ـ وزارة المغتربين مطالبة بمزيد من الرعاية والاهتمام بالجاليات اليمنية في الخارج
– لا نملك حق التوقيع على دفن الجثث مجهولة الهوية وهناك لجنة سعودية من خمس وزارات تتولى المهمة
– ظاهرة المتسللين اليمنيين إلى جازان للعمل تشكل عبئاٍ كبيراٍ للجالية
200 ألف مغترب يمني في جازان ونحاول حل أية قضايا أو مشاكل تصلنا أولا بأول
– أحصينا 7806 سجناء يمني خلال سنة ونصف وجرائم القات في المرتبة الأولى
الحوار مع الأخ / عبده الشوخي رئيس الجالية اليمنية في جازان يحبس الأنفاس أمام كمُ من المشاكل التي تقع على عاتق قيادة الجالية بحكم المنطقة الحدودية التي جعلتهم العين الحمراء الساهرة لاستقبال مشاكل اليمنيين المتسللين الباحثين عن عمل من أجل توفير لقمة العيش لأسرهم في ظل تردي الأوضاع المعيشية بسبب الأزمة السياسية التي يعيشها الوطن فمنهم من يبقى في جازان والبعض الآخر يعتبرها نقطة عبور إلى بقية أراضي مناطق المملكة وهناك من يصيب ومن يخيب وفي كلتا الحالتين مرجعهما جازان مما يجعل قيادة الجالية على الدوام في حالة استنفار لما يمليه ضمير العمل التطوعي ومبدأ ذوي القربى .. تسمرت وأنا في استماع له وبالكاد أرسل إليه أسئلة في لحظات تنهداته وصمته وخرجت بهذه الحصيلة :
* بداية ما هي أبرز المشاكل التي تواجهها الجالية اليمنية في جازان¿
– جالية جازان هي من أكبر الجاليات عدداٍ ومشاكل وعلى مستوى المملكة بحكم الحدود وخاصة الساحلية المفتوحة أكثر من المناطق الشرقية كنجران وشرورة وقد يكون التهريب أو التسلل إلى هاتين المنطقتين شبه معدوم على عكس جازان وأهم المشاكل التي نعانيها مشكلة المتسللين بطريقة غير مشروعة صحيح أنه يدخل متسللا بغرض الحصول على العمل في المزارع أوفي بعض المؤسسات أو في أي مكان المهم يعمل من أجل لقمة العيش.. وتشكل جازان منطلقهم إلى بقية أراضي المملكة عن طريق مهربين لديهم سماسرة محترفين في حرض يعملون بطريقة يمكن وصفها (بالتهريب المنظم) إلى أي مناطق يرغب الباحثون عن العمل فيها.. حيث يتحرك المهربون من بعد منتصف الليل ودائما ما تعترضهم دوريات حرس الحدود السعودي ويبدأ العسكري مناداته بالتوقف والمهرب يرفض الاستجابة للنداء ويغامر بالهروب فيتم مطاردته ليس على فرضية أن لديه أشخاصاٍ يتم تهريبهم إلى السعودية بحثا عن عمل من أجل لقمة العيش وإنما على فرضية الشك بأنه يحمل مخدرات أو سلاح أو من المطلوبين أمنياٍ أو إرهابيين فيضطر العسكري إلى أن يطلق عيارات نارية تحذيرية للسائق بالتوقف ما لم تتم مطاردته حتى يتم القبض عليه ومن معه في السيارة .. وأحيانا يصادف بسبب السرعة العالية في المطاردة تكون الطلقة التحذيرية قاتلة والمؤسف أن هؤلاء الأشخاص لا يحملون أي وثائق تثبت أسماءهم أو من أية محافظة هم.
نحن كقيادة للجالية اليمنية في جازان نتلقى البلاغات من القنصلية اليمنية بالذهاب إلى المستشفى الفلاني للتعرف على جثث المتوفين إذا كان بينهم يمنيون ومباشرة نذهب إلى المستشفى ونشاهد الجثث وندقق بالنظر إليها فنجد جثة ملامحها يمنية لكن لا ندري من هو ولا من أية محافظة فنحتار في أمرها فتبقى الجثة في ثلاجة المستشفى دون أن تعرف أسرته وأهله أنه توفي وبحسب القانون السعودي تبقى الجثة في ثلاجة المستشفى مدة معينة وإذا لم توجد هناك مطالب بها يتم أخذ فحص الحمض النووي من الجثة وتستكمل بقية الإجراءات وتدفن الجثة ويبقى الفحص لدى المستشفى إلى أن يظهر أحد أقرباء المتوفي فيأخذونه لفحص الحمض النووي وتتم مطابقته مع فحص الجثة وإذا كان مطابقا يتم استكمال إجراءات التعويض وفق الوثائق المطلوبة التي يتعامل معها النظام السعودي.
مشكلة السجناء
* ماذا عن مشكلة السجناء¿ وما هي جهود قيادة الجالية في متابعتها وإيجاد الحلول¿
– تتمثل مشكلة السجناء في وجود مساجين انتهت فترة محكوميتهم أو عليهم حقوق مثل الدين أو الذين حصلوا على إعفاء من السلطات السعودية ولكن لا يوجد من يستلمهم أو لا يوجد ما يثبت هويتهم والسجناء في سجون المنطقة تحاول الجالية بالتنسيق مع القنصلية ترتيب زيارة للجنة السجناء في القنصلية لاستخراج تصاريح مرور لهؤلاء السجناء ومن المشاكل مشكلة الموقوفين في قسم الترحيل فنظراٍ لقرب المنطقة من الحدود اليمنية – السعودية يتسلل كثير من اليمنيين عبر هذه الحدود مما ينتج عنه الكثير من حوادث الوفاة عن طريق حوادث السير وهي التي يصعب التعرف عليها حتى يتم إبلاغ ذوي المتوفي وهناك من يتم توقيفهم نتيجة لعدم حملهم أوراق ثبوتية هناك حالات أخرى لحالات الموقوفين مثل الذين يتعرضون لحادث دهس يشوه صورهم مما يصعب التعرف عليهم أو الذين يموتون نتيجة الغرق في مجاري السيول.
ومن المشاكل أيضا مشكلة المتسللين كما ذكرت لك ولكننا نعاني أكثر من تسلل الأطفال والنساء حيث يتعرضون إلى الابتزاز والتحرش الجنسي من ذوي النفوس الضعيفة إضافة لمشكلة المغتربين مع كفلائهم والتي تنحصر في مشكلة الشراكة التجارية ومشكلة نقل الكفالة أو طلب بعض الكفلاء دفع مبلغ شهري من المكفولين والمتاجرة بالفيز التي تتسبب بالمزيد من المعاناة لليمنيين وهناك مغتربون لديهم أسر تسكن معهم في الغربة وهم بدون إقامة مما يجعل أبناء هذه الأسر غير متعلمين فتتضاعف المشكلة بالنسبة لهم ولوطنهم.
مصابون بفيروس الكبد
* ما هي القضايا الأخرى التي تشغل بالكم غير التهريب¿
– بصراحة لدينا الآن قضية مهمة جدا وهي قضية الأشخاص المصابين بفيروس الكبد الوبائي وقد تزايدت الحالات ولدينا الآن (150) حالة مرضية بالفيروس في السجن وهذا يفترض من مهمة وزارة المغتربين وهذه رسالة أوجهها للأخ الوزير المهندس علوي محمد بافقيه وقد سبق وأن رفعت بتقرير للوزارة قبل سنة بـ (70 ) حالة هؤلاء الأشخاص دخلوا السعودية في السنوات القريبة الماضية عبر مكاتب ترحيل بتأشيرات (إستيكار) مزورة مقابل مبالغ مالية كبيرة لأنه في السابق لم تكن توجد أجهزة تكتشف تأشيرة ( الإستيكار) المزورة والتي تتطابق مع نفس تأشيرة السفارة المهم هؤلاء الأشخاص تم اكتشاف تأشيراتهم بأنها مزورة وأنهم مصابون بفيروس الكبد الوبائي وأودعوا السجن لترحيلهم وسبق ترحيل البعض بحكم التأشيرات المزورة والمرض بفيروس الكبد الوبائي لذلك أقول أن على وزارة المغتربين أن تحاسب المكاتب ولدينا أسماء المكاتب حتى لا تمر عملية النصب وخداع الناس مرور الكرام وفي نفس الوقت تجنب الآخرين من الوقوع في مصيدة المكاتب خاصة وأن التأشيرة تباع بمبالغ تصل إلى ما فوق الـ (15000 ) ريال سعودي وهذا من العيب على الوزارة أن تترك المكاتب تنصب على الناس ويبقى السؤال أين دور الوزارة والقنصلية والجالية اليمنية وأنا من جديد أطرح هذه المشكلة عبر صحيفة الثورة لعلها تحظى باهتمام الوزارة بمعية الوزير الجديد.
تعاون القنصلية
* مع حجم هذه المشاكل.. هل تحظى الجالية بتعاون القنصلية في هذا الجانب أو في أنشطة أخرى¿
– ليس مجاملة إذا قلت نعم ولا يمكن أن أتنصل من الحقيقة لأن معظم الخطابات نتلقاها من القنصلية كما أسلفت آنفا باعتبار رئاسة الجالية هي حلقة وصل بين المغترب والقنصلية في حل مشاكله .. أما في بقية الأنشطة نحن نتعاون مع القنصلية مثلا عندما ترسل لجنة لتجديد الجوازات نساهم في عملية الترتيب لتسهيل عمل اللجنة دون إحداث فوضى لتستكمل عملها في نفس الوقت المحدد لها سلفا من القنصلية دون ابتزاز المغترب ونراقب عمل أعضاء اللجنة لئلا تتم إضافة مبالغ فوق التسعيرة الرسمية البالغة ( 360 ) ريالا سعوديا وإذا حصل ذلك نتدخل ونبلغ القنصلية لاتخاذ الإجراءات ضد اللجنة بكامل طاقمها حرصاٍ منا على ألا يتم استغلال المغترب لكن للأمانة لم تحدث أية زيادة فوق الأسعار الرسمية المقرة من القنصلية طيلة الفترة الماضية .. أما بالنسبة للأنشطة فأود أن أشير هنا إلى أن لدينا إدارة خاصة بالفنون الشعبية تشارك في الاحتفالات الموسمية وأيضا فريقاٍ رياضياٍ يشارك في دوري الجاليات لكن وكما قلت نحن بحكم موقعنا الحدودي نركز أساسا على مشكلة المغترب والقضايا التي تمس المغترب بشبه يومي والمشاكل التي تسيء للمغترب وتؤدي إلى عوامل نفسية على المغترب المقيم خاصة عندما نقرأ الإخبار أنه تم القبض على يمنيين بتهمة تهريب القات أو الحشيش هذا يؤثر من حيث النظرة على سلوك المقيم.. صحيح أن سلوك وأخلاق المقيم راقية وعالة جدا لكن قد تتراجع وكما يقول المثل ( الحسنة تخص والسيئة تعم) مع أنهم أبرياء مما يحدث لهذا نحاول وبقدر الإمكان حل أية مشكلة أولا بأول خاصة وأن جازان تحتضن حوالي (200 ) ألف مغترب يمني.
أهم القضايا
* ما هي أبرز قضايا المغتربين التي يعانون منها في بلدهم¿
– الأراضي التي يتم الاستيلاء عليها من قبل نافذين أو من قبل جهات حكومية لتحويلها إلى مرافق عامة دون تقديم أي تعويضات كما يواجه المغتربون صعوبات كثيرة عند رغبتهم الحصول على رخصة بناء وفقاٍ للمخططات كما هو الحال مع بقية مكاتب الخدمات الأخرى (مياه- كهرباء- ضرائب- واجبات) إضافة إلى التطويل في فترة التقاضي أو تناول قضايا المغتربين في المحاكم دون حضورهم أو وكلائهم ويشار في محصلة الشجار إلى حضور المغترب وعند صدور الأحكام النهائية فغالبيتها لا ينفذ أيضا وهذا الأهم فقضايا المغتربين لا تجد الاهتمام الكامل من قبل بعض المحافظين ومدراء المديريات الأمر الذي يضاعف من المعاناة ويستنزف مدخراتهم وعائداتهم وهناك مسألة أحب التذكير بها وهي مساهمة المغتربين في كثير من الشركات الحكومية والأهلية والتي أعلن إفلاسها دون مراعاة لحقوق المغتربين مما يتسبب في إحجام المغتربين عن المساهمة في أية مشاريع تنموية قادمة وتبقى أهم قضية وسيدة القضايا كلها ألا وهي قضية عدم تعزيز قدرات وإمكانات وزارة شؤون المغتربين بما يمكنها من تقديم جميع أوجه الرعاية المختلفة للمغتربين اليمنيين في الخارج.
معالجات وتسهيلات
* ماهي الحلول لكل تلك القضايا والمشاكل من وجهة نظرك كمغترب وكرئيس جالية¿
– معالجة أية إشكالات تتعلق بالجوازات وأسعارها التي كثيراٍ ما يشكو المغتربون منها والتنسيق مع وزارة المغتربين بشأن مشاكل الحقوق والأملاك في الوطن الناجمة عن بعض التصرفات الخاطئة للأفراد أو المؤسسات في الداخل والمتابعة والاهتمام المشترك لتحسين مستوى التعليم والتنسيق بين الخارجية وشؤون المغتربين ومصلحة الهجرة والجوازات بشأن توسيع شبكات محطات إصدار الجوازات للمغتربين في بلدان الاغتراب لتقديم التسهيلات للجاليات اليمنية وأبنائها وحصولهم على الجوازات بكل سهولة ويسر وبالنسبة للعمالة اليمنية فعليها أن تؤهل نفسها لكي تحصل على فرص العمل أمام العمالة المنافسة والمؤهلة من الدول الأخرى خاصة الدول الآسيوية وعلى السفارات والقنصليات اليمنية في الخارج أن تقوم بالتنسيق مع الجهات الإعلامية بالوطن لإحياء أنشطة إعلامية وثقافية وفنية في المناسبات الوطنية وعقد الندوات والمحاضرات في بلدان الاغتراب للاستفادة من إمكانات وقدرات الجاليات وأبنائها.
محاضر دفن الجثث
* عودة لقضايا ضحايا التهريب.. يقال أن قيادة جالية جازان توقع على محاضر دفن الجثث بشكل سري .. ما تعليقك¿
– هذا لا أساس له من الصحة وبصراحة أنا قرأت في بعض المواقع الإخبارية الالكترونية وفي مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك بأن رئيس الجالية يوقع على دفن الجثث فهذا مضحك جدا لغباء كاتب الخبر لعدم إدراكه بالنظام السعودي .. فالسعودية لديها نظام وقانون من أشد القوانين وخاصة في هذا الجانب ولا يمكن أن تدفن أية جثة إلا بعد أخذ كافة الإجراءات .. وفي حالة ظهور أحد من أسرة المتوفي وتعرف على الجثة يؤخذ منه الفحص النووي وإذا ثبت أنه فعلا قريبه يطلب منه حكم بحصر وتوكيل من الورثة معتمد ومختوم ومصادق عليه من وزارتي العدل والخارجية اليمنيتين وأيضا معتمد ومصادق من السفارة السعودية بصنعاء بعد كل هذه الإجراءات يستلم الجثة ويتم دفنها .. وفي حالة أن الجثة مجهولة الهوية ولم يتعرف عليها أي شخص وكما قلت سابقا يؤخذ منها الفحص النووي ويتم تصويرها وتضاف الصورة إلى ملف القضية وبعد مرور ستة أشهر تأتي لجنة مكونة من خمس وزارات سعودية تطلع على ملفات القضايا وبعد التأكد من حالتها تصدر أمرا إلى مقام الإمارة بدفن الجثث دون تدخل السفارة أو القنصلية أو قيادة الجالية .. المهم قرار اللجنة هذا يعني ان هناك قانوناٍ ونظاماٍ وليس كما يتصور الآخرون بأن عملية الدفن تتم عشوائيا وأضيف معلومة أنه حتى أمير المنطقة لا يملك أية صلاحيات تخوله بإصدار قرار أو أمر أو توجيه بالدفن مهما كانت الظروف والأسباب فكيف بنا نحن في قيادة الجالية وهذا أمر مبالغ فيه وغير مقبول وغير معقول ولايصدقه عقل إنسان عاش في المملكة ويعرف قوانينها.
حالات متشابهة
* هل هناك حالات مشابهة لما ذكرت¿
– عندي في الوقت الراهن عدة حالات متشابهة لجثث دفنت وجاءوا أهلها بعد سنة أو سنتين ولم يتم إقرار أن الجثة التي دفنت أنها لهم إلا بعد أخذ الفحص النووي ومطابقته مع فحص الجثة وإذا تطابق تستكمل الإجراءات ويرفع التقرير إلى مقام وزارة العدل لصرف التعويض ويسلم للشخص نفسه صاحب التوكيل دون تدخل الجالية ولا حتى القنصلية أو السفارة أو أمير المنطقة ..وللإشارة أن الجثة يتم تصويرها في مكان الحادث ومن ثم في المستشفى وتخضع لفحص الحمض النووي هذا العمل تقوم به الأدلة الجنائي وهي التي تقوم بالتصوير والفحص النووي قبل أن توضع الجثة في الثلاجة وهذا الإجراء يتم ليس فقط على اليمنيين بل على كل الجنسيات لأن هناك متسللين من القرن الأفريقي وظهرت بكثافة في الآونة الأخيرة نتيجة الأوضاع في الصومال مثلا فعندما يتوفى الشخص ولم تكن لديه وثائق يكتب على الجثة مجهول الهوية.
مجهولة الهوية
* كم المدة الممنوحة لبقاء الجثث المجهولة الهوية في ثلاجة المستشفى¿ – بحسب الحالة لكن مجهولة الهوية ستة أشهر وبعد مرور هذه الفترة يتم استكمال إجراءات الدفن لأن الجثة يتم تصويرها في موقع الحادث ثم يصورونها مرة أخرى قبل دخولها الثلاجة كما يؤخذ منها الفحص النووي وهذا العمل تقوم به الأدلة الجنائية و يشمل جميع الجنسيات وليس خاص باليمنيين فقط لأن هناك في متسللين من القرن الأفريقي والمهم أنه يكتب في ملف المتوفي مثلا ملامحه يمنية أو صومالية أو أثيوبية .. إلخ.
* إذا جاء إليك شخص يبلغك أن أخاه مفقود منذ فترة.. ما دورك كرئيس للجالية في هذه الحالة¿
– بما أني رئيس جالية ومهمتي طوعية خدمية وإنسانية أبادر بالتعاون معه وأحاول عمل مقاربة بين الفترة التي فقد فيها قريبه والفترة التي بلغني بها وأذهب إلى مكان يسمى (الوقوعات) وأخبرهم أن يمنياٍ مفقوداٍ منذ التاريخ الفلاني ولم نعرف عنه شيئاٍ, هم يطلعون على الكشف الذي عندهم موثق لحالات الوفاة وإذا وجدت لديهم يخبرونا أن جثة مجهولة الهوية سلمت للمستشفى الفلاني خلال تلك الفترة بعد ذلك أذهب مباشرة إلى المستشفى أنا وشقيقه للتعرف على الجثة فإذا كانت للشخص الذي نبحث عنه هنا ينتهي دوري ويبدأ دور شقيقه في جمع الوثائق مع التوكيل من الورثة لاستلام الجثة لدفنها وإذا كانت لشخص آخر يبقى دوري مستمراٍ في البحث والتواصل مع شقيقه وأحيانا أوفق وأحيانا يظل الأمل قائماٍ وهكذا نخدم الناس الذين يلجأون إلينا بجهودنا الذاتية كواجب إنساني في المقام الأول. . فدورنا البحث عن المفقودين عند الطلب وحاليا مثلاٍ عندي حالة إنسانية سبق وأن تحدثت عنها مع الأخ / عبدالقادر عائض وكيل وزارة المغتربين وهي حالة مازلت حائراٍ في أمرها .. شخص يمني مسجون في جازان على قضية ( قات ) وأرجوك التعاون معي بنشر صورته .. هذا الشخص تشاجر مع يمنيين داخل السجن وتعرض لضربة في إحدى كليتيه أدت إلى وفاته وتم توقيف ثلاثة أشخاص على خلفية القضية ولم أتمكن التواصل مع أحد لعدم معرفتي اسمه بالكامل وكما يقول أصحابه أنه (بجاش ) لكن اسمه مختلف قليلاٍ لا أحد يعرف اسمه الصحيح بالكامل أنا حاولت أبحث عنه إلا أنهم قالوا لي هذا له في السعودية حوالي عشرين سنة عايش في الحدود يشتغل بالقات المهم الثلاثة الأشخاص الموقوفين احتارت في أمرهم حتى السلطات في جازان لم تتمكن من محاكمتهم أو الإفراج عنهم طالما لم يوجد من أولياء المتوفى وأصبح الثلاثة الأشخاص معلقين بين السماء والأرض فمن يعرف الاسم الكامل يتصل بجالية جازان لعلنا نتمكن من حل المشكلة ..
أيضاٍ حالة أخرى لشخص من ( يريم ) كان ماراٍ في الفجر بالطريق صدمته سيارة ولا يحمل أية وثيقة بقاء في ثلاجة ستة أشهر واتخذت كل الإجراءات وتم دفنه وله حكم بالدية ومن أجل يكون الجميع في الصورة لم تسلم الدية لأي شخص ومنتظرون وصول أي أحد من أقربائه ليؤخذ منه الفحص النووي ويتم استكمال الإجراءات ويستلم التعويض.
إجراءات السفر لدفن الجثة
* ما هي الإجراءات والوزارات التي تمكن أحد أفراد أسرته من السفر إلى السعودية لإكمال مهمة دفن الجثة ¿
– في حالة ظهور أسرة له يتم اختيار الشخص الذي سيقوم بالمهمة وأول خطوة يقوم بها هي إخراج حكم بحصر الورثة للمتوفى من المنطقة التي يعيش فيها والثانية وكالة من جميع الورثة تصدق من وزارتي العدل والخارجية اليمنيتين ومن ثم تتم المصادقة بالسفارة السعودية بصنعاء هذه مطالب أساسية ولا يمكن أن يتعاملوا مع أحكام لم تصدق عليها السفارة السعودية والاخوة في وزارة المغتربين والقنصلية اليمنية يعلمون بأن السعودية لايمكن في أي حال من الأحوال أن تتعامل مع وثيقة لم تعتمد من العدل والخارجية وتصادق عليها سفارة بلادها في دولة بالعالم مهما كانت خوفا من التزوير في الوثائق.
ظاهرة التهريب للاغتراب
* التهريب للاغتراب أصبح ظاهرة تؤدي غالبا إلى المجهول .. كم تصلكم من هذه القضايا في الشهر مثلا ¿
– من الصعب التحديد فأحيانا تصل إلينا بلاغات من القنصلية في الشهر عن حالة وأحيانا في الأسبوعين ثلاث حالات والتهريب أنواع فتوجد هناك عصابات متخصصة بتهريب المخدرات والسلاح والقات والبشر وبشكل عام أنا ضد التهريب مهما كان نوعه لأنه يشكل خطر علينا وعلى دول الجوار وأحيانا المهرب يستغل فرصة الأشخاص الذين سيتم تهريبهم ويحمل قاتاٍ وحشيشاٍ وفي حالة القبض عليه ينكر أن القات والحشيش تبعه ويحمل المسؤولية الأشخاص الذين معه ويقعون ضحايا التسلل والقات والمخدرات وهذه كارثة الخروج منها ليس بالسهل ناهيك من بعض المهربين أصبحوا في الأيام الأخيرة يستغلون الأحداث في تهريب القات تحت مسمى عتالين يحملوهم قات إلى السعودية فمنهم يصادف مرورهم خلسة ومنهم من يتم القبض عليهم وإذا كانت أعمارهم من 12 إلى 14 سنة يتم الإفراج عنهم لأن القانون السعودي لا يحكم على الأحداث بالسجن إلا من تجاوز عمره الرابعة عشرة فيحال لقسم الأحداث ويأخذ عقوبة سنة أو سنتين وبعدها يرحل فورا .. قبل سنتين أجرينا بحثاٍ لحوالي 137 طفلاٍ ولدي أسماؤهم ومناطقهم وكمية التهريب وكم يتقاضون¿ وتخيل: يقوم بحمل القات لتهريبه بـ 50 أو 100 ريال سعودي ويقبض عليه ويدخل السجن ويقضي سنة أو سنتين فيفقد تعليمه كما لا تدري أسرهم عنهم أي شيء وهذا البحث عبارة عن استبيان كامل بمعلومات رسمية من وزارة العمل السعودية وأيضا من خلال الجلوس مع السجناء ما فوق السنة الرابعة عشرة وحصلنا على معلومات كثيرة وبلغنا الأخوة في حرض أن الأحداث يتعرضون من قبل المهربين إلى إيذاء جسدي ونفسي ومعنوي وأحيانا للقتل .. على أية حال المشاكل التي نعاني منها كجالية عديدة ومختلفة وتأخذ من وقتنا وغالبا ما تطغى على بقية أنشطتنا لكن هناك مشاكل يجب التطرق إليها لمعالجتها في اليمن مثل مشاكل الحجاج والمعتمرين والتي لا يعلم عنها أحد حتى الصحافة ونحن في جازان نعاني منها مع أن المسؤولية يتحملها قطاع الحج والعمرة بوزارة الأوقاف اليمنية حيث يتعرض الحجاج إلى مشاكل حيث يحملون معهم بعض الأشياء الممنوعة نتيجة الجهل بقوانين السعودية.
مشاكل الحجاج والمعتمرين
* ألمحت في حديثك عن تعرض الحجاج والمعتمرين اليمنيين إلى مشاكل مع أننا نعرف أنهم يسافرون أفواجا وبمعية لجان من قطاع الحج والعمرة أوجز ماذا يحدث¿
– مثلا الذين يسافروا بسياراتهم الخاصة هؤلاء يغيرون من محلات على الطريق فلوساٍ يمنية أو دولارات إلى عملة سعودية وهي مزورة وهم لا يعلمون أنها مزورة وعند التفتيش يكتشف بأنها مزورة فيتعرضون للمساءلة والعقوبات هذه واحدة والثانية تجد البعض يحمل علاجاٍ للحالات النفسية وهذه في السعودية تعتبر من الممنوعات وعليها عقوبات من سنة إلى سنتين وهناك منهم من ينسى قاتاٍ بجيبه أو في الشنطة وهذه مشكلة وعليها عقوبات شديدة وتجد واحداٍ يحمل رسالة وهو مش عارف ما بداخلها المهم أنه يريد أن يتجمل مع جاره في إيصالها وعند فحص الرسالة يكتشف أن فيها حرزاٍ وهذا من الممنوعات ويعاقب عليها.. لذلك أقول يفترض على وزارة الأوقاف قبل أن تعطي الشخص التأشيرة وتنظم ندوات أو محاضرات توعوية تجنب الحاج من الوقوع في مشاكل هو بريء منها أو تصدر كتيباٍ يوضح الممنوعات ويحذر من عواقب التأخير بعد فريضة الحج وكذلك من إضافة شخص من جماعته بدون وثائق سفر إلى جانب الأشخاص الذين دخل بهم إلى السعودية لأداء مناسك الحج .. مثلا في حج العام الماضي جاء شيخ من مكة وهو من منطقة يسلح ومعه شخص ليس من جماعته وأراد أن يعمل خيراٍ لوجه الله وفي الحدود اتضح أن ذلك الشخص لا يحمل وثائق والشيخ لا يعرف ذلك وقبضوا عليهما في الحدود وأدخلا السجن وصادروا السيارة وحكموا عليه بغرامة مالية .. لكن تدخلنا لدى الجهات المعنية.. وتابعنا القضية وأوضحناها حتى أطلقت سراحه السلطات السعودية مشكورة على تعاونها وهذه من المشاكل التي تأتينا في الحج والعمرة وأغلبها في الحج لأن معظم الحجاج يأتون من القرى ونتيجة لعدم وجود توعية يقعون في المشاكل والجالية تتحمل أعباء حلولها.
دين ومصير واحد
* كيف تقيمون تفاعل الجهات المختصة معكم سواء في اليمن أو في السعودية¿
– أحب أن أؤكد أن الشعبين اليمني والسعودي تجمعهما أواصر الأخوة ويربطهما مصير الدين الواحد والثقافة الواحدة وقد انعكس ذلك إيجابا لصالح المغتربين اليمنيين في المملكة وساهم كثيراٍ في حل الكثير من القضايا والمشاكل وقد لمسنا ذلك جلياٍ خلال سعينا لحلها بالتعاون والتنسيق والتجاوب الصادق مع الأشقاء في السعودية وخاصة من قبل المسؤولين في منطقة جازان كما نجد تعاوناٍ وتفاعلاٍ كبيراٍ معنا من قبل سعادة السفير علي العياشي الذي لا يألو جهداٍ في متابعة وحل قضايا المغتربين اليمنيين وبالنسبة لتعاون الجهات ذات العلاقة هنا في اليمن فنحن نجد تعاوناٍ من بعض الجهات وبعض الجهات لازالت تنظر إلى المغترب كمحفظة مليئة بالمال ولا يفكرون أبدا في إيجاد آليات وطرق ووسائل تساهم في تخفيف معاناة المغتربين وخاصة المستثمرين منهم والموضوع بمجمله يحتاج إلى مزيد من الوعي بالأهمية التي يمثلها المغترب وخاصة المغترب المستثمر للوطن اقتصادياٍ وتنموياٍ واستثمارياٍ ولعل الأيام القادمة تكون أفضل.
وضع المغترب في جازان
* بشكل خاص كيف تقيم وضع المغترب اليمني المقيم في جازان¿
– بالنسبة للاخوة المقيمين في جازان فأوضاعهم جيدة الكل يعمل بمجالات متعددة منها التجارة والزراعة والمقاولات والبناء وغيرها تعد من الأعمال التي يشتغلون بها من أجل كسب لقمة العيش الحلال ونقف إلى جانبهم في حل مشاكلهم والحمد لله لنا علاقة طيبة مع الأشقاء السعوديين على المستوى الرسمي والشعبي في جازان ومن خلالها نعمل على حل الصعوبات التي تواجه المغترب اليمني ونحظى بكل التعاون والاحترام من أخواننا المسؤولين السعوديين ويقدمون لنا كل التسهيلات ويعملون على معالجة كل الصعوبات التي تقف أمام المغترب اليمني والآن بدأت جامعة جازان تقبل ومجانا أبناء المغتربين من الذكور والإناث الحاصلين على معدلات عالية في الثانوية العامة ونحن كجالية وكأفراد مقيمين نحترم القوانين والأنظمة السعودية .. كما أننا على الدوام نحرص على التواصل والتنسيق مع السفارة والقنصلية ووزارة المغتربين لأننا نعتبر أنفسنا كقيادة للجالية اليمنية همزة وصل بين الجهات الحكومية في بلادنا والمغترب لحل مشاكله بالتعاون مع الجهات الحكومية السعودية ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز صاحب القلب المفتوح لكل اليمنيين لما يفاجئنا دائما بمكرمة بأمر ملكي بالإفراج عن عدد من اليمنيين المسجونين وخاصة المتهمين بتهريب القات والتي تصل عقوبتها إلى سنوات طويلة.
القات في المرتبة الأولى
* مؤخرا قمتم بزيارة إلى صنعاء .. ما الذي خرجتم به من نتيجة¿
– أنا احرص بين كل فترة وأخرى على زيارة المسؤولين اليمنيين الذين لهم علاقة وارتباط بشؤون المغتربين لإطلاعهم على أوضاع إخواننا اليمنيين المغتربين في منطقة جازان وعن مشاكلهم وماذا تم عمله لحل هذه المشاكل.
وخلال زيارتي الأخيرة قابلت عدداٍ من المسؤولين في وزارة المغتربين ووزارة الخارجية وقدمت لهم تقريراٍ متكاملاٍ عن أوضاع المغتربين في المنطقة خلال الفترة من 9 يناير 2013م إلى 30 يوليو 2014م حيث جاء التقرير نتيجة عدد من الزيارات التي قمت بها إلى السجون لتفقد أحوال اليمنيين فيها حيث بلغت خلال هذه الفترة 207 زيارات.
واشتمل التقرير على كشف تفصيلي بالأسماء والجرائم والتواريخ لكل مسجون يمني في تلك السجون حيث بلغ مجموع السجناء 7806 سجناء يمنيين وبلغ مجموع القضايا الشاملة لهؤلاء السجناء 7859 جاء القات في المرتبة الأولى وفي مقدمة القضايا بـ (6388قضية).
استقبال العام الجديد
* ختاما ماذا تود القول ونحن نقترب من استقبال العام 2015م¿
– كمثل أي مواطن يمني في الغربة أو داخل اليمن يتطلع إلى أن يسود اليمن الأمن والاستقرار ليس في العام الجديد فقط وإنما على الدوام وأن يتمترس الجميع في خندق واحد لبناء الوطن لا لتدميره فيكفي مآسُ وإراقة دماء فكلنا يمنيون والوطن ملك للجميع .. والكل يتطلع إلى الطمأنينة والسكينة بدلا من الفوضى وضجيج الأسلحة المدمرة للأرض والإنسان لخدمة من لا يروق لهم أمن واستقرار بلد يحتضن 25 مليون نسمة يمتلك تاريخاٍ وحضارة أذهلت شعوب العالم.. كما أتمنى أن يظل الوطن شامخا بأبنائه وأن تكون لغة المنطق والحكمة هي السائدة في معالجة المشاكل السياسية حتى لا نخسر وطناٍ ستظل لعنته تلاحق الجميع على مدى تاريخنا المعاصر وفي الأخير أستغلها فرصة وأرفع أرق التهاني لفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز متمنيا لهما دوام الصحة ليستمر عطائهما في خدمة الشعبين الشقيقين.