القمة العربية الإسلامية تختتم أعمالها في الدوحة بمخرجات مخيبة للآمال القمة في صنعاء وما دونها انبطاح !

كتب/ عباس السيد

 

كما كان متوقعا، لم تخرج القمة العربية الإسلامية الطارئة التي انعقدت في قطر بجديد، ولم تشذ عن سابقاتها من القمم العربية والإسلامية.
أمس الإثنين أنهت قمة الدوحة أعمالها بمشاركة نحو 57 دولة عربية وإسلامية يمثلون شعوبا تتجاوز الملياري نسمة، وتمتلك مقومات اقتصادية وعسكرية لا حصر لها. ومع ذلك، تمخض الجبل فولد فأرا، ويا ليتها لم تنعقد، فبيانها الهزيل لن يردع إسرائيل، بل يعطيها الضوء الأخضر للاستمرار في حرب الإبادة ضد الفلسطينيين والمضي قُدماً في مخططها التوسعي …
ومع ذلك سخر بنيامين نتنياهو من المواقف التي صدرت عن القمة والتي تدين العدوان الإسرائيلي على قطر، واعتبرها مجرد “نفاق”. وصف نتنياهو نابع من معرفة وعلاقات مع كثير من الأنظمة العربية والإسلامية المطبعة والمتواطئة والمتخاذلة، وهي شريكة في حرب الإبادة بطرق مختلفة .
إضافة إلى بند إدانة العدوان على قطر، تضمن البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية بنودا عديدة لكنها في مجملها تكريس للخذلان المستمر منذ عامين . البيان أشاد بما أسماه “الموقف الحضاري والحكيم” لدولة قطر في تعاملها مع العدوان .! 57 دولة عربية وإسلامية تصف الموقف الضعيف لدولة قطر بعدم الرد على العدوان الإسرائيلي بأنه موقف حضاري وحكيم . وعليها بحسب البيان، أن تواصل دورها في الوساطة بين كيان الاحتلال وحماس، وأن تستمر في استقبال وفود الموساد والشاباك الإسرائيليين المفاوضين وتقديم واجب الضيافة وفقا للنخوة والشهامة العربية، وعفا الله عما سلف .
بيان القمة دعا لاتخاذ إجراءات قانونية وعقابية ضد كيان الاحتلال، وترك الدعوة عائمة دون آليات محددة، واكتفي بتكليف الدول الإسلامية المنضوية في ” اتفاق روما ” للقيام بذلك، ودعا إلى وقف التعامل مع الكيان وتزويدها بالسلاح … الخ، هكذا وكأنهم يدعون دولا وكيانات أخرى .
وفي بند آخر أكد البيان على أن ” حل الدولتين” هو الحل النهائي والوحيد، مع أنهم يدركون أن هذا الحل بات من الماضي، أولا في ظل عملية الاستيطان التي قطعت أوصل الضفة الغربية وحولتها إلى كانتونات وجزر معزولة عن بعضها، وثانيا في ظل المواقف الإسرائيلية المعلنة والتي ترفض بشكل تام “حل الدولتين”،، وثالثا في ظل حرب الإبادة والتهجير في قطاع غزة، فعلى من يضحك قادة العرب والمسلمين بتمسكهم بهذا الخيار ؟!
القمة العربية والإسلامية، غاب عنها التمثيل الخليجي ـ إشقاء قطر وجيرانها ـ إذا اكتفت دول مجلس التعاون بتمثيل ضعيف، وغاب عنها سلطان عمان، ورئيس الإمارات وملك البحرين وأمير الكويت، ورغم حضور ولي العهد السعودي، إلا أنه لم يلق كلمة في الاجتماع . الدول المغاربية أيضا اكتفت بتمثيل ضعيف، إذا غاب الرئيسان التونسي والجزائري وكذلك عاهل المغرب .
باختصار، دعوة القمة لاتخاذ إجراءات قانونية ضد الكيان لن ترى النور، ويمكن القول أن ما قامت به دولة جنوب أفريقيا برفع دعوى الإبادة الجماعية إلى محكمة العدل الدولية يعد موقفا حرا وإنسانيا يتجاوز موقف 57 دولة من الأشقاء.
وفي صنعاء تتجسد القمة العربية والإسلامية بمواقفها الأخوية الصادقة، صنعاء التي تجترح البطولات في عملياتها لإسناد غزة منذ عامين، وتقدم الكثير من التضحيات ثمنا لمواقفها التي تجسد قمة العروبة وقمة الإسلام . وما عداها من قمم ليست سوى انبطاحات وهبوط في قعر الذل والخذلان .

قد يعجبك ايضا