
اسكندر المريسي –
> الحديث عن فن أيوب طارش ذوات شجون وأفنان¡ لأن الأغنية لديه صوت القلب وصدى الوجدان¡ فهي مكتملة بكلمات للشاعر الكبير عبدالله عبدالوهاب نعمان ومتناسقة في الحانها كان الموسيقى فيها ذلك الطير الذي أعتلى أعنان السماء وهو ¡¡¡¡ للغريب¡ وينادي المغتربة كذلك فإن مضمون الأغنية لدى هذا الفنان تكاد تكون في محملها صوت اليمن الكبير ونشدة الوطني¡ لأن أيوب بقدر ما هو كتاب الفن اليمني الحديث فانه ظاهرة فنية غير قابلة للتكرار وما كان له ذلك لولا اللوحة الفنية في رسم الفضول¡ إذ يحاكي وادي الضباب برومنسية جمعت بين الحقيقة والخيال¡ ولا تقل تلك الرومنسية في كلماتها بين جبال ردفان وشمان وصبر وحيفان¡ لأن الطرب عند أيوب ثقافة وطن يبحث عن مستقبل أفضل فأيوب بكلماته ما كان حديثا◌ٍ يفتري ولكنه صوت الأرض والانسان لم تسمعة الأنس فحسب ولكن حتى الجان اعجبة بذلك الطرب¡ لأنه تجسيدا◌ٍ حقيقيا◌ٍ عن الطبيعة اليمنية وتعبيرا◌ٍ عن سهول ووديان وهضاب وجبال وأنهار¡ حين يخاطب الشمس والنجوم لا ينسى السحاب في دلالة الرمز بين الغيوم وعبير الطل.
تبقى حنجرة أيوب هي بالتأكيد الأغنية الكبيرة لهذا الوطن من خلال ذلك الشاعر الكبير الذي بشر بالوحدة وغنى لها كأنها حقيقة قبل أن يستعيدها الوطن وحذر من الانقسام لذلك احتلت الأغنية الوطنية أولوية في الأداء الفني الرائع والمتميز لذلك الفنان الذي يتعامل مع العود بحنان وألفة وكان هناك موائمة ثنائية لا تنفصل¡ فتنطق بالموسيقى بحروف الكلمات على نحو من بساطة اللغة لكنها تحمل دلالات ومعاني مؤثرة تجاوزت فضاء اليمن إلى آفاق من سعة بذلك الفن الذي كلما سمعته تتجدد الكلمات فيه لأن أيوب لم يغن للعاطفة فقط¡ ولكنه تجاوز ذلك فهو فنانا◌ٍ رائعا◌ٍ يخاطب العقل والقلب معا◌ٍ¡ وما حظي به أيوب طارش من تكريم لا يساوي أغنية موكب التحرير ألفت القلوب وتوحدنا شمالا◌ٍ وجنوبا◌ٍ.
لذلك فإن التكريم للفنان أيوب يجب أن يكون بحجم المكانة التي يتبوءها بين الجماهير ومهما كان ذلك التكريم فإنه لن يكون في مستوى العطاء الذي قدمة للاغنية الوطنية¡ وإلا يقتصر التكريم على الجانب المادي الذي قدم لايوب من جهات رسمية وشعبية وأن كان ذلك الجانب لا يزال ضئيلا◌ٍ جدا◌ٍ ولا يلبي الحد الأدنى من متطلبات العلاج¡ وإنما ينبغي أن تقترن الرعاية المادية بشكل أوسع وأكبر مع الجانب المعنوي¡ والذي يعني أن يس◌ْمø◌ِى أحد الشوارع الرئيسية في العاصمة صنعاء أو غيرها من المحافظات اليمنية شارعا◌ٍ بأسم أيوب¡ أو يطلق أسمه على منشأة تعليمية وذلك تقديرا◌ٍ للعطاء الفني الذي تميز به طيلة عقود من الزمن¡ إذ ارتبطت الأغنية اليمنية ¡¡¡¡ لايوب الذي أسس بها قاعدة جماهيرية عظيمة فكانى بصوته المتميز شاهد عيان على عصر يمنيا◌ٍ مضطرب¡ خاصة حين تنكمش السياسة تعلوا الصراعات السياسية تكون الأغنية الوطنية لأيوب هي القاسم المشترك لفرقاء العملية السياسية¡ لأنها كما قلنا أغنية بحجم اليمن لم تعرف التجزئة برغم التشطير الذي كان قائما◌ٍ.
وكانت حينها أغنية الفنان أيوب طارش تستدعي الوحدة من أعماق التاريخ ولاية التشطير مرفوعة بين يمنيين متناحرين¡ غير أن الكلمات التي اسست آفاقا◌ٍ جديدة دائما◌ٍ ما كانت تنشأ من المكايدات السياسية الضيقة التي لا تضر إلا الحقد والضغينة¡ لذلك فإن دعوتنا الخالصة والصادقة وخاصة لوزارتي الإعلام والثقافة بضرورة تكريم أيوب طارش أنما هي أمنية متواضعة مقارنة بحجم ذلك الفن الذي ارتكز على الإبداع وبساطة اللغة جعل بالموسيقى حروفها وسكناتها حركة دؤبة تنشد الحب والسلام ليمن واحد غير مجزأ¡ وتدين الانقسامات بكافة أشكالها وأنواعها¡ أغنية تدعوا إلى البناء وتحض على العمل وتستنكر التدخلات الخارجية وتدينها أيا◌ٍ كان شكلها ومصدرها¡ حتى أن أغانية دائما ما كانت تعكس في أدائها الفني مستوى أعلى في مضمون الوطنية اليمنية ولكن كان الأحرى بفرقاء السياسة أن يعكسوا ذلك المضمون المفقود في حراكهم السياسي على اعتبار أن أغنية أيوب منظومة متكاملة جعلت من الفن لوحة شاملة لما هو سياسي وثقافي¡ كما جسدت تلك الأغنية أيضا الوحدة الوطنية في أبهى تجلياتها أنه أيوب كان ولا يزال وسيظل بحجم الوطن.. فهل سيتكرر¿!