الثورة نت /تقرير/عامر محمد الفايق
في خطوة بالغة الدلالة، أعلن المؤتمر الشعبي العام في صنعاء إلغاء احتفالاته بالذكرى الثالثة والأربعين لتأسيسه، في الرابع والعشرين من أغسطس الجاري، وذلك تضامناً مع الشعب الفلسطيني وما يتعرض له من حرب إبادة شاملة في قطاع غزة على أيدي قوات العدو الصهيوني بدعم أمريكي مباشر.
التضامن مع غزة
القرار، الذي صدر عبر بيان رسمي، عكس حجم الوعي والمسؤولية الأخلاقية والسياسية للحزب، وهو ما وضعه في صف متقدم مناصراً للقضية الفلسطينية، بعيداً عن الانشغال بالمظاهر الاحتفالية. فالمؤتمر الشعبي العام، بصفته أحد أعمدة المشهد السياسي اليمني، فضّل أن تكون ذكرى تأسيسه مناسبة لتعزيز معاني الصمود والمقاومة، لا مناسبة للزينة والخطب التقليدية.
إسكات أبواق الفتنة
ما يميز هذه الخطوة أنها جاءت لتخرس أبواق الفتنة الداخلية التي تحاول استغلال أي مناسبة أو حدث لإشاعة الانقسام بين القوى الوطنية. فقرار الإلغاء لم يكن مجرد موقف تضامني مع غزة، بل هو أيضاً رسالة قوية للداخل مفادها أن اللحظة لا تحتمل الترف السياسي أو الصراعات الهامشية، وأن الأولوية اليوم هي معركة اليمنيين ومعركة الأمة ضد المشروع الصهيوني الأمريكي.
وبهذا القرار وضع المؤتمر بذلك حداً لمحاولات البعض تصويره كطرف منشغل بمصالحه الحزبية الضيقة على حساب قضايا الأمة الكبرى.
مواجهة العدوان
كما جدّد البيان تأكيده على متانة التحالف مع أنصار الله في مواجهة العدوان الخارجي والحصار، وعلى ضرورة توحيد الجبهة الداخلية، بعيداً عن التخوين والتشكيك. وهو ما يعني أن المؤتمر الشعبي العام اختار أن يجعل من ذكراه الثالثة والأربعين مناسبة لتعزيز الوحدة الوطنية وتحصين الصف الداخلي، بدلاً من إتاحة المجال لأبواق الفتنة لتشويه صورته أو ضرب النسيج الوطني.
القضية الفلسطينية بوصلة اليمن والأمة
لقد أثبتت هذه الخطوة أن المؤتمر الشعبي العام، رغم كونه حزباً سياسياً عريقاً له تاريخه الداخلي، لا يزال يرى في القضية الفلسطينية “البوصلة” التي يجب أن تحدد الاتجاهات، وأن معركة غزة هي امتداد لمعركة اليمنيين في مواجهة العدوان نفسه الذي يقوده الصهاينة وحلفاؤهم ضد الأمة كلها.
بإلغاء احتفال ذكرى التأسيس، قدّم المؤتمر الشعبي العام درساً عملياً في الأولويات، واضعاً المبادئ فوق المظاهر، والواجب القومي فوق المكاسب الحزبية. لقد أخرس بذلك كل الأصوات الناعقة في الداخل، وأكد أن من يقف مع غزة يقف مع ضمير الأمة، وأن من يحاول التشويش على هذا الموقف ليس سوى بوق فتنة يخدم أجندات العدوان.