إعلام عبري: هجمات صنعاء ضد سفن تابعة لشركات تتعامل مع موانئنا، يصيب الاقتصاد الإسرائيلي في مقتل

تقنيات صاروخية يمنية متقدمة تربك الحسابات الغربية في البحر الأحمر وباب المندب

مسؤولون في قطاع التأمين: السفن المرتبطة بإسرائيل تواجه مقاطعة من قبل شركات التأمين

أقساط التأمين على السفن التي تمر في البحر الأحمر قفزت إلى 1%

تكلفة تأمين سفينة بقيمة 100 مليون دولار ارتفعت من 300 ألف إلى مليون دولار لكل رحلة تمر عبر البحر الأحمر

أكدت تقارير دولية وعبرية أن عودة العمليات العسكرية اليمنية التي تستهدف السفن المتجهة إلى الموانئ الصهيونية بوتيرة عالية أربك الحسابات الأمريكية الغربية ، والأوساط الاقتصادية الإسرائيلية، مشيرة إلى أن الهجمات التي يشنها الجيش اليمني على السفن التابعة لشركات تتعامل مع الموانئ الإسرائيلية، ستؤثر على الاقتصاد الإسرائيلي ، فيما أكد مسؤولون في قطاع التأمين البحري، إن السفن المرتبطة بإسرائيل ستواجه مقاطعة من قبل شركات التأمين، بعد الهجمات الأخيرة المدمرة التي نفذتها القوات اليمنية على سفينتي (ماجيك سيز) و(إتيرنتي سي) والتي أدت إلى غرقهما.
الثورة / أحمد المالكي

. نشرت فاينانشيال تايمز البريطانية تقريرا جديدا قالت فيه أن تكلفة التأمين على السفن التجارية العابرة للبحر الأحمر ارتفعت بشكل غير مسبوق خلال الأيام الماضية، بعد استئناف القوات المسلحة اليمنية ضرباتها البحرية ضد السفن المرتبطة بإسرائيل، بحسب ما كشفته الصحيفة.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن أقساط تأمين “مخاطر الحرب” على السفن التي تمر في الممر المائي الرابط بين أفريقيا وآسيا قفزت إلى 1% من القيمة الإجمالية للسفينة، بعد أن كانت 0.4% كحد أقصى، وذلك عقب استهداف سفينة الشحن اليونانية “ماجيك سيز” يوم الأحد الماضي.

اقساط التأمين
وأوضح ماركوس بيكر، رئيس قسم الشحن البحري في شركة “مارش ماكلينان” – أكبر شركة وساطة تأمين في العالم – أن هذا الارتفاع يعني أن تكلفة تأمين سفينة بقيمة 100 مليون دولار ارتفعت من 300 ألف إلى مليون دولار لكل رحلة تمر عبر البحر الأحمر.
وجاء الهجوم على سفينة “ماجيك سيز” التي تملكها
شركة يونانية بعد أيام من استهداف سفينة أخرى تدعى “إتيرنيتي سي” ترفع علم ليبيريا، ما يعكس تصعيدًا متسارعًا في العمليات التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية ضد السفن المرتبطة بإسرائيل أو الداخلة إلى موانئها.
وقال بيكر للصحيفة إن “الديناميكيات في أسعار التأمين باتت أغرب مما رأيته من قبل”، محذرًا من أن استمرار استهداف السفن قد يدفع المزيد من شركات الشحن إلى اتخاذ طريق بديل حول رأس الرجاء الصالح، وهو ما يضاعف التكاليف ويزيد من اضطراب سلاسل الإمداد العالمية.

دعماً لغزة
تأتي هذه التطورات في ظل استمرار القوات المسلحة اليمنية، منذ نوفمبر 2023، في تنفيذ عمليات بحرية ضد السفن الإسرائيلية أو المرتبطة بها، وذلك دعمًا لغزة وضمن عمليات “طوفان الأقصى”. ورغم تشكيل تحالف غربي بقيادة أميركية تحت اسم “حارس الازدهار” في ديسمبر 2023م لحماية الملاحة، فشل في وقف الضربات اليمنية التي باتت أكثر دقة واتساعًا.
وأعلنت القوات المسلحة اليمنية مرارًا أن عملياتها لن تتوقف إلا بانسحاب الاحتلال الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة ووقف عدوانه، معتبرة أن البحر الأحمر بات “ساحة مواجهة مشروعة” ضد المصالح المرتبطة بإسرائيل. كما أن القوات اليمنية باتت تستخدم تقنيات صاروخية وبحرية متقدمة أثبتت فاعليتها في استهداف السفن على مسافات بعيدة؛ مما أربك الحسابات الغربية في البحر الأحمر وباب المندب.

في مقتل
من جهتها قالت هيئة البث الإسرائيلية (كان) إن الهجمات التي تشنها قوات صنعاء على السفن التابعة لشركات تتعامل مع الموانئ الإسرائيلية، ستؤثر على الاقتصاد الإسرائيلي وستصيبه في مقتل.
وفي تقرير جديد تناولت القناة الإسرائيلية المشاهد التي بثها الإعلام الحربي لقوات صنعاء والتي توثق استهداف وإغراق سفينتي (ماجيك سيز) و(إيترنيتي سي).
وقال روعي كايس، مراسل الشؤون العربية في القناة، إن “ضرراً اقتصادياً سيلحق بإسرائيل، إذا أصبحت السفن تخشى الرسو في موانئها”.
وأضاف أن “هذا ما يسعى الحوثيون لتحقيقه”.
وقال: “لقد رأينا مؤخراً ما فعلوه بحركة الطيران، والآن يسعون لتحقيق ذلك في البحر”، في إشارة إلى الحصار الجوي الذي فرضته القوات المسلحة اليمنية والذي أجبر شركات الطيران الأجنبية على تعليق نشاطها في مطار “بن غوريون”.

مقاطعة
فيما قال مسؤولون في قطاع التأمين البحري، إن السفن المرتبطة بإسرائيل ستواجه مقاطعة من قبل شركات التأمين، بعد الهجمات الأخيرة المدمرة التي نفذتها قوات صنعاء على سفينتي (ماجيك سيز) و(إتيرنتي سي) والتي أدت إلى غرقهما.
ووفقاً لتقرير نشرته وكالة رويترز نقلا عن مصادر في قطاع التأمين إن “شركات التأمين ستحاول تجنب تغطية أي سفينة مرتبطة بإسرائيل، حتى لو كانت غير مباشرة”.
ونقلت الوكالة عن مونرو أندرسون، رئيس العمليات في شركة (فيسيل بروتكت) المتخصصة في تأمين مخاطر الحرب البحرية قوله: “يبدو أن ما شهدناه مؤخرا هو عودة إلى معايير الاستهداف المحددة في منتصف عام ٢٠٢٤، والتي تشمل أساساً أي سفينة لها صلة بإسرائيل حتى لو كانت من بعيد”.

لا يوجد تأمين
وذكر موقع “تريد ويندز” المتخصص في شؤون الملاحة البحرية، أن “السفن المملوكة للشركات التي قامت بزيارات للموانئ الإسرائيلية لم تتمكن من الحصول على التأمين للمرور عبر البحر الأحمر بعد عودة الهجمات القاتلة على السفن من قبل «الحوثيين”.
ونقل الموقع عن مصدر في قطاع التأمين قوله إن “إحدى شركات التأمين كانت قد عرضت الأسبوع الماضي سعراً لسفينة تخطط لعبور البحر الأحمر، ثم قامت بسحب العرض هذا الأسبوع، بسبب أن السفينة مرتبطة بسفينة أخرى زارت ميناء إسرائيلياً العام الماضي”.

بسبب المخالفة
وأكد قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي في محاضرته الأخيرة، إن الهجمات الأخيرة جاءت بسبب محاولات إسرائيلية لإعادة تشغيل ميناء إيلات عن طريق بعض شركات الشحن التي بدأت بمخالفة قرار القوات المسلحة بشأن حظر الوصول إلى الميناء.
وعبرت بريطانيا عن ذهولها من قدرة قوات صنعاء على استهداف السفن بصواريخ باليستية تصيبها بدقة، مؤكدة أن اليمنيين أول قوة في العالم تتمكن من تحقيق ذلك، متجاوزين روسيا والصين وإيران.

أكثر قوة
وقالت صحيفة التلغراف البريطانية إن « ترامب ادّعى أن اليمنيين قد انتهوا عسكريًا، والآن هم أقوى من أي وقت مضى».

قلق أمريكي
وكشف موقع «Stripes” المتخصص في شؤون الشحن البحري في تقرير له، عن قلق أمريكا وحلفائها من قدرة القوات المسلحة اليمنية على إعادة رسم خطوط التجارة الدولية عبر البحر الأحمر، وذلك دون استنزاف لقدراتها العسكرية.
وأشار التقرير إلى أن “الهجمات اليمنية المتقطعة تُحدث اضطرابًا يرفع أسعار التأمين، ويعطّل تدفق النفط، ويضرب اقتصاد تحالف العدوان في عمقه”.
ويعترف الغرب، بحسب التقرير، بأنه على الرغم من التفوق العسكري والتقني للتحالف، إلا أن اليمن أثبتت تأثيرًا استراتيجيًا كبيرًا من خلال عمليات دقيقة وفعالة.
ويوضح التقرير أن اليمن فرضت معادلة ردع جديدة لا تعتمد على كثافة النيران، بل على التحديد الذكي والتوقيت المناسب، مؤكدًا أن “طلقة واحدة في الوقت المناسب تغيّر مسار التجارة العالمية”.
ويختتم التقرير بالإشارة إلى أن “هجومًا واحدًا فقط من القوات اليمنية في البحر الأحمر كفيل بزرع الشك داخل مجتمع الشحن العالمي، وإرباك سلاسل الإمداد، حتى دون تكرار الضربات”.

قد يعجبك ايضا