نشر الزميل المصور الصحفي الرياضي المتميز وعميد المصورين الصحفيين الرياضيين عبد العزيز عمر «زيزو» موضوع يتحدث فيه عن انعدام المعايير لدى الاتحاد اليمني العام لكرة القدم في اختيار المصورين الصحفيين الرياضيين المرافقين للمنتخبات الوطنية في المشاركات الخارجية وتساءل عن عملية الاختيار العشوائية وأوضح الشروط والمعايير المفترض توافرها فيمن يجب اختيارهم وأهمها المهنية والكفاءة والخبرة والمهارات الفنية والتقنية والشغف والمعرفة بالرياضة والقدرة على التكيف والقدرة على التسويق.
طبعا ما طرحه الزميل زيزو ينطبق على الإعلاميين الرياضيين الذين يتم اختيارهم لمرافقة المنتخبات الوطنية حيث تنعدم المعايير المهنية وتطغى المجاملات والعلاقات الشخصية على الكفاءة والخبرة، وتتفاجأ الأوساط الإعلامية والرياضية بأسماء إعلاميين ومصورين يتم اختيارهم لمرافقة المنتخبات الوطنية في معسكراتها ومشاركاتها الخارجية دون أن يكون لهم سجل حافل أو خبرة كافية في التغطية الرياضية المتخصصة، والتساؤلات التي تطرح نفسها بقوة هنا.. على أي أساس يتم هذا الاختيار؟ وهل هي كفاءة مهنية؟ أم ولاء شخصي؟ أم أن هناك معايير أخرى غامضة تتحكم في هذه العملية؟.
بالتأكيد أن المؤشرات العديدة ترجح كفة المجاملات والعلاقات الشخصية ويبدو أن الأبواب تُفتح لمن يمتلك الواسطة أو الروابط الاجتماعية داخل الاتحاد بغض النظر عن مدى قدرته على تقديم تغطية إعلامية احترافية، وهذا النهج لا يقتل مبدأ تكافؤ الفرص فحسب بل يكرس شعوراً بالإحباط لدى الإعلاميين والمصورين الرياضيين الحقيقيين الذين يمضون سنوات في صقل مهاراتهم ويواجهون الإهمال والتهميش.
مما لا شك فيه أن غياب المعايير المهنية في الاختيار لا يقتصر تأثيره على الإقصاء الظالم للكفاءات بل يمتد ليؤثر بشكل مباشر ومؤلم على جودة التغطية الإعلامية نفسها، فعندما يفتقر الإعلامي أو المصور المرافق للمنتخب إلى الشغف الحقيقي بالرياضة أو الخبرة في التعامل مع الكاميرات والمعدات المخصصة للتغطيات الرياضية المباشرة أو حتى المعرفة بقوانين اللعبة وتفاصيلها الفنية فإن النتيجة الحتمية تكون تحليلات سطحية وتقارير غير متعمقة وافتقار المحتوى المكتوب والمرئي إلى العمق المهني، فلا يقدم تحليلات فنية دقيقة ولا يعكس الأجواء داخل المعسكرات وغياب التفاعل الحقيقي مع الجمهور، لأن التغطية الضعيفة لا تنجح في بناء جسور التواصل الحقيقي بين المنتخب والجماهير التي تتوق لمعرفة أدق التفاصيل عن فريقها الوطني كما أن مرافقة وفد إعلامي غير مؤهل يمثل إهدارًا للموارد المالية التي يمكن توجيهها لدعم المنتخب أو تطوير التغطية الإعلامية بشكل احترافي وهناك نقطة أهم تتمثل في تقديم صور باهتة ومقاطع فيديو رديئة بدلًا من التقاط اللحظات الحاسمة والزوايا الفنية التي تبرز جمال اللعبة وتوترها وتأتي التغطية البصرية ضعيفة لا تُعبر عن الحدث بالشكل المطلوب.
وبالنيابة عن كافة الإعلاميين والمصورين الصحفيين الرياضيين نؤكد على ضرورة إعادة النظر جذريًا في آلية اختيار الإعلاميين والمصورين المرافقين للمنتخبات الوطنية بما يحقق تغطية إعلامية تليق بالمنتخبات الوطنية وتطلعات الجمهور اليمني ووضع معايير مهنية واضحة وشفافة تستند إلى الخبرة والكفاءة والسجل الإعلامي ومعرفة الرياضة التي سيتم تغطيتها وتشكيل لجان اختيار محايدة بعيدًا عن أي تدخلات أو مجاملات شخصية، وأيضاً العمل على تأهيل الكوادر الإعلامية الشابة من خلال ورش عمل ودورات تدريبية متخصصة في الإعلام الرياضي ومنح الأولوية للإعلاميين والمصورين الرياضيين المتخصصين الذين يمتلكون الشغف والمعرفة اللازمة لتقديم محتوى عالي الجودة على اعتبار أن الإعلام الرياضي القوي والمحترف هو أحد ركائز تطور كرة القدم والرياضة بشكل عام، وبدونه ستبقى الرياضة اليمنية تدور في حلقة مفرغة، وستظل مواهبنا غير مرئية وغير مقدرة وجمهورنا محرومًا من التغطية التي يستحقها.. فهل وصلت الرسالة؟؟؟.