الحفاظ على الاستقرار الداخلي وتعزيز الجبهة الداخلية

قائد الثورة يحدد الأولويات الاستراتيجية.. التصدي للعدوان أكبر الأولويات وأشملها

تصحيح وضع مؤسسات الدولة

الثورة /تقرير

وضع قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي – حفظه الله – في خطابه أمس – بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي عليه السلام – ثلاث محددات استراتيجية لهذه المرحلة، أولها وأهمها هي التصدي للعدوان الذي استباح المحرمات وقتل وحاصر الشعب اليمني ونهب وما يزال ينهب ثرواته النفطية والغازية، ويحيك مؤامراته العدوانية الخطيرة التي تتعلق بمصير اليمن وحريته واستقلاله، وأكد قائد الثورة في كلمته أن التصدي للعدوان هو أول الأولويات الاستراتيجية الراهنة كضرورة للحفاظ على حريتنا واستقلالنا وقيمنا وديننا وحقنا وثرواتنا وبلدنا.
وبيّن السيد أن من لا يعتبر هذه أولوية فإن لديه خللاً إنسانياً وفطرياً وأخلاقياً ومبدئياً، وأضاف «هو إما يتعامى عن حجم العدوان وما حمله من أهداف خطيرة جداً، ولو تمكن من استكمال أهدافه سيخسر الشعب اليمني عزته واستقلاله»، وخسارة الشعب اليمني لهذه الركائز معناه خسارة مصيرية تتعلق بالأجيال.
وأضاف السيد عبدالملك الحوثي أن من ضمن الأولويات الراهنة في ظل الهدنة أن يكون الجميع على درجة عالية من اليقظة والجهوزية، وشدد بألا نغفل ونتصور أن الحرب قد انتهت وننصرف بكل اهتمامنا عن أولوية التصدي للعدوان الإجرامي إلى قضايا أخرى، وأكد أنه يجب على أن نكون على درجة عالية من الوعي والنشاط التبعوي والاهتمام المستمر تجاه المخططات والمؤامرات التي يتحرك من خلالها الأعداء.
الأولوية الثانية التي حددها قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في خطابه يوم أمس، هي الحفاظ على الاستقرار الداخلي وتعزيز تماسك الجبهة الداخلية، وبين أن جزءاً كبيراً من مخططات الأعداء يستهدف الجبهة الداخلية تحت عناوين ومسارات متعددة.
أما الأولوية الثالثة التي وضعها قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي فحددها بتصحيح وضع مؤسسات الدولة الذي وصفه بالوضع «المؤسف والمزري»، وبين أن هذا الوضع هو نتاج لمراحل وتراكمات طويلة، وفي ظل حصار شديد وتعقيدات كبيرة في الوضع الداخلي، ولفت حفظه الله إلى أن البعض يتصورون أنه بالإمكان إصلاح كل شيء دفعة واحدة في وقت وجيز، وأن البعض الآخر يتجاهل الحالة القائمة من الحصار والحرب، وبين أن المناطق التي تقع فيها الثروات النفطية والغازية هي تحت الاحتلال الذي يقوم بنهب كل عائدات النفط والغاز.
وبين أن المرتبات كانت تصرف في الماضي من عائدات النفط والغاز، وهي اليوم تنهب من قبل تحالف العدوان، ويسرقها اللصوص والمحتلون، وجزء منها يسرقه خونة هذا الوطن، الذين وقفوا في صف الأجنبي، والباقي يذهب إلى البنك الأهلي السعودي وغيره.. مؤكدا أن كل الإيرادات التي تنهب، كان بالإمكان الاستفادة منها في دفع المرتبات وتوفير الاحتياجات الضرورية لهذا الشعب على المستوى الخدمي.
وشدد قائد الثورة على أهمية العمل على إيجاد بدائل لعائدات النفط والغاز المنهوبة حتى تحرير المنشآت النفطية، وهذا ليس أمراً بسيطاً في ظل الحصار القائم، بل يحتاج إلى برامج عمل وتحريك عملية الإنتاج في القطاعات.
وأضاف السيد القائد إلى الأولويات الثلاث مواجهة التطبيع الخياني مع الصهاينة، وقال «من أولوياتنا تجاه قضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، مواجهة التطبيع، وتعزيز العلاقة مع أحرار الأمة والاهتمام بقضايا الأمة في مختلف بلدانها كموقف مبدئي».
وتعتبر الأولويات التي وضعها السيد حفظه الله في خطابه أمس رؤية استراتيجية شاملة، تقتضي أن تتجسد واقعا في الأعمال والنشاطات والقرارات والتحركات والجبهات المختلفة، وتقتضي الابتعاد عن كل ما يصرف الناس عن هذه الأولويات ويعيقهم أيضا، فهذه الأولويات مرتكزات صلبة لتحقيق النصر والفرج بإذن الله، وأن ترسم على ضوئها كل تفاصيل الأعمال والمسؤوليات في الدولة وفي المجتمع.

قد يعجبك ايضا