المنتخب الوطني يبحث عن الهوية .. في البطولة الخليجية



أنهى المنتخب الوطني مساء أمس معسكره الخارجي بالإمارات العربية المتحدة والتي كانت المحطة قبل الأخيرة من الإعداد للمشاركة لبطولة كأس الخليج في نسختها الثانية والعشرين والتي تحتضنها العاصمة السعودية الرياض خلال الفترة (13 – 26) نوفمبر الجاري حيث يخوض منافسات المجموعة الأولى بجانب صاحب الضيافة الأخضر السعودي والعنابي القطري والأحمر البحريني.
وقبل تسعة أيام من انطلاق (المونديال الخليجي) لا زال الكثير من الغموض يكتنف تحضيرات المنتخب الوطني ومدى جاهزيته لخوض منافسات البطولة للمرة السابعة في تاريخه وتحقيق النتائج الإيجابية التي تلبي الآمال والتطلعات .. وتجاوز الإخفاقات التي لازمته في النسخ الست الماضية والتي خاض خلالها (15) مباراة واكتفى باحتلال المركز الأخير وحصد ثلاث نقاط من ثلاثة تعادلات أمام كل من عْمان والبحرين والكويت فيما خسر 12 مباراة وسجل ثمانية أهداف وتلقت شباكه (40) هدفاٍ.
(الثورة الرياضي) واصل مواكبة تحضيرات المنتخب الوطني وانفرد برصد آخر التحضيرات التي يجريها المنتخب واستطلاع آراء عدد من اللاعبين والجهاز الفني والإداري والذين فتحوا قلوبهم وكشفوا عن تفاصيل الإعداد ومستوى الجاهزية والآمال والتطلعات في البطولة المرتقبة .. وفيما يلي الحصيلة:

مؤشرات إيجابية
الكابتن أمين السنيني مساعد مدرب المنتخب الوطني الأول لكرة القدم أشار إلى أن هناك مؤشرات إيجابية بالنسبة لمشاركة المنتخب الوطني في خليجي22 وذلك على ضوء مرحلة الإعداد الماضية والمباريات التي خاضها المنتخب أمام كل من ماليزيا واندونيسيا والعراق ومؤخراٍ مباراة الكويت والتي كشفت عن ارتفاع المستوى واستيعاب أسلوب اللعب مبيناٍ أن الجهاز الفني سيعمل خلال الفترة المتبقية لتعزيز مستوى المنتخب للوصول إلى الجاهزية المطلوبة.
وأشار إلى أن قائمة المنتخب الحالية تضم 27 لاعباٍ منهم 24 لاعباٍ تم اختيارهم على ضوء مرحلة الإعداد الداخلية بصنعاء والمباريات التجريبية بالإضافة إلى ثلاثة لاعبين محترفين في البحرين وسلطنة عْمان.
مؤكداٍ أن المنتخب استفاد الكثير من المباريات التجريبية وفي عدة جوانب فنية وبدنية وتثبيت التشكيلة كما أسهمت تلك المباريات للوصول إلى حالة من الارتياح والتفاؤل خاصة بعد الأداء الجيد الذي قدمه المنتخب خلال المباريات التجريبية والتي كشفت عن ترابط خطوط المنتخب والأداء الجماعي للاعبين.
مضيفاٍ بأن الجهاز الفني يركز على إيجاد حالة من التجانس بين صفوف اللاعبين خاصة وأن المنتخب يضم خليطاٍ من لاعبي المنتخب الأولمبي والمنتخب الأول السابق كما يعكف على استكمال الإعداد خلال الأيام المتبقية قبل انطلاق الدورة.
منوهاٍ بأن الجميع كان يتطلع لخوض أكبر عدد من المباريات التجريبية ولكن ظروف البلد والحظر شكل عائقاٍ كبيراٍ .. إلا أن الجهاز الفني راضُ على مرحلة الإعداد إلى حد ما .. متمنياٍ أن تنعكس مرحلة الإعداد بصورة إيجابية على أداء اللاعبين خلال بطولة خليجي22.
وقال مساعد مدرب المنتخب الوطني أن مرحلة الإعداد للبطولة الخليجية ليست أفضل من مراحل الإعداد للبطولات السابقة كون الإعداد تم في ظل ظروف عصيبة مبيناٍ أن الأسلوب المتبع ليس غريباٍ على الكرة اليمنية حيث اقتصرت التغييرات على اختلاف بعض المهام وبما يتناسب مع قدرات اللاعبين وقد تم اختبار الأسلوب المتبع خلال المباريات التجريبية والتي كشفت نجاح النهج التكتيكي للجهاز الفني خاصة وأن المنتخب الوطني واجه منتخبات قوية تتفوق على منتخبنا من حيث القدرات الفنية ولكن لاعبو منتخبنا قدموا ما عليهم وحققوا نتائج إيجابية في تلك المباريات.
وأشار الكابتن أمين السنيني إلى أن مشاركة اللاعبين الدوليين في منافسات دوري الدرجة الأولى شكل عنصراٍ إيجابياٍ ساهم في رفع معدل الجاهزية الفنية والبدنية خاصة وأن الدوري انطلق بشكل مبكر في خطوة إيجابية ساعدت على تطور المستوى رغم أن المؤشرات الإيجابية للدوري ستظهر بشكل أفضل في المراحل المتقدمة منه.
مختتماٍ حديثه بالقول: نتطلع لتحقيق أكثر من نقطة في كأس الخليج ولكن ذلك مرتبط بالأداء داخل الملعب .. وبحسب ما نلمسه من اللاعبين فإنهم يطمحون لتحقيق أفضل من النقطة ويتمثل ذلك الطموح بحصد أول فوز في البطولة الخليجية.
جاهزية متقدمة
نجم المنتخب الوطني لكرة القدم عبدالواسع المطري أكد أن اللاعبين وصلوا إلى جاهزية متقدمة تكاد تصل إلى 80% ويتطلع المنتخب لاستكمال الإعداد في المعسكر الخارجي الأخير الذي سيبدأ اليوم بسلطنة عْمان خاصة بعد نجاح معسكر الإمارات الذي ساهم في تهيئة اللاعبين للدخول في أجواء كأس الخليج وخاصة على صعيد رفع مستوى الانسجام بين اللاعبين.
مشيراٍ إلى أن المنتخب يضم عدد من العناصر المميزة واللاعبين الذين يمتلكون قدرات عالية سواء في خط المقدمة وهو ما سيعزز من القدرة الهجومية للمنتخب التي ستصنع الفارق وتمكن المنتخب من المبادرة نحو الهجوم وعدم التحفظ والانكماش الدفاعي.
وأوضح المطري أن المدرب التشيكي ميروسلاف سكوب يركز كثيراٍ في الفترة الأخيرة على الناحية الدفاعية لأنه وجد بعض الأخطاء الدفاعية التي حدثت خلال المباريات التجريبية التي خاضها المنتخب وأبرزها الكرات العكسية ومحاولة إيجاد الحلول اللازمة لتجاوزها .. بالإضافة إلى تطبيق عدد من الأساليب وخطط اللعب التي أكدت فاعليتها وساهمت كثيراٍ في الاستفادة من المباريات التجريبية.
وأضاف: الإعداد كان شبه كافُ .. وقد انعكست الأوضاع التي تشهدها بلادنا بصورة سلبية على تحضيرات المنتخب وعلى سبيل المثال إغلاق ملعب المريسي إلا أن اللاعبين عملوا على تلافي تلك الظروف من خلال مضاعفة الجهود والتفاعل مع الجهاز الفني وصولاٍ إلى مرحلة متقدمة من الجاهزية.
وحول نسبة استفادة اللاعبين من المشاركة مع أنديتهم في منافسات الدوري كشف المطري عن تراجع مستويات اللاعبين الدوليين في الدوري المحلي لأن تركيزهم كان منصباٍ على المشاركة مع المنتخب الوطني إلا أن منافسات الدوري ساهمت في رفع الجاهزية وتنفيذ تعليمات الجهاز الفني الذي حرص على تقييم أداء اللاعبين وتنفيذ الواجبات المناطة بهم سواء مع المنتخب أو من خلال المشاركة مع الفرق في الدوري.
مبيناٍ أن المنتخب قدم أداءٍ جيداٍ خلال المباريات التجريبية وخاصة مباراة العراق التي ظهر فيها منتخبنا بصورة مميزة وتحصل على عدة فرص قابلة للتسجيل وكان نداٍ قوياٍ للمنتخب العراقي الذي بدوره لعب بقوة وسنحت له أيضا بعض الفرص الخطرة.
مؤكداٍ أن اللاعبين سيقدمون كل ما بوسعهم في كأس الخليج الذي سيشكل التحدي الأكبر بالنسبة لهم وسيعملون على إظهار إمكاناتهم وقدراتهم وخاصة في ظل توفر الحافز المعنوي المتمثل بالجمهور اليمني العريض الذي يتواجد في العاصمة السعودية الرياض والذي سيشكل اللاعب رقم (12) للمنتخب وهو العنصر الذي يفتقد له اللاعب اليمني في الملاعب المحلية نتيجة تراجع معدل الحضور الجماهيري والمؤازرة خلال المباريات الدولية في ظل الحظر المفروض على الملاعب في بلادنا.
مثمناٍ في ختام حديثه كل الجهود التي بذلت في سبيل إعداد المنتخب الوطني وتوفير كل متطلبات المشاركة في البطولة الخليجية وصرف جميع مستحقات اللاعبين أولاٍ بأول.
الظهور المشرف
نجم المنتخب الوطني محمد العبيدي أشار إلى أن هناك بوادر إيجابية في ظل ارتفاع نسبة الجاهزية والتي كانت ستصل إلى مرحلة أفضل لو توفر المزيد من المباريات التجريبية التي كانت ستحقق نتائج أفضل على مستوى استعداد المنتخب.
وأضاف: كلنا أمل للظهور بشكل أفضل في كأس الخليج بالسعودية رغم الظروف التي تمر بها بلادنا ونتطلع لتحقيق أول فوز في البطولة .. ولكننا لا نعد الجمهور بذلك إلا أننا في نفس الوقت نعد بالظهور بشكل جيد ومحاولة تحقيق الفوز وهو الهدف الذي نحاول الوصول إليه منذ فترة طويلة.
واعتبر طريقة اللعب التي يعتمد عليها المدرب التشيكي سكوب مناسبة للاعبين وذلك عطفاٍ على أداء اللاعبين خلال المباريات الودية التي خاضها المنتخب أمام ماليزيا واندونيسيا والعراق والكويت .. متمنياٍ أن يتواصل ذلك الأداء الجيد في البطولة الخليجية ويقدم المنتخب المستوى والنتائج المأمولة.
وبالنسبة لفترة الإعداد التي خاضها المنتخب استعداداٍ لبطولة خليجي22 أوضح أن المنتخب بدأ تحضيراته منذ أربعة أشهر من خلال تجمعات أسبوعية في المعسكر الداخلي بصنعاء والتي تخللها مشاركة اللاعبين مع أنديتهم في الدوري المحلي وبعد ذلك الانتقال إلى المرحلة الثانية من الإعداد الخارجي وخوض المباريات الودية الدولية.
مؤكداٍ أن الاتحاد عمل على تنفيذ برنامج الجهاز الفني وفق القدرات والإمكانات المتاحة وتم توفير المستحقات المالية للاعبين مشيراٍ إلى الجمهور سيشكل عاملاٍ معنوياٍ هاماٍ للمنتخب حيث من المتوقع أن يكون هناك حضور فاعل للجمهور اليمني من أبناء الجالية اليمنية المقيمة في السعودية التي ستكون رهان النجاح من خلال مؤازرة المنتخب وتحفيزه لتقديم الأداء المشرف.
الاستشعار بالمسؤولية
نجم المنتخب الوطني لكرة القدم علاء الصاصي أكد أن المنتخب وصل إلى مرحلة طيبة من الجاهزية بعد فترة من الإعداد المتواصل داخلياٍ وخارجياٍ وخوض سلسلة من المباريات التجريبية التي مكنت الجهاز الفني من تقييم مستويات مجموعة كبيرة من اللاعبين الذين تم اختيارهم لصفوف المنتخب وصولاٍ إلى تحديد القائمة النهائية التي ستشارك في بطولة كأس الخليج بنسختها الثانية والعشرين.
مبيناٍ أن اللاعبين يستشعرون المسؤولية الكبيرة الملقاة عليهم في تمثيل الكرة اليمنية في هذا المحفل الخليجي الهام وضرورة إثبات جدارتهم بارتداء فانيلة المنتخب الوطني والظهور المشرف في البطولة.
لافتاٍ إلى أن المنتخب يتطلع لمقارعة المنتخبات الخليجية والتأكيد على أن اللاعب اليمني لا يقل شأناٍ عن الآخرين ويمتلك الكثير من الإبداعات والمهارات التي تؤهله لتقديم الكرة الجميلة والأداء الجماعي المميز الذي يلبي تطلعات الجماهير التي ستتابع مسيرة المنتخب الوطني بشغف كبير وأمنيات عريضة بتجاوز إخفاق الماضي وتحقيق أول انتصار بعد ست مشاركات غابت فيها الفرحة واكتفى منتخبنا بثلاثة تعادلات.
مرحلة تجديد
من جانبه تحدث نجم المنتخب الوطني محمد فؤاد موضحاٍ أن طموح جميع اللاعبين يتمثل بتقديم مستوى يعكس الصورة الإيجابية للكرة اليمنية خاصة وأن المنتخب يمر بمرحلة تجديد وإضافة العديد من العناصر الشابة التي تتطلع لتقديم مستوى أفضل وتحقيق أول فوز في البطولة.
وقال إن المنتخب خاض مرحلة إعداد جيدة تخللها خوض سلسلة من المباريات التجريبية أمام منتخبنا قوية ولا زالت لديه مباراة أخيرة أمام المنتخب العْماني والتي يعول عليها للوصول إلى الفورمة والوقوف أمام الجاهزية النهائية للمنتخب وتثبيت التشكيلة الأساسية التي ستخوض منافسات خليجي22 بالسعودية .. متمنياٍ أن يكون التوفيق حليفاٍ للمنتخب الوطني وأن يتمكن من إدخال الفرحة للجمهور اليمني في الداخل والخارج وإسعاد جميع أبناء الوطن الذين باتوا في أمس الحاجة لنشوة الفوز والظهور المشرف وأن يكون المنتخب نداٍ قوياٍ للمنتخبات التي سيواجهها في البطولة والتي تمتلك قدرات عالية وتضم في صفوفها لاعبين محترفين مميزين.
مؤكداٍ أن المنتخب يمر بحالة من الاستقرار الفني وهناك حالة من التجانس بين خليط من عناصر الخبرة بقيادة الحارس الدولي سالم عوض والنجم علاء الصاصي بالإضافة إلى العناصر الشابة القادمة بقوة والتي تبشر بخير للكرة اليمنية.
مختتماٍ حديثه بالإشارة إلى أن معنويات اللاعبين مرتفعة ولديهم روح عالية وطموح كبير لتقديم مستوى يليق بالكرة اليمنية خاصة وأنهم حصلوا على الدعم والرعاية من قبل اتحاد الكرة وتوفير الإمكانات المادية والمعنوية.
الظهور المتوازن
الكابتن جمال الخوربي اللاعب الدولي ونجم المنتخبات الوطنية (سابقاٍ) مدير المنتخب الوطني (حالياٍ) أكد أن اتحاد كرة القدم سخر كل إمكاناته وقدراته من أجل إنجاح مرحلة إعداد المنتخب الوطني وعمل على ترجمة الخطة الإعدادية المقدمة من الجهاز الفني وتوفير أكبر قدر من المباريات الودية الدولية التي تعزز من رفع مستوى اللاعبين والوصول إلى الجاهزية المطلوبة لخوض البطولة الخليجية.
مبيناٍ أن المنتخب وصل إلى مرحلة جيدة من الإعداد وانعكست المباريات التجريبية بصورة إيجابية على أداء اللاعبين وارتفاع معدل اللياقة البدنية والحضور الذهني والبدني ويتطلع الجميع لاستكمال التحضيرات خلال الأسبوع المتبقي قبل انطلاق كأس الخليج وخوض منافسات المجموعة الأولى بجانب صاحب الضيافة المنتخب السعودي بالإضافة إلى منتخبي قطر والبحرين.
وأشار إلى أن المباريات التجريبية التي توفرت للمنتخب أمام منتخبات ماليزيا واندونيسيا والعراق والكويت وعْمان شكلت الأرضية المناسبة للوصول إلى مرحلة متقدمة من الجاهزية والتي عززت من فرص الظهور الإيجابي في كأس الخليج .. وأن هناك طموح كبير لتقديم أداء جيد ومتوازن والمنافسة على تحقيق نتائج إيجابية .. وفي أصعب الأحوال الظهور بشكل فاعل وأن يكون المنتخب نداٍ للمنتخبات التي سيواجهها وألا يكون صيداٍ سهلاٍ ولا يخسر بسهولة وتفادي وقوع أي انهيار على غرار ما حدث خلال المشاركات السابقة للمنتخب الوطني.

قد يعجبك ايضا