
حقق الجمهوريون فوزا متوقعا في الانتخابات النصفية للكونجرس التي جرت الاحد الماضي في الولايات المتحدة الأميركية والتي عكست تعبيرٍا عن الاستياء من السياسة التي يتبعها الرئيس الأميركي باراك اوباما وحلفائه الديموقراطيين منذ ستة أعوام وانتزعوا الجمهوريون بهذا الفوز السيطرة على مجلس الشيوخ ورسخوا غالبيتهم في مجلس النواب.وبات خصوم الرئيس الاميركي اوباما يسيطرون بالكامل على الكونجرس ما يخولهم املاء الاجندة البرلمانية للسنتين الاخيرتين من ولاية اوباما.
وقال محللون سياسيون ان تمثيل الجمهوريين في مجلس الشيوخ قد يرتفع من 45 مقعدا الى 52 مقعدا على الاقل من اصل مئة مقعد في حين قد تزيد غالبيتهم في مجلس النواب بـ (14 مقعدا الى 18 مقعدا) ما سيوسع غالبيتهم الى ما لا يقل عن 247 مقعدا وهي اكبر اغلبية جمهورية منذ ثلاثينيات القرن الماضي.
وكان الجمهوريون قد اعلنوا قبيل الانتخابات ان اولوياتهم ستكون اقتصادية وقد جهزوا عشرات القوانين المراعية للنمو للسماح ببناء خط انابيب النفط كيستون اكس ال بين كندا وخليج المكسيك وتطوير انتاج الغاز الطبيعي ومساعدة الشركات الصغرى والحد من القوانين والتنظيمات.وبعد اعادة انتخابه اعلن السناتور الجمهوري ميتش ماكونيل المدعو بصفته رئيسا للغالبية في مجلس الشيوخ لتجسيد المعارضة لباراك اوباما ان هذه التجربة القائمة على توسيع دور الدولة دامت اكثر ما ينبغي.حان الوقت لتبديل الوجهة! حان الوقت لاعادة البلاد الى السكة!
وبعدما استعادوا مجلس النواب عام 2010م تمكن الجمهوريون من العودة الى السلطة في مجلس الشيوخ ايضا حيث زادوا عدد مقاعدهم من 45 الى 51 مقعدا من اصل مئة بحسب توقعات الشبكات التلفزيونية الاميركية فيما لا تزال نتائج انتخابات مجلس الشيوخ عالقة في لويزيانا حيث ستجري دورة ثانية في 6 ديسمبر القادم.
وجاءت الانتخابات بمثابة تحذير وجهه الأميركيون الذين سئموا الصراع البرلماني المستمر منذ اربع سنوات بين الجمهوريين والديمقراطيين والذي منع الكونجرس المنقسم من اقرار اي اصلاح كبير ولا سيما في موضوع الهجرة التي تبقى ملفاٍ ساخناٍ مع وصول عدد المهاجرين المقيمين بصفة غير شرعية في الولايات المتحدة الى اكثر من 11 مليوناٍ.
وعكست استطلاعات الرأي لدى الخروج من مراكز التصويت خيبة امل الناخبين حيث انتقد 79% منهم عمل الكونجرس واعتبر ثلثاهم أن البلاد تسير في الاتجاه الخاطئ.
واعرب اقل من الثلث عن ارتياحه لأداء ادارة باراك اوباما كما ان عدد المؤيدين لاداء قادة الحزب الجمهوري في الكونجرس لم تتخط هذه النسبة بحسب ما نقلت شبكة سي ان ان.
واعرب 22% فقط عن ثقتهم بأن الجيل المقبل من الاميركيين ستكون حياته افضل من الجيل الحالي.
وأنقذ الديمقراطيون مقعدهم في نيوها مشير حيث اعيد انتخاب السناتورة جين شاهين فيما انتزع الجمهوريون من الديمقراطيين مقاعد فرجينيا الغربية وداكوتا الجنوبية ومونتانا واركنسو وكولورادو وايوا.
وبعدما امتنع عن الادلاء باي تصريح الثلاثاء دعا اوباما قادة الكونجرس الى البيت الابيض الجمعة بحسب ما افاد المتحدث باسمه.
ويباشر الكونجرس الجديد ولايته في الثالث من ينايرالقادم على ان يواصل الاعضاء الحاليون مهامهم الى ذلك الحين.وبذلك ينهي الرئيس ولايته متعايشاٍ مع الحزب المخاصم له في مجلسي الكونجرس وهو وضع واجهه من قبله كل من جورج بوش وبيل كلينتون وجورج بوش الاب ورونالد ريغان حيث تتخذ الانتخابات النصفية تقليديا شكل عقوبة ضد الحزب الحاكم في البيت الابيض.
ولم يحسب الناخبون للرئيس الديموقراطي تراجع البطالة الى 5.9% وهو ادنى مستوى منذ ست سنوات ولا النمو الكبير لاجمالي الناتج الداخلي الذي سجل +3.5% في الفصل الثالث من السنة ولا اصلاح نظام الضمان الصحي.
وتعزز الاحساس بإخفاق في القيادة في البيت الابيض مع تراكم السجالات والفضائح ولا سيما الكشف عن برامج وكالة الامن القومي للرقابة والتجسس والاستهداف السياسي في عمل مصلحة الضرائب والتقصير في المستشفيات العسكرية وتدفق المهاجرين غير الشرعيين على الحدود المكسيكية واصابة ممرضتين اميركيتين بفيروس ايبولا وكذلك مع تزايد الازمات في الخارج مع النزاع في اوكرانيا وسوريا.
ولا يعرف بعد كيف سيوظف الجمهوريون غالبيتهم في الكونجرس.
ويعي مسؤولو الحزب ان باراك اوباما لا يزال يمسك بسلطة النقض ولن يصدر على الارجح قوانين تقضي على ورش رئاسته الكبرى بدءا بإصلاح الضمان الصحي الذي يطلق عليه اسم اوباماكير .غير ان الخلافات داخل الحزب الجمهوري تبقى حادة وليس هناك اي بوادر تشير الى ان اعضاء حركة حزب الشاي المحافظة المتطرفة مثل السناتور عن تكساس تيد كروز على استعداد لمد اليد الى الديموقراطيين..
