
لم يكن بمقدور المنتخب الوطني لكرة القدم خوض منافسات بطولة خليجي 22 وحيداٍ وبدون وجود عنصر التحفيز والقاعدة الجماهيرية لشحذ همم اللاعبين ورفع معنوياتهم لتقديم أفضل العروض الكروية.
الجالية اليمنية بالمملكة العربية السعودية كان لها دور كبير في مساندة المنتخب الوطني من خلال الجهود الحثيثة لحشد الجماهير من مختلف أرجاء المدن السعودية وتوفير وسائل المواصلات والأعلام واللافتات وتنظيم وصول المشجعين إلى استاد الملك فهد الدولي بالعاصمة السعودية الرياض.
همزة وصل
وشكلت قيادة الجالية في الرياضة همزة الوصل لتوحيد أبناء الوطن المقيمين في المملكة وصولاٍ إلى تشكيل أكبر رابطة جماهيرية في البطولة وهو الأمر الذي اتضح خلال مباريات المنتخب والتي واكبها حضور جماهيري كبير ملأ مدرجات ملعب الملك فهد وشكل لوحة جميلة جسدت قيم المحبة والوفاء للمنتخب الوطني خلال مشواره الخليجي.
حملات ترويجية
وسجلت العديد من المبادرات الإيجابية التي قامت بها الجالية اليمنية بالسعودية من خلال إطلاق الحملات الترويجية عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر وانستغرام والتي خاطبت مشاعر أبناء اليمن السعيد للقيام بدورهم تجاه منتخبنا والوقوف معه في المباريات الصعبة بالبطولة وإحاطته بمشاعر الحب والمؤازرة الجماهيرية.
نداء الوطن
ولم تتردد الجماهير في الاستجابة لنداء الوطن بدافع الحب والولاء والانتماء ليمن الوحدة والثورة والجمهورية لتسجل الجماهير مبادرة إيجابية أكدت أصالة الشعب اليمني وإخلاصه لوطنه وعلم بلاده .. وهو ما تجسد على أرض الواقع ومن خلال الصورة الزاهية للجماهير في المدرجات التي تزينت بألوان العلم والتي ترمز إلى العزة والإباء والتضحيات الكبيرة.
طوفان بشري
وكانت قيادة الجالية اليمنية في السعودية بمثابة حلقة الوصل لربط أبناء الوطن في المهجر وتوحيدهم على قلب رجل واحد وتشجيعهم على ضرورة الحضور إلى الملعب وعدم الاكتفاء على المؤازرة خلف الشاشة الصغيرة .. وكانت الاستجابة سريعة وشهدت الشوارع المؤدية إلى ملعب مباريات منتخبنا طوفاناٍ بشرياٍ شل الحركة في جميع المسارات المؤدية لاستاد الملك فهد وتقاطرت الجماهير زرافات من شتى بقاع المملكة .. والبعض روى تفاصيل مثيرة وعجيبة عن هوس الجماهير الذين تدفقوا من مدن بعيدة مثل الدمام وجدة ونجران والقصيم والطائف وغيرها من المناطق المترامية الأطراف .. ولم يكتف البعض بالحضور بمفرده إلى الملعب حينما اصطحب أطفاله الذين حملوا الأعلام الصغيرة لتكتمل الصورة المعبرة والجميع يزحفون إلى الملعب صغاراٍ وكباراٍ شيوخاٍ وأطفالاٍ.
المحل مغلق لعيون المنتخب
أبناء الجالية اليمنية في مختلف المدن السعودية وفي المقدمة الرياض حرصوا على حضور جميع المباريات ولوحظ كتابة عبارة (المحل مغلق لعيون المنتخب) في مختلف المحلات التي يعمل فيها أبناء الوطن المقيمين بالمملكة وقد تسبب في حالة من الشلل في السوق السعودية بالتزامن مع مباريات المنتخب الوطني التي آثر فيها أبناء الوطن تشجيع منتخب بلادهم على الربح المادي.
وسائل مواصلات
ولم تتوان قيادة الجالية اليمنية بالسعودية في تقديم كافة التسهيلات لمشجعي المنتخب الوطني حيث شْكلت غْرفة عمليات لقيادة الجالية برئاسة الإخوة مهدي النهاري رئيس المجلس الأعلى للجالية اليمنية حول العالم وطه الحميري رئيس الجالية اليمنية بالرياض ومقبول الرفاعي أمين عام الجالية في السعودية وعبدالكريم المصباحي وعبدالرحمن بشر ورجل الأعمال حمود علي قاسم وعدد من الجنود المجهولين في الجالية وسفارة بلادنا في الرياض حيث تكللت تلك الجهود في تنظيم عملية نقل الجمهور إلى ملعب المباريات من خلال توفير المئات من الباصات والسيارات المكشفة وغيرها من وسائل المواصلات التي تعددت واختلفت أنواعها بما يضمن وصول الجميع في الموعد والبدء في كرنفال التشجيع المثالي الذي أعطى الصورة الناصعة عن أبناء اليمن المثابرين والأوفياء.
وحددت الجالية الأماكن المخصصة لتجمع المشجعين وانطلاق الباصات صوب الملعب وهي في أماكن (البطحاء العْليا الشفاء بشارع الستين) وتم تعميم أرقام المنسقين من أبناء الجالية للتواصل معهم من قبل الجماهير عند الحاجة وهم الإخوة عياش وفيصل النقيب ونبيل قاسم.
وخصصت الجالية باصات لنقل المشجعين من المنطقة الشرقية التي تبعد 600 كم عن الرياض وتم نقل الجماهير اليمنية إلى العاصمة السعودية الرياض بالتنسيق مع سفارة بلادنا.
سجال ساخن
وسبق المواجهة الأخيرة للمنتخب الوطني أمام نظيره السعودي سجال ساخن عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين أبناء الجالية اليمنية في السعودية مع عدد من مشجعي المنتخبات الأخرى وخاصة بعد رفض قيادة الجالية اليمنية تخصيص نسبة (8%) لجمهور منتخبنا في المباراة الثالثة والإصرار على تخصيص نصف مدرجات الملعب للجمهور اليمني استجابة للحضور الكبير والتي لا يمكن استيعابه في النسبة الضئيلة التي تم تخصيصها من قبل اللجنة المنظمة.
وكتب حافظ المدلج رئيس لجنة التسويق بالاتحاد الآسيوي تغريدة قال فيها: تصدقون من الآن شايل هم المباراة الثالثة هل يرضيكم أن تكون جماهير اليمن أكثر من جماهير السعودية في الرياض .. حقيقة مؤلمة.
وكتب مغرد آخر اسمه مسفر الدعار حيث قال: سمعت أن اللجنة المنظمة تبي تعطي جمهور اليمن خمسة آلاف كرسي فقط يا أخي عيب استحوا على وجيهكم.. المفروض تشكرونهم إنهم غطوا عيوبكم بالبطولة.
وغرد وليد المقاطي قائلاٍ: قسموا المدرجات وافتحوا الحضور مجاني..أحيوا البطولة من موتها.. جمهور اليمن سيحرج جمهور صاحب الأرض في ختام دور المجموعات.
لكن مغردٍا ثالثٍا هو فارس الجلال شكر السعوديين على موقفهم المشرف تجاه حضور الجماهير اليمنية فكتب يقول: شكرٍا لكل السعوديون. يدافعون عن منتخب اليمن وجمهوره ويطالبون بإعطاء الجمهور اليمني مقاعد أكثر.. منصفون.
وفي ظل المشاعر النبيلة بين أبناء البلدين لم يِخúلْ الأمر من دعابات البعضº حيث كتب عشرات المغردين السعوديين تغريدات تحمل المعنى نفسه وهو (في مباراة السعودية واليمن القادمة مواجهة صعبة حتى في المدرج.. تخيل أنك تشجع في جهة وكفيلك يشجع في الجهة الثانية.
في المقابل رد المغرد ياسر باصرة بنشر صورة لمقاعد خاوية أمام مايسترو موسيقي وكتب تحتها يقول: شكل مدرجات ملعب الملك فهد إذا ما سمحوا بحضور الجمهور اليمني.
أعلام ولافتات
تسابق أبناء الوطن في المهجر على ابتكار العديد من اللافتات القماشية ومن ضمنها أكبر علم لبلادنا في البطولة والذي أعده الشاب فايز محمد الملاحي والذي يبلغ طوله نحو 250 متراٍ بالإضافة إلى قيام الملاحي بتجهيز أكثر من ألفي علم تم توزيعها مجانا في مدرجات الملعب.
وفي خطوة مماثلة قام الخياط شريان عبدالله محمد دوهب بإعداد كمية كبيرة من الأعلام ومنها علم طوله 50 متراٍ وقمصان بألوان علم اليمن وأعلام صغيره والتي تم توزيعها مجاناٍ أمام الملعب.
فاكهة البطولة
وفي ظل الإقبال اللافت وغير المسبوق استحق الجمهور اليمني أن يطلق عليه (فاكهت البطولة) حيث أنقذ جمهور منتخبنا بطولة خليجي22 من الجفاء الجماهيري وبعث الروح والحياة في المدرجات التي بدت خاوية على عروشها في المباريات الأخرى.
وتغنت العديد من الصحف الخليجية بجمهور منتخبنا التي وصفته بإكسير المدرجات ورمانة البطولة وسر التألق اليمني .. كما تحسرت تلك الصحف على مغادرة منتخبنا من الدور التمهيدي والذي تسبب في فقدان الفاكهة وانتهاء المتعة الجماهيرية مؤكدة أن البطولة خسرت اليمن وجماهيرها.
أنور: اللاعبون تحلِوا بالروح القتالية
الأخ أنور الميثالي صاحب محل تحف وهدايا بالرياض أبدى إعجابه الكبير بأداء المنتخب والروح القتالية العالية التي تحلى بها اللاعبون خلال المباريات التي سطروا فيها إبداعاتهم ونثروا مشاعر الفرح في المدرجات متمنياٍ أن يتواصل هذا الأداء ويستمر الاهتمام بالمنتخب حتى لا يتحول ظهوره الإيجابي في كأس الخليج إلى مجرد طفرة.
صادق: المنتخب فاجأ الجميع
الأخ صادق النواري أحد أبناء الجالية اليمنية المقيمين في الرياض أوضح أن المنتخب الوطني ظهر بصورة مغايرة لكل التوقعات والتي كانت تضعه في خانة الحلقة الأضعف ضمن مجموعته لكنه خالف تلك التكهنات وتمكن من تقديم أداء جيد أعاد الأمل للجمهور اليمني بمستقبل أفضل للرياضة اليمنية.
عبدالله: مستوى المنتخب حفزني للحضور
كما تحدث الأخ عبدالله الجعوري مندوب مبيعات عطور مؤكداٍ أنه لأول مرة يتفاعل مع مباريات المنتخب الوطني وحرص على الحضور إلى استاد الملك فهد الدولي ومؤازرة المنتخب الوطني خلال المباريات التي كشفت عن مواهب يمنية قدمت مستويات نالت إعجاب الجمهور اليمني العريض.
عدنان: المنتخب كان على أعتاب التأهل
كما تحدث الأخ عدنان العجيف صاحب محل عطور وإكسسوارات بمدينة جدة السعودية حيث أشاد بأداء اللاعبين والظهور بشكل متوازن والثقة الكبيرة التي بدت عليهم خلال المباريات وخاصة أمام السعودية والتي كان فيها منتخبنا نداٍ قوياٍ لأصحاب الأرض .. بالإضافة إلى تمكنهم من تحقيق التعادل أمام البحرين وقطر وكانوا قريبين من انتزاع أول فوز في مشوارهم الخليجي على أعتاب التأهل لأول مرة إلى المرحلة الثانية من البطولة.