تــــرشيـــــد التصريحات مطلوب


وديع العبسي –
قد يعكس النقد للحكومة روحا راقية للممارسة الديمقراطية إنما في وضع كالذي نعيشه.. حكومته توافقية.. نصفاها مؤتمر ومشترك من المريب أن يظهر شخص حزبي في لقاء تلفزيوني أو حوار صحفي لينقد الحكومة فيما هو يحمل محفزات حزبية واضحة.
أبسط ما يمكن وصفه على هذه الحالة يقع بكونه غباء سياسيا◌ٍ¡ أو جهلا◌ٍ بمتطلبات المرحلة¡ أو تطرفا◌ٍ للانتماء الحزبي وبالتالي ممارسة الخصومة الحزبية بشكل عدائي.. وهذه مسألة لا تعطي انطباعا إيجابيا عن هذا الشخص أو الحزب الذي ينتمي إليه¡ ولا عن القيادات التي ي◌ْعول عليها التأثير لاستعادة الاستقرار.
نعم هناك أحيانا عناصر حزبية متشنجة و(ملكية أكثر من الملك) تتعامل بمزاجية تتقاطع مع ما يطلبه حزبه ولو من باب التكتيك.. إلا أن هذا لا يعفي الأحزاب التي تنتمي إليها مثل هذه العناصر من المسئولية.. وفي مثل هذه الحالات مهم أن تكون الأحزاب في تواصل دائم ومستمر بكوادرها خصوصا المؤهلين للإدلاء بالتصريحات.
وليس صحيحا أن حدوث مثل هذه التصرفات أو إطلاق تصريحات نابعها اجتهاد شخصي.. ليس صحيحا اعتبار ذلك أيضا ممارسة ديمقراطية لكونه -في موضوعنا- يحدث أن يأخذ المسار غير الحسن عندما يعكس حالة من الانفصال عن المسئولية الجماعية التي تتحملها جميع الأحزاب المشاركة في الحكومة.
مؤسف أننا حتى في هذه التجربة الاستثنائية التي نخوضها عجزنا أو نكاد عن تقديم تصور حسن عن إدراكنا لآلام ذاك المخاض الذي عانى منه المجتمع بأسره وأفرزت عن مولود الحكومة التوافقية¡ وعجزنا عن تقدير الهدف منها فجاءت تصرفاتنا عشوائية¡ حزبية بلا أدنى ترشيد.
حكومة الوفاق المشكلة من كتلتي الساحة يفترض كما لفت إلى ذلك رئيس مجلس النواب في جلسة منتصف الشهر الماضي يفترض التعامل معها انطلاقا من الحرص على دعمها وعونها ومساعدتها للخروج من الوضع الذي نعيشه¡ وهو أمر يناقض النظر إلى الحكومة من زاوية حزبية عند النقد.

walabsi1@gmail.com

قد يعجبك ايضا