منذ توطين اليهود على أرض فلسطين أشاع التحالف الصهيوني الصليبي أحقيتهم بذلك فقد رسخ الإعلام والسياسات الاستعمارية في أذهان الشعوب أن العرب والمسلمين محتلون لفلسطين تارة وتارة أنها أرض خالية من السكان ولليهود الحق في السيطرة عليها وطرد العرب والمسلمين منها فهي أرض الميعاد.
الأنظمة العربية التي أنشأتها القوى الاستعمارية بموجب تفاهمات (سايكس بيكو)عملت على تثبيت التواجد اليهودي وتمكينه من التوسع بغض النظر عن اتجاهاتها وأيدولوجياتها وكانت المرحلية تقتضي ذلك حيث يتم إثارة كل الأزمات وبعث كل النعرات والاختلافات والحروب لإشغال كل قطر وبلد ونظام بأدوات النظام نفسه وحين تستفيق الشعوب لن تجد مفرا غير التسليم للإجرام والقبول به والتعايش معه.
لكن الأحداث المتتابعة التي شهدتها الساحة الفلسطينية أعادت التذكير بالقضية الفلسطينية وأحبطت مساعي الأنظمة المتصهينة من إنهاء القضية فلم تعد الدعاية الصهيونية والاستعمارية قادرة على تسويق الأكاذيب وعكس الحقائق.
لقد تحولت القضية الفلسطينية بفضل تلك التضحيات إلى قضية عالمية تتحرك من أجلها الجماهير وأسقطت الأكاذيب في وكر الشيطان (الأكبر أمريكا) مما جعلها تتخذ كل الوسائل الإرهابية من اجل تكميم الأفواه والأصوات المعارضة باستخدام الحبس والترحيل والفصل من الوظائف والاحتجاز ومنها أيضاً ممارسة أساليب اللوبي اليهودي بنشر الفضائح ضد المعارضين ووصل الأمر بالإدارة الأمريكية الحالية إلى منع الإعانات لمواجهة الكوارث لكل ولاية قد تفكر في مقاطعة كيان الاحتلال الصهيوني.
تصاعد حركات الاحتجاجات العالمية أدى إلى ابتداع أساليب جديدة تعتمد على تقديم الدعم للإجرام الصهيوني دون إظهار ذلك حتى لا يتم إثارة الرأي العام وإطلاق مبادرات وتصريحات منددة بالإجرام وإتاحة الفرصة لاستكمال جرائم الإبادة والتهجير القسري.
المبادرات التي تقدمها العقليات الاستعمارية تعمل على إجهاض كل تحركات الدول المناصرة للقضية الفلسطينية، فقد تحركت السعودية وفرنسا تحت عنوان حل الدولتين من اجل إفشال مساعي مجموعة لاهاي المناصرة لفلسطين فتم عقد مؤتمر(حل الدولتين)وخرج بيانه بواحد وأربعين قرارا لصالح الإجرام الصهيوني وتوصية وحيدة لصالح المقاومة(حق تقرير المصير).
القرارات الـ 41عملت على تجميل الإجرام وتبريره أما التوجيه الوحيد المتعلق بحق تقرير المصير فذلك حق أصيل مكفول بموجب مواثيق الأمم المتحدة والقوانين الدولية والإنسانية.
الحرب الإجرامية الدبلوماسية على القضية الفلسطينية تهدف إلى امتصاص غضب الشعوب والالتفاف على تنامي الوعي لديها .
الأنظمة المتصهينة العربية سقطت عنها أوراقها وانحازت إلى الإجرام الصهيوني بكل وضوح وجرأة وهناك دول لا علاقة لها بالعروبة والإسلام لكن مواقفها تتسم بالبطولة والشجاعة فسلوفينيا اعترفت بفلسطين وفرضت حظرا علي استيراد وتصدير ونقل الأسلحة للكيان المحتل ودعا رئيس إيرلندا الأمين العام للأمم المتحدة إلى استخدام الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لإجبار إسرائيل على وقف إجرامها وإدخال المساعدات الإنسانية وذلك ردا على إفشال أمريكا كل قرارات مجلس الأمن باستخدام (الفيتو)وهو موقف يتوافق مع مواقف البرازيل والأكوادور.
إسبانيا اتخذت مواقف متقدمة لصالح دعم القضية الفلسطينية ومساندة غزة بمنع تصدير الأسلحة وفي مقابل ذلك مواقف الخزي والعار من الأنظمة العربية الداعمة للإجرام الصهيوني الصليبي حتى الآن.
الشعوب الغربية أصبحت تدافع عن القضية الفلسطينية كما تدافع عن حقوقها الإنسانية والديمقراطية في مواجهة اللوبي الصهيوني الصليبي الذي انهارت كل إشاعاته الكاذبة والفضل في كل ذلك إلى طوفان الأقصى الذي أوجد حراكا عالميا لصالح الديمقراطية وهوما سيؤدي حتما إلى سقوط سيطرة اللوبي اليهودي واللوبي المسيحي المتصهين في اسرع وقت .
الشعوب العربية والإسلامية كبلت بالأنظمة الاستبدادية والقمعية والديكتاتورية بكل أشكالها وأنواعها ولو أتيح لها المجال لما قصرت في دعم مظلومية فلسطين لكنها أصبحت تعي حقيقة هذه الأنظمة وانها هي السبب في كل التخلف والانحدار الذي وصلت إليه شعوبها.
كيان الاحتلال نشأ وتوسع بموجب التفاهمات بين الدول الاستعمارية التي استغلت التفوق المادي والعسكري لتفرض واقعا عربيا مجزئا ومتناقضا ومنقسما وحتى تضمن ذلك أوجدت الأنظمة واعتمدت عليها ولازالت .
الأنظمة الاستعمارية تحاول اليوم الاستفادة من هذه الأنظمة لإطالة أمد الاحتلال الذي قربت نهايته حتى وإن تظاهر بالقوة والسيطرة والهيمنة مستغلا الدعم اللامحدود من أمريكا .
وبينما يسعي التحالف الصهيوني الصليبي إلى تمكين كيان الاحتلال من التمدد في كل الاتجاهات تحقيقا لوعود التحالف (فترمب) يريد توسيع مساحة إسرائيل ونقل سكان غزة وإنشاء مشروع ريفيرا الشرق الأوسط ويرسل مبعوثه إلى لبنان (براك)ليعلم الجميع بأن من حق الاحتلال التوسع في كل الاتجاهات وتجاوز حدود الاتفاقيات الاستعمارية التي نشأ بموجبها(سايكس بيكو).
ومثل ذلك السفير الأمريكي لدى إسرائيل (هكابي)يعلن انه لا خطوط ولا موانع ولا حواجز أمام الاحتلال في التوسع وصولا إلى إسرائيل الكبرى وتحقيق مهمتهم.
صحيح أن السيطرة اليوم على الأنظمة العربية والإسلامية بيد صهاينة العرب وصهاينة الغرب قد تسمح بالاستمرار في سفك دماء الشعب الفلسطيني واليمني واللبناني والسوداني وغيرها من ساحات المواجهة لكن هذه الدماء عزيزة عند الله وستؤدي حتما إلى التعجيل بزوال هذا التحالف ,واذا كان (نتنياهو)قد بلغ به التبجح قوله انه سيهزم حماس حتى لو كان الله معها وخرج بتصريح عقب استشهاد الناطق العسكري لكتائب عز الدين (أبو عبيدة)انه لا أحد سيعلن موته فقد مات لكنه في المقابل نسي تصريحه السابق أن الله معه وان جيشه الإجرامي يمثل جيش الرب فكيف سينتصر على الله إذا كان مع حماس وهو يزعم انه معه ومع جيشه وهي مهزلة تدعو إلى السخرية والرثاء من لحال هؤلاء المجرمين وطبيعة تفكيرهم.