
استطلاع / أسماء حيدر البزاز –
> الاغتيال الهدف منه إدخال البلاد في موجة الصراعات الطائفية والحروب الأهلية
> لا بد من تظافر جهود الجميع في دعم الدولة لإحلال الأمن والسلم الاجتماعي
استنكر مراقبون وسياسيون الجريمة البشعة بحق الأستاذ الدكتور محمد عبد الملك المتوكل, وما شكله رحيله من خسارة فادحة سياسية وفكرية وأكاديمية لليمن, وما لذلك الاغتيال من تداعيات جسيمة على المرحلة الانتقالية والتسوية السياسية وجر البلاد إلى براثن الصراعات السياسية والطائفية والحروب الأهلية, داعين إلى تعزيز الاصطفاف الوطني ضد جرائم الاغتيالات التي تطال الشخصيات والقامات الوطنية وتنذر بكارثة إنسانية ووطنية ,, نتابع:
المحلل السياسي فؤاد الصياد اعتبر حادثة اغتيال الدكتور محمد عبد الملك المتوكل خسارة فادحة على اليمن لما تمثله من حالة اغتيال للفكر المستنير الذي كان ينادي دوما بأهمية بناء الدولة المدنية على أساس متين من التعايش وأجواء حقيقية من الديمقراطية.
فوضى عارمة
مضيفاٍ بأن اليد المجرمة التي صوبت نيران حقدها على جسد الشهيد المتوكل هي ذات اليد التي قتلت من قبله الدكتور شرف الدين وعبدالكريم جدبان وبما يؤكد أن هناك طرفاْ ثالثاٍ يسعى إلى إثارة الفتنة وإدخال الدولة في فوضى عارمة حتى يسهل عليه تنفيذ مخططاته الخبيثة.
داعيا المكونات والأحزاب السياسية إلى ضبط النفس واستيعاب حجم هذه المؤامرة وأن تتحد جهودها ?نجاح التسوية السياسية والوقوف ضد أولئك الذين يعملون على هدم الوطن من خلال دعم جهود الدولة وبسط هيبتها وهيمنتها على مستوى كافة الأصعدة تحقيقا وتأسيسا للدولة المدنية الحديثة التي نادى بها كل الشرفاء واستشهدوا في سبيل تحقيقها أمثال الدكتور المتوكل .
وأشار إلى أن حادث اغتيال الدكتور محمد عبد الملك المتوكل الذي قوبل بإدانات واسعة من كل الأوساط السياسية والاجتماعية لا خوف في الوقت الحاضر على اتفاق السلم والشراكة وذلك بعد تفويض الأخ الرئيس ورئيس الوزراء بتشكيل الحكومة وإن شاء الله- تمضي الحياة كما نحب ويتمناها الجميع من وجود الأمن والاستقرار والحياة الكريمة لكافة أبناء الشعب, واصفاٍ عمليات الاغتيال والصراعات السياسية بأنها تهديد حقيقي لمسار العملية السياسية وهو الأمر الذي يفرض على الأطراف السياسية التحلي بالروح والإرادة الوطنية من أجل إخراج البلد من هذا النفق المظلم إلى فضاء من الأمن والاستقرار والتنمية والبناء لبلد الحكمة والإيمان.
خلط الأوراق
من جهته يرى الكاتب ثابت الحمدي أن جريمة اغتيال الدكتور المتوكل واحدة من الألعاب السياسية القذرة التي يحاول البعض منها خلط الأوراق السياسية وخلق حالة أمنية غير مستقرة وترسيخ حالة الصراع بين الأطراف السياسية وتوسيع فجوة الخلافات بينهم بين الحين والآخر.
عمل إرهابي
من جهته أوضح المحلل السياسي عبدالكريم جعوان أن اغتيال المفكر والأكاديمي والسياسي يعد اغتيالاٍ لفكرة الدولة للمدنية التي أفنى عمره داعيا لترسيخها, معتبرا جريمة الاغتيال من الأعمال الإرهابية التخريبية الخارجة عن القانون, والتي تشكل أبرز تحديات المرحلة وتستهدف النسيج الوحدوي للبلاد, فضلا عن كونها من أكبر معوقات تطبيق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ووثيقة السلم والشراكة الوطنية وإحلال الأمن والسلم الاجتماعي لكونها تعمل على تشظي الوطن ودخوله إلى مرحلة اللا دولة.
مؤكد على أهمية اتساع عمليات الاصطفاف الشعبي في مواجهة تلك الأعمال الإجرامية, كون حاضر ومستقبل اليمن مرهوناٍ ببناء الدولة الوطنية وفق رؤية سياسية جديدة موحدة.
الكيان السياسي
من جانبه يقول المحلل السياسي أحمد عنان: إن جريمة اغتيال القامة الوطنية والسياسية الدكتور المتوكل تأتي في سياق الفوضى الأمنية وعمليات التخريب الممنهجة التي تستهدف تدمير النسيج الاجتماعي وتمزيق الكيان السياسي القانوني (الدولة) وهنا لا يمكن إكمال المسار التغيير السياسي الهادف إلى إعادة البناء وتطبيق مخرجات الحوار واتفاق السلم والشراكة على الأقل وفق ما تم التوقيع عليه من قبل الأحزاب.
وأضاف: لقد خسرت اليمن شخصية فكرية وعلمية وسياسية تتسم بالحنكة والاتزان والوسيطة في التعامل مع مختلف القضايا الوطنية برأي متزن وعادل بعيدا عن أي انفعالات عصبوية.
انعكاسات سلبية
من جانبه يقرأ الخبير والباحث محمد الحجري إن هذه الجريمة تؤثر تأثيرا كبيرا على العملية السياسية خلال هذه المرحلة الانتقالية وبما قد ينعكس سلباٍ على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل واتفاق السلم الذي ضم على طاولته ممثلين عن مختلف القوى السياسية لتكون الأسس التي ستقوم عليها الدولة اليمنية القادمة بصيغتها الاتحادية المكونة من ستة أقاليم بالإضافة إلى صياغة دستور جديد يتلاءم ومتطلبات الدولة الجديدة.
اصطفاف وطني
داعماٍ حديثه بالقول : إننا وللأسف الشديد نلاحظ أن هناك بعض القوى والتي تتعارض مصالحها مع المدنية تسعى جاهدة لإعاقة ذلك على أرض الواقع حيث تعمل على اغتيال المدنية ودعاتها وتمول براثن الإرهاب مما أثر على سير العملية السياسية القائمة بالرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها القيادة السياسية المضي بالعملية السياسية إلى الأمام رغم الصعوبات والمعوقات التي تضعها بعض القوى التي لا تريد لليمن الخروج من الأزمة الراهنة وما لم تتكاتف جهود كل قوى شرائح المجتمع مع الدولة ضد أعداء المدنية باعتبار ذلك الحل الأمثل للعبور بالوطن إلى بر الأمان فسنظل ندور في حلقة مفرغة وستتعثر العملية السياسية ولن نخطو خطوة واحدة إلى الأمام وسيمتد أثر ذلك الإخفاق ليشمل العديد من مناحي الحياة وبخاصة النسيج الوحدوي مما قد يفضي إلى حروب أهلية.