الأوضاع السياسية والأمنية أثرت على نشاط الصندوق..


والمطلوب تدخل فاعل من الدولة
لا وجه للمقارنة بين كارثة زلزال ذمار 1982م وكارثة سيول حضرموت والمهرة
(529) وحدة سكنية تم إنجازها من مشروع الشيخ خليفة

■ ستة أعوام على عمر كارثة السيول التي رزحت تحت وطأتها محافظتي حضرموت والمهرة كانت كفيلة بإنتاج طاقة من السيول الجارفة التي لا تنتهي بفيضانها إلا وقد غمرت وأجهزت في طريقها على مساحة تقدر بآلاف الكيلومترات وهكذا نال الجميع نصيبه من وزر المصيبة ليخرج بعدها القياس المنطقي في توصيف ما حدث بإعلان محافظتي حضرموت والمهرة بالمنكوبتين.
ما الذي تحقق وما الذي ينتظر أن يتحقق على صعيد تعويض المتضررين¿ وهل بالفعل أن التعزيزات من وزارة المالية تصرف على أساس العهد وليس الإنجاز¿ وما تم إنجازه مرهون بحجم التعزيزات التي صرفت¿ وماذا عن التعقيدات التي أعاقت عملية الإعمار¿
هذه الأسئلة وغيرها طرحناها على المهندس عبدالله محمد متعافي وكيل وزارة الأشغال العامة والطرق المدير التنفيذي لصندوق إعمار محافظتي حضرموت والمهرة.. وخلصنا منه بالمحصلة التالية:

* بعد ست سنوات من كارثة سيول حضرموت والمهرة ما الذي تم إنجازه حتى الآن¿
– أستطيع القول أنه منذ ثورة 2011م هناك شبه غياب للأمن والاستقرار ما انعكس سلبا على أداء الصندوق وأفضى إلى تقليص الموازنة بالصندوق بنسبة 50 %.
وللأسف لم يحصل أي تطور ايجابي بعدها حتى وصلنا إلى العام 2014م وهو العام الذي حصلنا فيه على مليار ريال من إجمالي مبلغ 15 مليار ريال كنا نتوقع أن نحصل عليهاولكم أن تتصورا ما الذي يمكن أن نوظفه بمبلغ لا يتجاوز  7.5 % من إجمالي المبلغ الذي كنا نتوقعه.
فنحن نكابد الأمرين ومع هذا لا نشكوا وإنما نعمل بما هو متوفر لدينا من إمكانات.
وضع غير مستقر
* تتحدثون عن عجز في الموازنة المرصودة إذاٍ لماذا لا يصار إلى تدشين حملة وطنية على غرار الحملة الخاصة بزلزال محافظة ذمار في العام 1982¿
– في ذلك الوقت كان وضع البلد مستقراٍ نوعا ما على عكس ما هو قائم الآن.
الوطن يمر باضطرابات اقتصادية وسياسية منذ مطلع العام 2011م وإذا قررنا اللجوء إلى حملة وطنية فعلينا اللجوء إلى الأجهزة المسؤولة في الدولة وهذه الأجهزة غير مستعدة قياساٍ بظروف العام 1982م وصندوق المتضررين بحضرموت والمهرة يرأسه رئيس الوزراء وهو أدرى باحتياجات الصندوق وإلى حاجتنا إلى مثل هكذا حملة.
الميزانية المرصودة
* كم هي حجم الميزانية المرصودة من قبل الدولة لصالح الصندوق¿
– للأسف الشديد الدولة اكتفت برصد مبلغ (42) مليار ريال وهي الميزانية المرصودة للعام 2009م لصالح الصندوق كما وأن نصف هذا المبلغ جاء على صيغة هبة مالية مقدمة من المملكة العربية السعودية ممثلة بالملك عبدالله بن عبدالعزيز بمبلغ (100) مليون دولار والنصف الآخر مرصود من قبل الدولة وما تم تسليمه للصندوق حتى الآن لا يتجاوز مبلغ الـ(32) مليار ريال حتى هذه اللحظة.
لا توجد علاقة مباشرة
* هل هناك تواصل مباشر بين الصندوق والجهات المانحة¿
– لا توجد بين الصندوق والجهات المانحة علاقة مباشرة ونحن نستدر احتياجاتنا المالية من قبل وزارة المالية ومرهونون بذلك وفي هذا السياق نحاول التنسيق مع وزارة التخطيط والتعاون الدولي ووزارة المالية في سبيل الاضطلاع بأعباء الصندوق .
حضور الدولة
* ماذا عن مشروع الشيخ خليفة وما الذي أنجز بهذا الخصوص ¿
– مشروع الشيخ خليفة مشروع مشترك مابين دولة الإمارات العربية المتحدة وبين الحكومة اليمنية وهو يتعلق بهبة  سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للمتضررين وقوام هذه الهبة (ألف) وحدة سكنية ما أنجز منها حتى الآن هو 529 منزلاٍ أي ما يعادل النصف.
لكن للأسف هناك مشاكل أخرى تتعلق بالبنية التحتية والأراضي الممنوحة لصالح هذا المشروع والتي تكفلت به الحكومة اليمنية ناهيك عن التزامات أخرى تتعلق بمشاكل خاصة بشبكات المياه والكهرباء والمجاري وأخرى ذات أبعاد أمنية وهو ما ننتظر أن يتم الوصول إلى معالجات مناسبة له حتى يتم استكمال المشروع وبصراحة الجانب الإماراتي أوفى بالتزاماته حتى الآن في ما يتعلق بهذا الشق وهناك التزامات أخرى ينتظر من الحكومة اليمنية أن تفي بها ليتم استكمال المشروع.
مع هذا تظل مشكلة توفير الأراضي هي العقبة الكأداء التي تحول دون إنجاز المشروع والمشاكل في هذا الجانب كثيرة ومتعددة وكلها مرتبطة بحضور الدولة وقدرتها على تمثيل نفسها في هذا المشروع .
رقابة مالية
* هل تخضع الموازنة العامة للصندوق لرقابة مالية من قبل الدولة ¿
– الصندوق يتبع رأسه الوزراء وكل ما يطبق على أجهزة الدولة يطبق على الصندوق بما في ذلك رقابة الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبةفضلاٍ عن الرقابة الخاصة بالهيئة العليا لمكافحة الفساد.
النشاط السياحي
* هل أثرت الكارثة على الاقتصاد المحلي في المحافظتين¿
– بالفعل أثرت الكارثة على الاقتصاد المحلي بمحافظتي حضرموت والمهرة واستطعنا أن نتلافى هذه الكارثة  عندما كان التدفق المالي يصل إلى الصندوق بشكل منتظم تحديداٍ في عامي 2009-2010م.
فالمنطقة حرمت من الاستفادة من إمكانياتها التجارية والسياحية بسبب الكارثة رغم أننا استطعنا أن نعيد ترميم العديد من القصور والمعالم السياحية والأثرية المتضررة من الكارثة وهي الترميمات التي استطاعت أن تعيد شيئاٍ من الحيوية إلى النشاط السياحي في حضرموت والمهرة.
تنسيق مركزي
* ما هو حجم التنسيق بين إدارة الصندوق والسلطات المركزية¿
– التنسيق يجري على قدم وساقوقد أخبرتكم بأن رئيس الصندوق هو رئيس الوزراء أي أنه يصار دائماٍ إلى عرض المشاكل على رئيس الوزراء لاتخاذ الإجراءات المناسبة بشأنها.
إنجازات عديدة
* ما الذي تم إنجازه حتى الآن ونستطيع أن نواجه به القارئ والمتضررين¿
– هناك العديد من الأعمال التي استطاع الصندوق تنفيذها منها على سبيل المثال وليس الحصر بناء أكثر من ألفي وحدة سكنية جديدة ترميم خمسة آلاف مسكن للمتضررينكما قمنا بتأهيل العديد من المعامل والمنشآت المرتبطة بمصادر أرزاق الناس في مجالات الزراعة والاصطياد وكذا استكمال تعويض أهالي المتوفين من الكارثة وأيضاٍ تهذيب وتصفية الأودية من المخلفات والأشجار عند مناطق الاختناق بالإضافة إلى تنفيذ المنحة الإماراتية المؤلفة من (1000) مسكن بنسبة (٪50) وتنفيذ البنية التحتية لمدينة الشيخ خليفة بن زايد في موقعي ثبي 1و ثبي 2وغيرها من المواقع السكنية والتي تمثلت في شق الطرقات والسفلتة وربط وتنفيذ شبكات المياه والمجاري والكهرباء كما تم توزيع أكثر من (65) ألف فسيلة من فسائل النخيل المكاثرة بالأنسجة فضلاٍ عن إنجاز عدد من التجمعات السكنية في ساحل حضرموت وعدد من مشاريع الكهرباء لجميع مديريات محافظة المهرة وإنجاز تعويضات الصيادين في محافظة سقطرى.
نأمل خيراٍ
* كلمة أخيرة تودون قولها في نهاية هذا اللقاء..
– ما نود قوله هو إن ما أنجزه الصندوق شيء وما ننتظر أن ينجز شيء أخر لذا نحن نأمل كل الخير في تفهم الحكومة الجديدة ممثلة بدولة الأستاذ خالد محفوظ بحاح رئيس الوزراءفي تلافي آثار الكارثة التي تعرضت لها محافظتي حضرموت والمهرة بشكل كامل ونهائي وبالتالي العمل على سرعة دعم الإدارة التنفيذية للصندوق ليتمكن من إنجاز المهام المناطة به .

قد يعجبك ايضا