
• إلى الشمال من محافظة عمران تقع مدينة شهارة إحدى المدن الجميلة بجبالها وسهولها ووديانها ومدرجاتها الزراعية الخصبة والتي يمكن الوصول إليها من مدينة حوث حيث تشمل المدينة سلسلة جبلية يطلق عليها اسم جبال الأهنوم نسبة إلى قبائل الأهنوم التي تسكنها كما تضم عددا من المواقع التاريخية والمعالم الأثرية والسياحية أبرزها جسر شهارة أو كما يطلق عليه الجسر المعلق الذي يمثل إحدى معجزات الإنسان اليمني في فن البناء والعمارة والذي يعود تاريخ بنائة إلى مائة عام.
وقد أقيم الجسر على أخدود شديد الانحدار يفصل بين جبلي الفيش و الأمير الذي يبلغ ارتفاع الواحد منهما 3000 متر عن مستوى سطح البحر وبارتفاع يبلغ من أسفل الجسر إلى أعلى قمة الجبل نحو 200 متر وطول يبلغ 20 مترا كما بنيت في الأسفل عدة جسور تحتية ونوبة برج تم الاعتماد عليها في نقل الأحجار ومواد البناء إلى الأعلى ثم جرى تشييد جسمي الجسر على الجبلين الشرقي والغربي بارتفاع 10 أمتار ليصل بعدها طول الطريق بين الجبلين إلى 20 مترا وعرضها ثلاثة أمتار.
وحسب المصادر التاريخية فإن الجسر أقيم في الأساس لاختصار الطريق من خلال وصل الجبلين وتوفير الكثير من الجهد والوقت على السكان على الجانبين والذين كانوا يضطرون إلى النزول إلى الوادي الذي يفصل الجبلين ثم يصعدون إلى الجبل الآخر وكان يتعذر عليهم نقل الكثير من الأشياء فجاء بناء هذا الجسر للوصل بين السكان الموزعين على ضفتي الجبلين ويوحد المدينة بقسميها.
كما ورد في كثير من الروايات أن الذي قام ببناء وتصميم تركيبته الفنية والهندسية والمعمارية هو الأسطى (صالح) الذي عرفه الناس بهذا الاسم وقد قيل في بعض الروايات أن الأسطى صالح أصيب بهوس و جنون بعد أن انتهى من بناء الجسر حيث لم يستوعب عقله أنه قام بإنجاز شبه مستحيل تمثل في بناء الجسر ولم يصدق أنه من أنجز هذا البناء الأعجوبة.
تتميز مدينة شهارة إلى جانب ذلك بمقومات سياحية لا تقل أهمية وجذبا ومنها سور المدينة المزود بحصون دفاعية وسبعة أبواب رئيسية تفتح في الصباح وتغلق في المساء بالإضافة إلى عدد من المساجد والقلاع التاريخية التي تضم آلاف المخطوطات القديمة إلا أن جسرها يعد نموذجا لقدرة الإنسان اليمني على تجاوز الصعاب وقهر الطبيعة وأضحى معلما أثريا وقبلة للسياح في منطقة تواجه إهمالا كبيرا في مجال الخدمات.