اختتام ورشة العمل الخاصة بصياغة الرسائل التوعوية بمخاطر الزواج المبكر في اليمن
استطلاع/شوقي العباسي –
اليمن من الدول العربية التي تعاني من ارتفاع نسبة الزواج المبكر الذي لا يحمل مشاكل نفسية واجتماعية للفتاة حيث تقوم الكثير من الأسر بتزويج بناتها وهن في سن مبكرة قبل بلوغهن وقبل ان تتوفر لدى الفتاة المواصفات التي تؤهلها لأن تتحمل مسؤولية ذلك الزواج الذي لا تعلم ماهيته ومتطلباته وتجهل أضراره ومخاطره الأمر الذي يلقي بمسؤولية كبيرة على كل أبناء المجتمع بكافة فئاته وشرائحه مواجهة هذه الظاهرة والتصدي لها.
وفي هذا الإطار اختتمت بوزارة الصحة العامة والسكان ورشة العمل الخاصة بصياغة الرسائل التوعوية الخاصة بالزواج المبكر والتي نظمتها الإدارة العامة للمرأة بالتعاون والتنسيق مع قطاع الصحة في مشروع تحسين معيشة المجتمع التابع للوكالة الأمريكية للتنمية.
»صحيفة الثورة « على هامش الورشة التقت عدداٍ من المشاركين للتعرف على ما تم الخروج به من الورشة والتي استمرت لمدة سبعة أيام وهدفت إلى صياغة رسائل صحية مركزة للتوعية بمخاطر الزواج المبكر استنادا إلى دارسة سابقة ركزت على أسباب ومخاطر الزواج المبكر في اليمن والتي أجرتها وزارة الصحة العامة والسكان بالتعاون مع جامعة صنعاء ومولتها الوكالة الأمريكية للتنمية.
خارطة طريق للتوعية بالمشكلة
بداية تحدث الأخ عزيز عبدالمجيد المنسق العام لبرنامج المرأة والطفل بوزارة الإعلام بالقول: الورشة تكتسب أهمية كونها تعمل على انجاز خارطة طريق لعملية التوعية بمخاطر الزواج المبكر والذي تمثل في إعداد دليل إرشادي توعوي في عملية التوعية بهذه القضية الهامة التي تهدد حياة الفتيات الصغيرات في بلادنا خصوصا وان الزواج المبكر في اليمن مرتفع جدا الأمر الذي يضعنا جميعا أمام قضية يجب ان يتنبه لها الجميع للحد منها لما لها من تداعيات نفسية وصحية واجتماعية للفتيات الصغيرات التي يتم تزويجهن قبل السن الآمن .
وأشار إلى أن نسبة الزواج المبكر يمكن خفضها عن طريق التوعية المجتمعية وإصدار تشريع يحدد سن الزواج بسن 18 سنة وفي حال تم مثل تلك الاجراءات نستطيع القول أننا نستطيع خفض نسبة الزواج المبكر في بلادنا .
وأوضح أن الزواج المبكر إضافة إلى المخاطر التي يتسبب فيها على حياة الفتيات يؤدي إلى ارتفاع معدل النمو السكاني الزيادة السكانية التي تأتي من ارتفاع معدل الخصوبة الكلي ومعدل النمو السكاني الذي يؤثر سلبا على عملية التنمية في اليمن .
الشيخ جبري إبراهيم حسن مدير عام الوعظ والإرشاد بوزارة الأوقاف والإرشاد أوضح أن الورشة هامة كونها تحذر من مخاطر الزواج المبكر ومخاطره الصحية والنفسية والاجتماعية لافتا إلى أن الشريعة تدرك مصلحة الإنسان والحفاظ على سلامته وأن كل ما يضر الإنسان وصحته ويؤدي إلى تلف أو هلاك أو حرج فليس من الشرع
وأوضح أن الزواج المبكر ومخاطرة وانتشاره يمكن خفضه من خلال التوعية وتحذير الآباء من الإقدام على مثل هذا الفعل الذي يصل بالفتاة إلى الهلاك.
وأكد أن الزواج والإنجاب المبكر يزيد من ارتفاع معدل النمو السكاني لكن الأجدر بالتفكير هو حياة ومستقبل الفتاة وصحتها .
سن قانون
من جهتها تؤكد مديرة إدارة المرأة في قطاع السكان بوزارة الصحة الدكتورة نادية سالمين بن سلمان أهمية تشريع قانون يحدد السن الآمن للزواج وتوعية المجتمع بمخاطر الزواج المبكر وآثاره السلبية على الفتاة الصغيرة وان تحدد عقوبات على من يخالف مشيرة إلى أن الورشة تمثل نواة لبداية توعية المجتمع من مخاطر الزواج المبكر والحمل المبكر وما يترتب عليها من أضرار صحية ونفسية واجتماعية على الأسرة والمجتمع لافتة إلى أن الزواج المبكر يحرم الفتاة من حقها في حياة أسرية مستقرة حيث غالباٍ ما ينتهي بالطلاق نتيجة لعدم التوافق بين الزوجين بالإضافة إلى حرمانها من حقها في اختيار الزوج المناسب ووضعها في موقف المسئولية الاجتماعية قبل بلوغ مرحلة النضج بالإضافة إلى معاناتها من متاعب صحية للأم نتيجة الحمل والولادة المتكررةمطالبةٍ برفع الوعي وإدماج الفتيات في التعليم وسوق العمل لما من شأنه سيؤدي إلى تجنب الدولة العديد من الأعباء التي تنجم عن الزواج المبكر.
تعزيز الوعي المجتمعي
الأخت أشواق الحاشدي مديرة إدارة الصحة باللجنة الوطنية للمرأة أوضحت أن عقد مثل هذه الفعاليات مهمة جدا خصوصا وان الورشة هذه بداية الطريق للخروج بدليل توعوي خاص بالزواج المبكر والمخاطر الناجمة عنه مشيرة إلى أهمية تعزيز الوعي المجتمعي بهذه القضية وإيصال الرسالة التوعية المناسبة الى مختلف الشرائح المجتمعية لتعزيز المفاهيم والمعلومات حول القضية حتى يتم الحد من مثل هذه الزيجات التي تنتشر في أوساط المجتمع اليمني ولها تداعيات سلبية على الفتاة خصوصا والأسرة عموما والحرص على إيصال تلك الرسائل عبر مختلف وسائل الإعلام الجماهيري والوصول إلى الأرياف التي تعاني كثيرا من هذه القضية .
مهمة يتحملها الجميع
الدكتور عدنان علي حاج متطوع في التحالف الوطني للأمومة المأمونة أوضح ان الورشة اكتسبت أهميه كبيرة كونها هدفت إلى صياغة رسائل صحية خاصة بالتوعية بمخاطر الزواج المبكر وتضمينها في دليل إرشادي توعوي ليتم إيصال تلك الرسائل إلى مختلف الشرائح المجتمعية والمخاطر التي يسببها الزواج المبكر صحيا واجتماعيا والمضاعفات التي يتسبب فيها على الفتيات صغيرات السن خصوصا وان الزواج المبكر في بلادنا منتشر بشكل كبير ما يستدعي تضافر الجهود بين مختلف القطاعات الحكومية والمنظمات إلى إيجاد حلول للحد من انتشار هذه الظاهرة .
وأشار إلى أن خفض نسبة انتشار الزواج المبكر مهمة يتحملها الجميع من خلال التوعية المجتمعية وتعزيز الوعي مخاطر الظاهرة والعمل على توضيح المفاهيم الدينية المغلوطة وتصحيحها لدى أفراد المجتمع وبالذات في المناطق الريفية خصوصا أن ثقافة المجتمع الدينية أصبحت مغلوطة في هذا الجانب مع أن الدين الإسلامي جاءنا واضحاٍ.
ولفت الى ان الزواج المبكر يتسبب في ارتفاع معدل النمو السكاني من خلال زيادة نسبة المتزوجات الصغيرات وبالذات في الأرياف ما يصاحبه حمل مبكر ومتتابع خصوصا وان الثقافة المجتمعية في بلدنا تشجع زيادة الأطفال .
مصادرة لحقوق الفتاة
الأخ عزي محمد غالب من المركز الوطني للتثقيف الصحي والسكاني أشار إلى أن الورشة ناقشت موضوعا هاما يمس قضية شائكة تهدد حياة الفتيات الصغيرات في بلادنا ما يستدعي تضافر الجهود لتقليل من انتشار هذه الظاهرة المتعلقة بالزواج المبكر .
وأوضح أن ما تم عرضة من نتائج الدراسة التي عرضت في الورشة يؤكد مدى خطورة القضية التي تجعل من يطلع عليها يتخذ قرار حاسماٍ في تأخير الزواج إلى السن الآمن والعمل على حماية الفتيات من مخاطر الزواج المبكرلافتاٍ إلى أن الفتيات الصغيرات المتزوجات مبكراٍ تصادر حقوقها التعليمية والصحية والاجتماعية بالإضافة الى تعرضهن إلى العديد من جوانب الانتهاكات ما يستدعي قيام النشطاء من الحقوقيين والإعلاميين وقيادات المجتمع وجميع المهنيين بالتوعية المجتمعية بحقوق الفتياتوتعزيز التوعية الأسرية من قبل أولياء الأمور الذكور والنساء والفتيات للحد من انتشار الظاهرة.
وأكد أن ما خرجت به الورشة من مجموعة رسائل توعوية بداية لنشر الوعي المجتمعي بمخاطر الزواج المبكر في اليمن من خلال ما سيمثله الدليل الإرشادي من خلال المساهمة في إصلاح الاختلالات التي يعاني منها المجتمع نتيجة بعض المفاهيم المغلوطة والعادات السيئة حول الزواج المبكر والتعريف بأضراره ومخاطره وعمل وضع الحلول والمعالجات اللازمة تجاه هذه القضية في المجتمع.
