دور التعليم في بناء الوطن

 د. جميل حسن شروف

التعليم هو حجر الزاوية في بناء الوطن وتقدمه، وهو الاستثمار الأكثر ربحية لأي دولة تطمح إلى مستقبل مزدهر. لا يقتصر دور التعليم على مجرد نقل المعرفة، بل يتعداه إلى بناء الإنسان والمجتمع والوطن بجميع جوانبه.

1.بناء الإنسان (المواطن الصالح)

تنمية الهوية والانتماء: يغرس التعليم حب الوطن والانتماء إليه، ويعرف الأفراد بتاريخ بلادهم وتراثهم وقيمها، مما يعزز هويتهم الوطنية.

تشكيل الوعي: ينمي التعليم التفكير النقدي والقدرة على التحليل، مما ينتج مواطنين واعين قادرين على فهم قضايا مجتمعهم والمشاركة في حلها.

تعزيز القيم والأخلاق: يعد المدرسة الأولى لتعليم قيم التسامح، النزاهة، المسؤولية، واحترام القانون والآخرين، وهي أساس المجتمع المتماسك.

2.بناء الاقتصاد (الدعامة المادية للوطن)

إعداد القوى العاملة المؤهلة: يزود التعليم سوق العمل بالكفاءات والمهارات المطلوبة في جميع المجالات (الطب، الهندسة، التقنية، الحرف المهنية)، مما يدعم عجلة الإنتاج والتنمية.

دعم الابتكار والبحث العلمي: الجامعات ومراكز البحث هي منبع الابتكارات والتقنيات الجديدة التي تدفع الاقتصاد نحو التنافسية العالمية وتأسيس صناعات مستقبلية.

مكافحة البطالة: يقلل التعليم المؤهل من معدلات البطالة من خلال تمكين الأفراد من امتلاك المهارات التي يحتاجها سوق العمل.

3.بناء المجتمع (النسيج الاجتماعي)

تعزيز التماسك الاجتماعي: تختلط في المدارس والجامعات شرائح المجتمع المختلفة، مما يعزز التفاهم والتسامح ويحارب الطبقية والتمييز.

محاربة التطرف والأفكار الهدامة: التعليم الجيد هو السلاح الأقوى ضد الجهل والتطرف، حيث يمنح الأفراد الأدوات الفكرية لتمييز الصحيح من الخاطئ.

تعزيز المشاركة المجتمعية: يربي التعليم الأفراد على مفهوم المسؤولية المجتمعية ويشجعهم على التطوع والمشاركة في initiatives لخدمة محيطهم.

4.بناء المستقبل (ضمان الاستدامة)

إعداد قادة المستقبل: التعليم هو المصنع الذي ينتج القادة في جميع المجالات، الذين سيتولون مسؤولية قيادة الوطن في المستقبل.

مواكبة المتغيرات العالمية: في عصر العولمة والثورة الصناعية الرابعة يصبح التعليم ضرورياً لإعداد أجيال قادرة على المنافسة عالمياً والتكيف مع المتغيرات السريعة.

تحقيق أهداف التنمية المستدامة: التعليم هو الهدف الرابع من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وهو المحرك الأساسي لتحقيق جميع الأهداف الأخرى مثل القضاء على الفقر والصحة الجيدة.

في الختام أقول إن التعليم ليس رفاهية بل هو قضية أمن قومي واستثمار استراتيجي. الوطن القوي يُبنى بعقول أبنائه ومهاراتهم وأخلاقهم لذلك يجب أن تكون جودة التعليم أولوية قصوى لأي دولة، لأنه أساس التقدم والازدهار والاستقرار وهو الجسر الذي يعبر بالوطن من الحاضر إلى مستقبل أكثر إشراقاً.

 

قد يعجبك ايضا