صقر الصنيدي –
في حادثة تاريخية هامة لدى البريطانيين تجاهل رئيس الوزراء استشارة النواب في خوض حرب استرداد جزيرة بعيدة وحين سؤال عن ذلك قال سنحارب أولا وعندما نعود سنذهب إليهم¡ كان يعرف كيف يفكر أبناء بلده الواقفين ضد سياسة حزبه وبالفعل عاد ليقول لهم وداعا لقد أنجزت مهمة تحتاج إليها بريطانيا العظمى .
بالنظر إلى حال بعض كتل النواب يتطلب أن يقول الرئيس أو حتى الوزراء سنذهب ثم نعود إليكم – فحين كانت اللجنة العسكرية تعيد الحياة إلى طريق مأرب صنعاء كان نواب يطلبون فورا حضور وزيري الدفاع والداخلية ونفس الحال يوم كانت المعركة تنتصر في أبين كانت أصواتهم تهتف أين وزير الدفاع حتى ان نائبا◌ٍ سأل زملاءه ألا تمتلكون تلفازا◌ٍ لتشاهدوا أين الرجل إنه في أرض القتال .
وهو وضع ينطبق على وزير الداخلية الدكتور عبدالقادر قحطان فكل يوم يطرح سؤالا◌ٍ ويطلب حضوره لأسباب هامة أو حتى هامشية ورغم أن الرجل يتحمل مسؤولية إعادة الطمأنينة إلى قلوب الملايين وإزاحة الخوف عن شوارعنا ويواجه ترسانة من التحديات والاستهتار وعقله لا يتوقف عن التفكير في توسيع مساحات الحياة وتقليص مساحات الموت إلا أن نوابا◌ٍ لا يتوقفون عن التفكير بإحضاره الى البرلمان .
فأمس كانت مجموعة من النواب يجمعون أوراق قضية اختطافات وفوضى دارت في تعز بينها عملية الاختطاف التي تعرض لها ناصر حسن قائد وكانوا مجمعين على ضرورة استدعائه إلى بعد الغد للضرورة وأن يتحول الاستدعاء إلى استجواب , ولأني أعرف عن القضية المريعة الكثير فقد اندهشت , مازال الأمر قيد التحقيق والوزير لن يكون راضيا عن عدم إنصاف المختطف وأسرته التي تعاني آثار الصدمة حتى زوجة المختطف التي تحاول استعادة الحروف لتنطق جيدا من هول الصدمة والخوف الذي سيرافقها مدى الحياة – هي حالة من بين الكثير من مؤشرات التدهور الأمني لكنها أيضا تحظى بالرقابة وفي حال تقاعست الداخلية وأجهزتها عن أداء الدور المأمول منها لتحقيق العدالة وإيصال المحرضين والممولين الى مصيرهم المفروض مهما حاولوا الاختباء والهرب .
إذا دعوه يعمل وكونوا سندا له في معركتنا ضد الإرهاب وضد كل من يزعزعون الأمن والاستقرار ويتخذون من العصابات جهازا أمنيا بديلا عن الدولة ومؤسساتها وإنزال عقابهم بالآخرين معتقدين أنهم قادرون على شراء الذمم والأرواح ومغالطة الجهات المختصة .
هل اقتنع النواب بمنحه الوقت الكافي لإحضار المجرمين بكل أصنافهم والاقتصاص منهم ام ان الاستدعاء أصبح موضة البرلمان الجديدة وكم من المرات التى نشرنا في هذه الصفحة طلبات واستدعاءات للوزير الذي لا يجد وقتا كافيا لنفسه – كم كان وزراء الداخلية السابقون يلبون الدعوة ويأتون أعتقد كانت تمر ستة أشهر وهم مازالوا يفكرون بالقدوم وحين يأتون يقضون الوقت مصافحين للأيدي والوجوه .
والنواب من تعز يترتب عليهم المساندة في إعادة الأمن إلى محافظة لم تشهد أسوأ مما هي عليه الآن وأن يعينوا قحطان على تجاوز الأمواج الخطرة للوصول إلى الشاطئ وان يتجاهلوا الإشاعات التى تنشرها العصابات من قدرتها على قلب الحقيقة لصالحه بإقامة علاقات مع الصغار .
Prev Post