الأسرة /متابعات
بعد أن دمر الاحتلال الصهيوني كل شيء في قطاع غزة من منازل ومشافي ومرافق خدمية وجه إجرامه في الأسابيع الأخيرة نحو الأطفال والنساء فقتل عشرات الآلاف منهم مع عائلاتهم في خيام النازحين وفي طوابير انتظار المساعدات الغذائية وفي محطات مياه الشرب ومازال يتفنن في إزهاق أرواح الأطفال الفلسطينيين مدفوعا بفتاوى من سياسيي الكيان المتطرفين والقائلين بأن أطفال غزة ليسوا أبرياء وهم أهل لأن يقتلوا.
في أزقة قطاع غزة التي تحولت إلى ركام، وبين البيوت المدمرة والملاجئ المكتظة، تبرز مأساة إنسانية تتجاوز حدود الاحتمال، مأساة يدفع ثمنها الأضعف: أطفال القطاع.
الحصار “الإسرائيلي” الكامل على تدفقات المساعدات الإنسانية، جعلت منظومة الحياة تتهاوى، وأصبحت المجاعة سلاحا فتاكا لقتل بيد العدو الصهيوني لقتل الأطفال .
وتؤكد تقارير فلسطينية ومحلية ان شهداء سوء التغذية الحاد من أطفال غزة بلغ أكثر من سبعين طفلا بسبب استمرار الحصار المشدد الذي تفرضه سلطات الاحتلال الصهيوني وإغلاقها المعابر ومنع حليب الأطفال والمكملات الغذائية المخصصة للفئات الهشة والضعيفة وخصوصا الرضع والمرضى منهم.
ويؤكد مسؤولون إنسانيون أن الأطفال هم الضحايا الأبرز للحصار المستمر، حيث يفتقرون إلى الغذاء العلاجي والأدوية الأساسية.
ودأب العدو الصهيوني على التشكيك في أرقام الجهات الرسمية الفلسطينية عن أعداد الضحايا من الأطفال جراء الاستهداف الناري المباشر من قبل جيش الاحتلال أو ضحايا المجاعة الناجمة عن الحصار الإسرائيلي لكن جهات مستقلة ودراسات غربية أكدت أن ما تعلنه وزارة الصحة بغزة أقل بكثير من العدد الحقيقي للضحايا في أوساط الأطفال وذلك بسبب صعوبة التوثيق الدقيق في ظل جريمة الإبادة الشاملة والتي ينفذها جيش الاحتلال
من الدراسات المستقلة حول عدد ضحايا حرب غزة، تلك التي أجراها الباحث ميشائيل سباغات من كلية رويال هولواي بجامعة لندن. وتشير التقديرات إلى أنه بحلول بداية يناير/كانون الثاني من هذا العام، وبلغ عدد الشهداء الفلسطينيين الفلسطينيين في العدوان على غزة أكثر من 80 ألفاً غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال .
المجاعة والأمراض
الدراسة خلصت إلى أن ما بين 7 أكتوبر و5 يناير 2025م، بلغ عدد وفيات الحرب المباشرة حوالي 75,200، بينما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، للفترة نفسها 45,805 شهيداً. لقد أثبت باحثو فريق سباغات والشقاقي أن عدد القتلى الفعلي أعلى بنحو 60 في المائة من العدد الذي أعلنته وزارة الصحة في غزة. هذا يعني أن واحداً من كل 25 شخصاً تقريباً في قطاع غزة، البالغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة، قد قُتل منذ بداية الحرب.
ويُضاف إلى هذا العدد ما يُسمى بـ “وفيات الحرب غير المباشرة”، أي جميع من لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية أو الأمراض في ظل ظروف الحرب أو نقص التغذية، مع استثناء عدد الأشخاص الذين كانوا سيموتون بسبب الشيخوخة أو المرض بغض النظر عن وضع الحرب. ويقدر الباحثون عدد وفيات الحرب غير المباشرة بـ 8540 حالة خلال الفترة المعنية.
سوء التغذية
بحسب اليونيسف، في شهر مايو من هذا العام وحده، تم علاج 5119 طفلاً تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وخمس سنوات من سوء التغذية الحاد هذا هم العدد أقل بكثير مما قدّره المراقبون في السابق. وقد قدرت دراسة نُشرت نتائجها في مجلة “ذا لانسيت” الطبية في يوليو/ 2024م أنه مقابل كل حالة وفاة تم إحصاؤها، يجب إضافة أربع وفيات حرب غير مباشرة. وقد حذّرت منظمات الإغاثة منذ أشهر من احتمال وفاة المدنيين في غزة بسبب سوء التغذية والأمراض، وتحدث الكثيرون عن عشرات الآلاف من وفيات الحرب غير المباشرة.
وتؤكد منظمة الأمومة والطفولة الأممية “يونيسيف” بأنه وفي ظل استمرار القصف الإسرائيلي لغزة وغياب الغذاء، وتوقف الرعاية، لم يعد الموت في القطاع فعلا مباشرا للحرب فقط، بل للجوع والعطش وانهيار الأمل.
وتضيف لقد تأذى أطفال غزة كثيراً أزهقت أرواح عشرات الآلاف منهم وتمزقت الأسر، ودمرت المنازل والمدارس ومازال الأطفال هناك يدفعون الثمن الأكبر لهذه الحرب الوحشية ولم يعد هناك أي مكان آمن للأطفال في أي من أنحاء قطاع غزة المدمر.