الشباب في مضمار السياسة وصنـاعة القـرار .. ضــرورة وطنيــة !!

استطلاع / أسماء حيدر البزاز –
■ يجب تأهيل الفئات الشابة إدارياٍ وفنياٍ وسياسياٍ حتى لا يتحول تسليمهم لتلك المناصب القيادية إلى ديكور سياسي.

تمكينهم في مراكز صناعة القرار واقع فرضته تضحيات الشباب بصناعة التحولات السياسية للدولة الجديدة

في ظل التحولات السياسية والاستحقاقات التاريخية التي تحققت للبلاد يظل تمكين الشباب في الحياة السياسية ومراكز صنع القرار واقعاٍ يفرض نفسه وبقوة نتيجة ما قدمه الشباب من دور في تحريك عجلة الجمود التي أصابت جسد الوطن الذي أثخن بجراحات الصراعات التي كان أساسها التفرد وعدم احترام حقوق الإنسان وخياراته في حياة أكثر إشراقاٍ وتنمية وتقدماٍ ليجسد الشباب حقيقة هذه التحولات السياسية والمنجزات التاريخية التي أسست شراكة فاعلة نحو بناء الدولة اليمنية الجديدة.

السياسي محمود العريقي تحدث عن الدور السياسي الذي يلعبه الشباب في هذه المرحلة الانتقالية الثانية كنتاج لدورهم النضالي السلمي من أجل تمكينهم سياسيا واقتصاديا واجتماعيا قائلا : لقد كان للشباب رؤية واضحة حول المرحلة التأسيسية السياسية تقوم على أساس تقييم المرحلة الانتقالية السابقة ومن ثم استكمال تنفيذ المهام المتبقية والتي لم تنفذ أو نفذ جزء منها في المرحلة السابقة كل هذا وفق جدول زمني دقيق وواضح يكون على مرحلتين المرحلة الأولى بدأت مباشرة من بعد مؤتمر الحوار الوطني الشامل وتنتهي بالاستفتاء على الدستور حيث يتم في هذه المرحلة تشكيل لجنة صياغة الدستور ومن ثم صياغة الدستور والإشراف وإقرار الدستور بعد ذلك التكثيف من حملات التوعية المجتمعية يأتي معها مزامنة إنجاز سجل الناخبين والتهيئة لعملية الاستفتاء من استكمال تنفيذ النقاط الـ20 و11 واطلاق صراح كل المعتقلين والمتظاهرين الذين اعتقلوا بصفة غير قانونية وإنهاء كافة النزعات المسلحة واتخاذ خطوات فعلية نحو تحقيق العدالة الانتقالية بإصدار قانون العدالة الانتقالية ومن ثم التحضير للاستفتاء على الدستور وتنتهي هذه المرحلة بالاستفتاء على الدستور .

العملية السياسية
وتابع حديثه قائلا : ومن ثم تبدأ المرحلة الثانية من بعد الاستفتاء على الدستور وفيها يتم المشاركة في بناء شكل الدولة الجديد ومؤسستها وإصدار التشريعات وقوانين السلطة القضائية وتشكيل المحكمة الدستورية والتهيئة للانتقال من الدولة البسيطة الى الدولة الاتحادية وفق الدستور الجديد ومن ثم إصدار قانون الانتخابات الجديد بحسب شكل الدولة الجديد وتشكيل اللجنة للانتخابات والإعداد للانتخابات لكون الشباب هم المصدر الأول والقاعدة الأساسية لنجاح العملية السياسية في اليمن .

موجهات دستورية
من جهته أوضح السياسي علي البعداني أن المستقبل مبشر بالاستحقاق السياسي للشباب ووصولهم إلى مراكز صنع القرار خاصة بعد إنشاء مجلس أعلى للشباب يمنح الاستقلالية التي تكفل دوره التوجيهي والإشرافي عبر المشاركة في صياغة السياسات العامة والرقابة على تنفيذها بالإضافة إلى 14 موجهاٍ ومبدأ دستوري بتمكين الشباب سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا والمواد الخاصة بكوته الشباب والتزام الدولة بتمثيلهم في سلطات الدولة الثلاث بما لا تقل عن 20% .

انتزاع الحقوق
الناشط السياسي محمد شرف الدين يقول: سعى الشباب إلى انتزاع حقهم في المشاركة في الحياة السياسية بعد أن كانت منهم معدومة وبعد إن كان القرار السياسي محتكراٍ بيد المركز المقدس بالإضافة إلى سياسة الإقصاء والتهميش الذي رافق ذلك الوضع مما أدى إلى ظهور تشرخات في النسيج الاجتماعي والوطني ونفور ثوري بين أوساط الشباب الأمر الذي فجر ثورة شباب فبراير 2011م لإنقاذ البلد من الغرق والإقصاء المحقق انطلاقا إلى توطيد جذور المواطنة المتساوية وتكافؤ الفرص والعمل السياسي القائم على المشاركة المجتمعية في صياغة وصنع القرار.

جهود جبارة
وترى الناشطة الحقوقية مروة العريقي بأن مخلفات وركام ماضُ تحتاج إلى جهود جبارة من أجل صقل الكفاءات الوطنية والقدرات الفذة للشباب لتكون قادرة على صنع المستقبل الجديد وفقا لأساسيات الحكم الرشيد والدستور الجديد الملائم ظروف اليمن ويواكب العصر ويصون الحقوق والحريات والمواطنة المتساوية المتطلب همة ويقظة عالية من الشباب ليكون ذلك كفيلا بإخراج اليمن إلى بر الأمان وتجاوز كافة التحديات والمصاعب وكما كان الشباب صناع التغيير ومفجر شرارة ثورة 11فبرير سيكون شريكاٍ في البناء والتنمية .

الفئات الشابة
من جانبه يؤكد الناشط أحمد الغيثي بأن تمكين الشباب من مراكز صنع القرار يجب أن يترافق مع تأهيل الفئات الشابة إدارياٍ وفنياٍ وسياسياٍ حتى لا يتحول تسليمهم لتلك المناصب القيادية إلى ديكور سياسي يفقد الوطن غاية النهوض التنموي .
مبيناٍ بأن هناك الكثير من الكوادر الشابة ولكنها تحتاج إلى الالتحاق بمراكز صنع القرار بصورة تدريجية ووفق خطة زمنية محدد مرتبطة ببرنامج إعداد وتأهيل قصير وطويل المدى يرتكز على غايات تنموية بشكل أساسي أما أن تتم عملية تمكين الشباب كمؤشرات رقمية ولأسماء لامعة أو ملمعة ولأبناء قيادات اجتماعية أو سياسية فتلك لن تكون سوى عملية شكلية ستضر بعملية التنمية ولن تحقق الأهداف المرجوة من عملية التمكين لذا من الضروري أن تكون عملية تمكين الشباب من مراكز صنع القرار عملية تنموية في المقام الأول .
المربع الأول
فيما يرى المحلل السياسي عبد القادر الدبعي ضرورة أن يتم إشراك الشباب في مراكز صنع القرار وفق الكفاءة بعيدا عن المحاصصة الحزبية الضيقة لأن رفد الدولة بالدماء الشابة التي تستطيع أن تحدث التغيير أمر ضروري فاليمن – على حد قوله – ليست بحاجة إلى معتقين فكرياٍ لايستطيعون التغيير لكون أفكارهم توقفت عند مرحلة معينة أما إذا عدنا إلى المحاصصة الحزبية فإننا سنعود الى المربع الأول وكأنك يا أبو زيد ما غزيت وستذهب دماء الثوار هباء .
برمجة حزبية
وتقول الناشطة جيهان فازع: نتطلع ألا يغدو التمكين السياسي للشباب مجرد برمجة حزبية وإعلامية وفقاعات لإخراس الأفواه الغاضبة من الشباب دون تحقيق أي شيء على أرض الواقع أو أن يكون مجرد تمثيل بلا صلاحيات مع استشعار مسئولية المرحلة الحرجة التي تمر بها اليمن.

الوظائف القيادية
وأما الناشط السياسي عدنان الورافي أوضح بأن التمكين السياسي للشباب من الناحية النظرية مرهون بكيفية التطبيق وذلك بتمكينهم من الوظائف القيادية وطبيعة التطور والتسرع بها مع مراعاة التأهيل والضوابط القانونية في التعيين والبعد عن معيار الوراثة, الأمر الذي يخلق روح الأمل والاطمئنان في نفوس الشباب أن الأمور تسير لمصلحة الوطن وتخلق الثقة بقيادته السياسية .

دعوة سياسية
المحلل السياسي فؤاد الحيمي يقول : ??? من سكان اليمن هم من الشباب الذين هم ما دون الـ ?? سنة وآن الأوان لتمكينهم في الاضطلاع بمهام قيادة الوطن الجديد وتصدر الواجهة في بنية اليمن الحديث الذي ترقبه أغلب دول الجوار والإقليم والعالم أيضاٍ لما تمثله التجربة اليمنية التي أتت إثر متغير الربيع العربي الذي اجتاح المنطقة العربية ليخرج اليمن متفرداٍ في إحلال التوافق مكان الصراع والاقتتال الذي قاد بدوره إلى انتهاج منظومة الحوار الوطني الشامل وهو أيضاٍ شكل تجربة متقدمة على مستوى دول العالم النامية وإذا كانت هذه الدعوة بتمكين الشباب أتت من أهم شخصية تقود الوطن هذا اليوم وهو رئيس الجمهورية فإنها تمثل التوجه الصائب في الوقت الصحيح لأن الآليات المتبعة في انتهاج خط الحوار والتوافق الوطني هي آليات تستوجب الأخذ بكل ما هو حديث وجديد على مستوى كل التجارب العالمية لتتموضع في انسجام واعُ وراقُ مع مورث هذه الأمة ونضالاتها وتراثها الديني والثقافي والحضاري .
وأضاف: ولأن اليمن مرت بمراحل من عدم الاستقرار والتجاذبات الداخلية والخارجية لم تكن قادرة في السابق على تمكين الشباب في قيادة الوطن لكنها اليوم أصبحت في وضع يفرض عليها ذلك وبقوة نتيجة ما قدمه الشباب من دور في تحريك عجلة الجمود التي أصابت جسد الوطن الذي أثخن بجراحات الصراعات التي كان أساسها عدم التفرد وعدم احترام حقوق الإنسان وخياراته في حياة اكثر اشراقاٍ وتنمية وتقدماٍ ليجسد الشباب حقيقة هذه التحولات السياسية والمنجزات التاريخية .

قد يعجبك ايضا