الحرب تقترب من لبنان وعلى المحور الاستعداد للتدخلات الخارجية

القاضي/ علي يحيى عبدالمغني

 

لا شك أن المقاومة اللبنانية خلال إسنادها لقطاع غزة، قد تلقت ضربات موجعة، لعل أهمها وأبرزها اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصرالله -رضوان الله عليه-، إلا أنها لم تخسر المعركة، ولم تفقد قوتها وقدرتها على الصمود والمواجهة، وبقيت ثابتة على الأرض اللبنانية حتى آخر لحظة من اتفاق وقف اطلاق النار بين الحكومة اللبنانية والكيان الصهيوني، لذلك لم يتمكن جيش الاحتلال الصهيوني من السيطرة على قرية لبنانية واحدة أثناء المواجهة.

بعد وقف إطلاق النار مع الكيان الصهيوني، ظنت قيادة حزب الله وحركة أمل أن انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل الحكومة، سيعزز من قوة لبنان في مواجهة الاعتداءات الصهيونية، وسيحمي ظهر المقاومة سياسيا في المحافل الإقليمية والدولية، إلا أنها للأسف انخدعت بالوعود الكاذبة، ووقعت في كمين محكم، نزع عنها صفة الشرعية أمام المجتمع الدولي، وذلك من خلال تنازلها عن مرشحيها للرئاسة والحكومة، ومنح ثقتها للأدوات الأمريكية الصهيونية السعودية في لبنان.

كما أنها وقعت في كمين آخر من خلال التزامها حرفيا باتفاق وقف إطلاق النار وعدم الرد على الخروقات والاعتداءات الصهيونية، وشروعها فعليا في تنفيذ القرار الأممي 1701، بانسحابها من جنوب نهر الليطاني، وتسليم سلاحها ومواقعها هناك للجيش اللبناني، فيما لم يظهر الكيان الصهيوني شيئا من هذه النوايا الحسنة التي أبدتها المقاومة، وأظهر العكس تماما، فلم يلتزم باتفاق وقف إطلاق النار، واستمر في اعتداءاته اليومية، ولم ينسحب من الأراضي اللبنانية المحتلة المذكورة في القرار الأممي ودمر في لبنان بعد الهدنة أكثر بكثير مما دمره خلال المواجهة.

استغلت الإدارة الأمريكية والمملكة السعودية هذا المشهد لإقناع المكونات اللبنانية أن المقاومة هزمت، وأن الكيان الصهيوني انتصر، بدليل أن المقاومة انسحبت من جنوب الليطاني، وسلمت سلاحها هناك للجيش اللبناني، ووقفت صامتة أمام الاعتداءات.

من المؤسف أن بعض حلفاء المقاومة اقتنعوا بهذه الرواية، وصاروا يهرعون باتجاه السفارتين السعودية والأمريكية، لذلك صوتوا على قرار الحكومة العميلة بنزع سلاح المقاومة، وتكليف الجيش اللبناني بتنفيذ المهمة، لا شك أنه لا هذه الحكومة ولا رئاسة الجمهورية ولا الجيش اللبناني يملكون القدرة على نزع سلاح حزب الله، لذلك يهددون الحزب من الجنوب بالكيان الصهيوني، ومن الشرق بالجماعات الإرهابية، ومن الشمال بالأدوات السعودية، وبالنازحين السوريين في لبنان، لا قلق على المقاومة وبيئتها من الحرب الأهلية، فأغلبية الشعب اللبناني لا يريدها، وإن اندلعت لا سمح الله بتوجيهات سعودية –أمريكية، فإن المقاومة قادرة على حسمها بسهولة، القلق على لبنان عموما والمقاومة وبيئتها خصوصا من التدخلات الخارجية التي تلوح بها الأدوات الأمريكية والسعودية في لبنان، وهي تهديدات حقيقية وجدية تفرض على كافة أطراف محور الجهاد والمقاومة أن يكون على أهبة الاستعداد للتدخل في أي لحظة، وأن يبعث برسالة واضحة وصريحة وقوية بأنه إذا تدخل أي طرف خارجي في لبنان لصالح مكون على آخر، فإن المحور سيتدخل فورا وبقوة كما تدخل في غزة وأكثر، ولن يقف مكتوف اليدين وهو يشاهد العصابات التكفيرية والصهيونية تذبح طائفة لبنانية، دافعت زمنا طويلا عن كل الطوائف اللبنانية، ودفعت أثمانا باهظة دفاعا عن لبنان والأمة، فبعد مناقشة الحكومة اللبنانية خطة الجيش لنزع سلاح حزب الله، لم يعد هناك مجال للمناورة أو للصبر الاستراتيجي او الغموض السياسي الذي يبديه بعض أطراف المحور، الدور قادم على الجميع، والثمن الذي سيدفعه المحور اليوم أقل بكثير من الثمن الذي سيدفعه غدا.

* أمين عام مجلس الشورى

قد يعجبك ايضا