تُزرع الباباي على مساحة تُقدّر بـ 1٫562 هكتاراً، بنسبة 1.7% من المساحة المزروعة في البلاد

إنتاج الباباي »عمب الفلفل« فرصة واعدة لتنمية الاقتصاد الزراعي في اليمن:نحو 25,929 طناً إنتاج اليمن من فاكهة الباباي سنوياً

يمثل إنتاج الباباي في اليمن فرصة واعدة لتنمية الاقتصاد الزراعي، وتحسين دخل المزارعين، وتنويع مصادر الدخل الوطني. لكن تحقيق هذه الإمكانات يتطلب رؤية تنموية شاملة تشمل الدعم الفني، والتسويق، والبنية التحتية، والتشبيك مع الأسواق العالمية.

الثورة / عادل حويس

يبلغ إنتاج اليمن من فاكهة الباباي، والمعروفة محلياً باسم «عنب الفلفل»، نحو 25,929 طناً سنوياً، ما يضع البلاد في المرتبة 25 عالمياً حسب إحصاءات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO).

وتُزرع الباباي على مساحة تُقدّر بـ 1,562 هكتاراً، أي ما يعادل 1.7 % من إجمالي المساحة المزروعة بالمحاصيل الزراعية في البلاد.

وتُزرع الباباي في مناطق متعددة من اليمن ذات مناخ دافئ واستوائي، مثل تهامة، أبين، لحج، والحديدة، وهي مناطق تُعرف بخصوبة تربتها ووفرة المياه الجوفية نسبيًا.

السوق المحلي

لا تزال فاكهة الباباي غير منتشرة على نطاق واسع بين عامة السكان مقارنة بفواكه أخرى تستهلك مثل المانجو أو البرتقال، بسبب ضعف الوعي الغذائي وقلة الحملات الترويجية.

ويزداد الطلب تدريجياً في المناطق الحضرية، خاصة بين الفئات المهتمة بالتغذية الصحية، حيث يُعرف الباباي بفوائده للهضم وغناه بالفيتامينات (A، C، E).

ويعتمد تسويق هذا المحصول حالياً على البيع المباشر في الأسواق التقليدية، مع محدودية في شبكات التوزيع الحديثة أو محلات السوبرماركت.

فرص التصدير

يمتلك اليمن ميزة نسبية في إنتاج الباباي بفضل الظروف المناخية، إلا أن حجم الصادرات لا يزال ضعيفاً جداً نتيجة ضعف البنية التحتية، وغياب المعايير التصديرية المعتمدة دولياً (الجودة، التغليف، التبريد).

وتأتي المنافسة من دول مثل الهند، إندونيسيا، نيجيريا، والمكسيك، التي تهيمن على سوق تصدير الباباي بفضل الإنتاج الضخم وسلاسل التوريد المتكاملة.

التحديات

وتتمثل التحديات الماثلة أمام فرص مضاعفة إنتاج محصول الباباي في ضعف البنية التحتية الزراعية، سواء من حيث شبكات الري، أو وسائل النقل والتخزين المبرد، وغياب الجمعيات التعاونية: التي تُمكّن المزارعين من تسويق منتجاتهم بشكل جماعي وبأسعار عادلة، وكذلك قلة الوعي بأهمية الفاكهة: من الناحية الغذائية والتجارية، إلى جانب عدم وجود مراكز فرز وتعبئة مطابقة للمعايير الدولية للتصدير، ناهيك عن نقص الدعم الحكومي والتمويل الزراعي.

الفرص المتاحة:

المناخ المناسب يسمح بالتوسع في الزراعة خلال معظم شهور السنة.

ارتفاع الطلب العالمي: على الفواكه الاستوائية الصحية.

الإمكانات التصديرية: للأسواق الإقليمية (مثل الخليج) التي تستورد كميات كبيرة من الباباي.

القيمة المضافة: من خلال تصنيع الباباي (عصائر، مربيات، تجفيف).

مقترحات تنموية

ويقترح خبراء زراعيون جملة من التوصيات لتحسين الإنتاج الزراعي من محصول الباباي والمتمثلة بإدخال أصناف مقاومة للأمراض وأكثر إنتاجية.

واعتماد أنظمة ري حديثة (كالري بالتنقيط)، وكذا توفير التدريب للمزارعين على أساليب الزراعة الحديثة.

وتعزيز التسويق الداخلي والخارجي من خلال إطلاق حملات توعية غذائية عن فوائد الباباي، وكذلك تشجيع الاستثمار في سلاسل القيمة (فرز، تعبئة، تبريد، نقل)، وإنشاء تعاونيات أو جمعيات تسويقية للمزارعين، ودعم الصادرات من خلال تطوير مختبرات لفحص الجودة الزراعية.

ووضع معايير وطنية لتغليف وتخزين الفواكه المعدة للتصدير.

إضافة إلى فتح خطوط تصدير إلى الدول المجاورة، خاصة عبر الموانئ اليمنية.

مع أهمية تشجيع التصنيع الغذائي من خلال دعم إنشاء مصانع صغيرة لتحويل الباباي إلى منتجات غذائية عالية القيمة، وتقديم حوافز للمستثمرين في مجال الصناعات الغذائية.

قد يعجبك ايضا