
صقر الصنيدي. –
زادت اهتمامات عدد من النواب بما ينشر في الصحف والمواقع ويحدد كل نائب منهم نوعية الأخبار والقضايا التي يقرأها ليس وفقا لمصلحة البلاد ولكن لما يخدم توجهه ورغبة حزبة في تتبع أخطاء المسؤولين من الضفة الأخرى وللتدليل أصبح النائب محمد الحزمي في الآونة الأخيرة متخصصا في أخبار الخارجية وما يجري فيها وهو أمر جيد فقط لو أنه جاء دون سياسة ولكن لأن الوزير من الجهة الأخرى بالمقابل تحول سنان العجي الى خبير بالشؤون العسكرية ليس حبا في الجنود ولكن لأن وزير الدفاع قال يوما كلمة لم ترق العجي وأصبحت بابا لتخصصه هذه أمثلة تشير إلى وجود كيد سياسي وهو مصطلح لم أكن لأعرفه لولا حضوري الى هذا المجلس.
لم نبتعد كثيرا عن عاصفة الحصانة التي كادت تشرخ الوفاق وخمسين الديزل الذي كاد يشتعل ليحرق الاقتصاد الجاهز للجفاف .
جميعها قضايا جعلت من المجلس مصدراٍ للقلق خلال فترة انتقالية حساسة إذا لم يرعها نواب الشعب فمن يهتم لقد عرف الرئيس عبد ربه منصور هادي ان الرصاصة القادمة من البرلمان إن لم تقتل فهي تدوش خاصة ونحن على مسافة قريبة من مؤتمر حوار تعلق عليه آمال حتى من جندوا أنفسهم لمحاربة المبادرة الخليجية وآلياتها ومن يجيدون لغة المعارك هاهم في انتظار نجاح الحوار.
وأراد أن يصل مع النواب إلى طريق أكثر أماناٍ وأكثر طمأنينة لقد كرر عليهم جملة وردية وسط كل هذه الغيوم « اليمن هي دائرتكم لا ينظر كل واحد فيكم الى دائرته الانتخابية ليكسبها مجددا بل الى الدائرة الكبيرة اليمن « لو يؤمن حتى نصف البرلمان بهذه النظرية لكان وضعنا وسياقنا أفضل وأوسع ولكن للأسف هناك داخل المجلس من أصبح يمثل نفسه فقط ومن يمثل مصالح أشخاص آخرين لا يهمهم غير رؤية الدخان يتصاعد طبعا ليس دخان الطبخ .
والدائرة لا تعني بالضرورة قطعة الجغرافيا التى علقت فيها صور النائب ولكن قد تكون الدائرة السياسية والدائرة النفعية وحتى الدائرة المالية .
بدت ملامح التأثر على محيا النواب الحاضرين في اجتماع الأحد خاصة حين امتلأ خطاب الرئيس بكلمة تشخص الحال وتضع المخاطر أمام الناظرين لكن الحجة في استمرار التأثر وإيقاف عجلة المماحكات « دور البرلمان واضح في المبادرة « يقول الرئيس ويعرف النواب دورهم لكنهم لايؤمنون به أحيانا وبالعودة إلى المبادرة يتضح ما ذهب اليه هادي , يدار البرلمان بصورة توافقية ولم تقل المبادرة على أساس أغلبية , وعندما تتعثر نقاشات البرلمانيين يحال موضوع الجدل إلى الرئيس ليقول كلمته فيه وهو ما يعني أن مهندسي المبادرة وآلياتها التنفيذية توقعوا تسرب الخلاف إلى قاعة المجلس وقاموا بسد ثغرة أن يغدو البرلمان مصدرا للتشويش .
لقد اختار الرئيس موقع جلوسه بين هيئة رئاسة المجلس الذي مر ما يزيد عن العام ولم يكونوا جنبا إلى جنب وتحديدا بين رئيس المجلس يحيى الراعي ونائبيه الشدادي والاحمر,وأراد أن يبدو على مسافة واحدة من الجميع وليس ميالا لجانب وحسب وصفه « لا نريد ان يكون هناك من انظلم او ظلم « وحتى عقب التوقيع على المبادرة ظل من النادر رؤية هيئة رئاسة البرلمان معا وكأن الأمر لم يسوى بعد ويحتاج إلى المزيد من تنقية الهواء من أتربه السياسة رئيس المجلس اختار المؤتمر بينما اختار حمير الاحمر نائب الرئيس زاوية في الثورة الجديدة وان كان من ذات الحزب .
صحيح ظل البرلمان لما يزيد عن العام شبه مغلق ويقول تقرير خاص بالمرصد البرلماني « جهة مدنية معنية بالرقابة على الجودة أن الأداء لم يكن على قدر المرحلة وأن النواب لم يلعبوا دورا إيجابياٍ لإخراج البلاد من مايواجهه وخلال الأحداث توقفت اللجان عن تقديم نتائج جيدة حتى تلك التى ذهبت لتقييم وضع ساحات الثورة وان كانت هدفا للقنص .
مضت سبعة أشهر منذ وقف الرئيس أمام النواب لأداء اليمين الدستورية في ساعة غيرت تاريخ اللحظة فقد تطابق اداء القسم مع العاشرة والعشرين صباحا وهي ساعة تصل بذاكرة الجنوبيين إلى واحدة من أكثر المآسي في العام 1986 لكنها أصبحت لحظة جميلة في ذاكرة كل اليمنيين علق الزميل توفيق عبدالوهاب من أبين في تلك الأثناء « اليمنيون يرممون ذاكرتهم الآن « والترميم لايكون ضروريا إلا حين تتكاثر الشروخ .
وحتى لا تكون الجدية مسيطرة على تفاصيل اللقاء فقد حاول الرئيس تلطيف الأجواء ببعض عبارات توفي برغبته تلك مثل أنهم الأكثر حظا من بين سابقيهم – وفي عموم الخطاب ماهو جدير في ان يتذكره النواب دائما حتى نصل الى حال أفضل وهنا نورد بعض فقراته لتبقى دائما خارطة للبرلمانيين :
«وبعد أن وعدتكم ووعدت اليمن كلها اليوم أصبحت محافظة أبين بيد الدولة بعد القضاء على الوجود الإرهابي هناك والأجزاء الأخرى من شبوة التي كان فيها وجود إرهابي لتنظيم القاعدة والتي كانوا يسمونها إمارات إسلامية كما وان الطرق قد فتحت والكهرباء تعمل وتوفير المشتقات النفطية موجودة وأنهينا الانقسامات في أمانة العاصمة وعملنا أيضا من أجل توفير مرتبات الدولة وحاجيات التشغيل « .
وفي موضع آخر قال «كان العالم مندهشا كيف ان اليمنيين تغلبوا على جراحاتهم وذهبوا الى الانتخابات مغلبين مصلحة الوطن العليا بحكمة ونباهة وكان لمجلس النواب تلك المواقف المشرفة وكان ذلك استشعارا أكيدا للمسؤولية الوطنية التاريخية وسيسجل لهم التاريخ تلك المواقف وبفضل ذلك الاصطفاف والتعاون أمكن لليمن إنجاز المرحلة الاولى من المبادرة الخليجية بنجاح تام».
ويحدد الرئيس أكثر المعنيين بالمبادرة الخليجية «اليمن أمانة في أعناق سلطة الدولة والسلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية واللجنة العسكرية والأحزاب الموقعة على المبادرة الخليجية والقوى الاجتماعية الوطنية الخيرة ومنظمات المجتمع المدني لإخراج اليمن من دوامة الظروف الصعبة والأزمات المتلاحقة الى بر الأمان وعلى الجميع فتح صفحة جديدة ناصعة البياض نكتب عليها جميعا اليمن الجديد ومن أجل منظومة الحكم الجديدة القائمة على النهج الديمقراطي والدولة اليمنية الحديثة ليس فيها ظالم ولا مظلوم «
» للأسف البعض ما زال لا يفهم المبادرة أو يتظاهر بأنه لا يفهمها ولا يزالون على النهج السابق ويمارسون التحريض والعرقلة ومنافسة إرادة الشعب اليمني تلك الإرادة التي ذهبت إلى خيار السلام والوئام والبناء والتبادل السلمي للسلطة ونبذ الاحتراب والشقاق والخلاف وعلى تلك الفئة أن تستوعب أننا في مرحلة جديدة وسيسجل التاريخ كل المواقف هذه وتلك والتاريخ لا يرحم « .
