احتفل المسيحيون في جميع أنحاء العالم أمس بعيد الميلاد حيث توافدت الطوائف المسيحية من مختلف أنحاء العالم إلى مدينة بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة للمشاركة في الصلاة في الكنيسة وتأتي هذه الاحتفالات لهذا العام وسط أجواء يسودها اضطرابات وأحداث إنسانية مأساوية خاصة في منطقة الشرق الأوسط وعدد من دول العالم رغم تلك المآسي فقد اكتست مدينة بيت لحم أجمل حللها وظهرت بأبهى صورها استعدادا لاستقبال الآلاف من المسيحيين الذين قدموا لإحياء هذه المناسبة.
واقتصر مشهد عيد الميلاد في بيت لحم على مجموعة من كشافة فلسطينيين يقرعون الطبول ويعزفون على القرب رافقوا موكب المونسنيور فؤاد طوال أعلى سلطة كاثوليكية في الأراضي المقدسة حتى كنيسة المهد التي وضعت في ساحتها شجرة ضخمة مزينة بالأضواء الحمراء والسوداء والفضية بينما وقف رجل يرتدي لباس بابا نويل لتوزيع الحلوى.
ورأس المونسنيور فؤاد طوال قداس منتصف الليل في كنيسة سانت كاترين المجاورة لكنيسة المهد بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي ذكر بمناسبة الميلاد أن “جل ما نريده من أعياد الميلاد هو العدالة”. وأضاف “في الوقت الذي يتحدث فيه المجتمع الدولي عن استئناف عملية السلام تذكرنا أعياد الميلاد بوجه عام والوضع في بيت لحم بشكل خاص أن كلمة السلام لا يمكن أن تبقى فارغة على الدوام” مؤكدا أن “أي مبادرة لتحقيق السلام ستفشل ما لم يتم تحقيق العدالة للفلسطينيين”.
وفي العاصمة السورية دمشق تبدو زينات عيد الميلاد خجولة هذا العام مقارنة بما كانت تشهده الأحياء المسيحية كـ”القصاع وباب توما وغيرها قبيل سنوات الحرب.
إلا أن الاحتفالات بعيد ميلاد لم تغب كليا عن الشام التي تشهد أوضاعا امنية مستقرة نوعا ما قياسا بالعامين الماضيين بينما تتوجه الأنظار إلى أحياء حمص القديمة “الحميدية وبستان الديوان” حيث تعود إليها الأجواء الميلادية بعد أن غابت عنها ثلاث سنوات تحصنت خلالها فيها المعارضة المسلحة وسط حصار الجيش السوري لكن الوضع تغير مع استعادة السيطرة للجيش على تلك الأحياء وإنسحاب المسلحين منها مطلع شهر مايو الماضي.
ورغم الحرب التي تعصف بسوريا وجد هؤلاء بعض الوقت للاحتفال ففي كنيسة سيدة دمشق احتفل عدد من المسيحيين بمناسبة أعياد الميلاد
وفي العراق تأتي هذه المناسبة في ظروف صعبة خصوصا لنحو 150 ألف مسيحي عراقي اضطروا إلى النزوح من منازلهم بعد هجمات تنظيم الدولة الإسلامية الذي استهدف المسيحيين والأقليات الأخرى.
وقال بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق لويس رافائيل الأول ساكو إنهم “ما زالوا يعيشون في وضع مأسوي ولا توجد أي حلول سريعة لهم”.
وبحسب البطريرك فإنه “خاصة في عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية هم بحاجة إلى إشارات تؤكد لهم أنهم ليسوا وحدهم وغير منسيين”.
وفي فرنسا جرى الاحتفال بعيد الميلاد وسط إجراءات أمنية مشددة بعد ثلاثة حوادث أحدها على صلة بالتطرف الإسلامي أوقعت قتيلا و25 جريحا.
أما في كوبا فكانت الاحتفالات بعيد الميلاد التي حظرها النظام لفترة طويلة ذات طعم خاص في أجواء من البهجة والفرح مع هدية ثمينة: التقارب مع الولايات المتحدة.
وفي روما ترأس البابا فرنسيس قداس في كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان.
وكان البابا فرنسيس أعرب عن قلقه البالغ على وضع المسيحيين في الشرق الأوسط في رسالة وجهها اليهم داعيا إلى الحوار مع الأديان الأخرى على الرغم من الصعوبات.
وأكد البابا موقفه قائلا إن “الوضع المأساوي الذي يعيشه أخوتنا المسيحيون في العراق بالإضافة إلى الايزيديين والمنتمين إلى الجماعات العرقية والدينية الأخرى يتطلب اتخاذ موقف واضح وشجاع من قبل جميع المسؤولين الدينيين كي يشجبوا بالإجماع وبشكل لا لبس فيه جرائم من هذا النوع وينددوا بالتذرع بالدين لتبريرها”.
في المقابل لن تنظم احتفالات عامة بسبب وباء “ايبولا” في سراليون حيث قال رئيسها ارنست باي كوروما “على المسيحيين الذين سيتوجهون إلى الكنيسة لحضور قداس منتصف الليل العودة بعد ذلك إلى منازلهم والاحتفال مع أسرهم”.
أما في الصين فقد حضرت السلطات المحلية في إحدى كبرى مدن شرق الصين على مؤسساتها التعليمية الاحتفال بعيد الميلاد بداعي أن ينطوي على تقليد للثقافة الغربية فيا منعت إحدى جامعات البلاد طلابها من الاحتفال.
Prev Post
قد يعجبك ايضا
