربي فمثلا شاهدت حلقة لريك آركويلا مالك ورئيس مجلس إدارة ” روتو روتير ” لخدمات السباكة وتنظيف المجاري..إذ قام هذا الثري بالتنكر في ملابس عامل ونزل يعمل مع العمال على أساس أنه عامل جديد ويحتاج إلى من يدربه على العمل .. وحينها أجبره أحد العمال على تنظيف المجاري والمراحيض .. وبدوره قام المدير بهذا العمل المزعج بكل همة وقناعة .
والميزة في هذا البرنامج أن المسؤول يتلمس أوجاع عماله وفي النهاية يكشف عن نفسه ويفاجئ العمال بشخصيته ويقدم لهم مفاجآت سارة ويحل مشاكلهم .. ولهذا فإن أغلب الموظفين والعمال في كل الحلقات ينهمرون بالدموع من الفرح.
وبالمناسبة أصعب منظر شاهدته في البرنامج هو قيام براين بيتفورد صاحب ورئيس مجلس إدارة شركة طيران “فرونتتينر” عندما كان يقوم مع بعض العمال بتنظيف الطيارة من الداخل وتفريغ مخلفات الركاب ( البول والبراز ) من تحت الطيارة.. وبينما كان يقوم بذلك تطايرت المخلفات إلى وجهه وملابسه وهو الملياردير الذي تقوم شركته بتسيير أكثر من 650 رحلة يومية داخل الولايات المتحدة وأمريكا الوسطى …!!!¿

حتى تبقى الجودة عالية والفشل صفر

في نهاية الصيف الماضي قفز أحدهم من على سور البيت الأبيض حاملا سكينه في جيبه وتمكن من الوصول إلى عمق البيت الأبيض (تحدثنا عن هذا في رسالة سابقة ).. هذا السلوك هز وكالة الخدمات السرية وأطاح برئيستها جوليا بيرسون .. وهذا الجهاز مختص بحماية الرئيس الأمريكي وكبار المسؤولين ..وبعدها تم تشكيل لجنة متخصصة برئاسة (جيه جونسون) وزير الأمن القومي ومكونة من 50 من الوكالة و70 من الجهات الأمنية المتخصصة الأخرى ..وأضافت شبكة (إي بي سي نيوز) التي نشرت التغطية ( 18 ديسمبر ) أنه وبعد نقاشات ومداولات أصدرت اللجنة خمس توصيات هي:
رفع سور البيت الأبيض وتعديله ووضع رؤوس حادة على قمته بحيث يمنع أي واحد من التسلق تعيين قائد قوي وممتاز للوكالة من خارجها اعتماد ميزانية جديدة تسمح بتوظيف 85 شخصا متخصصا و200 ضابط حراسة الاستعانة بالعلماء والمهندسين والمبتكرين وآخر توصية طالبت بمزيد من المساءلة والمسؤولية كي تبقي جودة العمل عالية ومستوى الفشل صفر .

كاميرات من أجل بناء الشفافية

قريبا ستكون مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا أول مدينة أمريكية تزود كل رجال شرطتها بكاميرا فيديو ملصقه على أجسادهم .. هذا ما أعلن عنه مؤخرا (إريك قارستي) عمدة المدينة وقال في مؤتمر صحافي ( 18 ديسمبر) أن المدينة أقرت شراء سبعة آلاف كاميرا لرجال الشرطة من أجل توسيع الشفافية والمسؤولية لأن الثقة بين الناس والشرطة ممكن تنهار خلال لحظة ولكننا بالشفافية نبني الثقة .
ويذكر هنا أن الإدارة الأمريكية قد دفعت 363مليون دولار وهو نصف المبلغ المخصص لشراء 50 ألف كاميرا لتغطي الشرطة في أنحاء الولايات المتحدة .. وجاء هذا القرار بعد سلسلة حوادث مميتة بين الشرطة والآخرين كان أولها مقتل براون في فيرقسن وآخرها ليلة الثلاثاء الماضي بولاية ميزوري عندما رفع مراهق أسود المسدس على وجه رجل شرطة أبيض في إحدى محطات البترول وقام الأخير بقتله فورا.

قد يعجبك ايضا